سنن الجنائز ومستحبات الجنازة

سنن الجنائز ومستحبات الجنازة

أوضح أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمرنا بالصلاة على الميت وتشييعه وحضور دفنه، بل وجعلها حقًّا من حقوق المسلم على أخيه المسلم، لذا قررنا أن نخصص هذا المقال لنوضح لكم سنن الجنائز ومستحبات الجنازة.

سنن الجنائز

  • تعجيل قضاء الدَّين عن الميت: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي – صلى اله عليه وسلم – قال:
    ((نفْسُ المؤمن معلَّقَةٌ بدَيْنِه حتى يُقْضَى عنه)).
  • كتمان المغسل إذا رأى مكروهًا: أوضح أهل العلم أن المغسل قد يرى أثرُ عمل الميت،
    إن كان من أهل الصلاح، وإن كان من أهل الضلال؛ لذا أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم المغسِّلَ
    بأن يكتم ما يراه، إن رأى منه مكروهًا؛ فعن أسلم مولى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: قال رسُولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((من غسل ميتًا فكتم عليه، غفر الله له أربعين مرة)).
  • الصلاة على الميت وتشييعه وحضور دفنه:  عن أبي هريرة قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:
    ((من شهد الجنازة حتى يُصلَّى عليها، فله قيراط، ومن شَهِدَها حتى تُدفَن فله قيراطان))،
    قيل: وما القيراطان؟ قال: ((مَثَل الجبلين العظيمين))
    وعنه أيضًا أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: ((من اتَّبع جنازة مسلم إيمانًا واحتسابًا، وكان معه حتى يصلَّى عليها، ويُفرَغ من دفنها، فإنه يرجع من الأجر بقيراطين، كُلُّ قيراط مِثْلُ أُحُد، ومن صلى عليها، ثم رجع قبل أن تُدفَن، فإنه يرجع بقيراط)).
  • القيام للجنازة: أمَر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مَنْ رأى جنازة بالقيام حتى تُخَلِّفَه أو تُوضَعَ،
    فقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((إذا رأيتم الجنازة، فقوموا حتى تُخَلِّفَكُم)).
    وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أيضًا: ((إذا رأى أحدكم جنازة فإن لم يكن ماشيًا معها، فليقم حتى يُخَلِّفَها،
    أو توضَعَ من قبلِ أن تُخَلِّفَه)).
  • كراهة اتباع النساء الجنائز: أوضح أهل العلم أن اتباع النساء للجنازة من الأمور المكروهة،
    وقد استدلوا على ذلك بما ورد عن أم عطية رضي الله عنها قالت: ” نُهِينا عن اتباع الجنائز، ولم يُعزَم علينا”.
    وذلك ما ذهب إليه جمهور الفقهاء، إلا ابن حزم الظاهري.
  • القعود عند القبر للدعاء والاستغفار للميت: أوضح أهل العلم أنها من سنن الجنائز الغائبة التي تناساها بعض المسلمين، فعن عثمان بن عفان رضي الله عنه، قال: كان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا فرَغ من دفن الميت، وقف عليه وقال: ((استغفروا لأخيكم، وسلوا له التثبيت؛ فإنه الآن يُسأل)).

مستحبات الجنازة

  • الإسراع بالجنازة: عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال:
    ((أسْرِعوا بالجنازة، فإن تك صالحةً، فخيرٌ تُقدِّمونها إليه، وإن تك سوى ذلك، فشرٌّ تضعونه عن رقابكم)).
  • تكثير الصفوف على الجنازةأوضح أهل العلم أن من واجب أهل الميت أن يحرصوا على تكثير عدد المصلين، وتكثير صفوفهم في الصلاة؛ حتى ينال الميت شفاعتهم، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((ما من ميت يصلي عليه أُمَّة من الناس يبلغون مائة، كلهم يشفعون له، إلا شُفِّعُوا فيه)
    وقد ورد أيضًا عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول:
    ((ما من رجل مسلم يموت، فيقوم على جنازته أربعون رجلاً، لا يُشرِكون بالله شيئًا، إلا شفَّعهم الله فيه)).
  • إيناس أهل الميت: أوضح أهل العلم أن من السنَّة إيناس أهل الميت، وتسليتُهم في مصابهم، بصُنع الطعام لهم؛ وقد سن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا السلوك من باب التكافل والمؤانسة بين المسلمين،
    وقد استدلوا على ذلك بحديث عبدالله بن جعفر قال: لما جاء نَعْيُ جعفرٍ، قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((اصنعوا لآل جعفرٍ طعامًا؛ فقد أتاهم ما يشغَلُهم)).
  • تعزية أهل الميت: أوضح أهل العلم أن من السُّنة أيضًا تسليةُ أهل الميت، والتخفيف عليهم، وتهوين المصيبة عندهم؛ وقد استدلوا على ذلك بحديث عمرو بن حزم رضي الله عنه عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال:
    ((ما من مؤمن يُعزِّي أخاه بمصيبته، إلا كساه الله – عز وجل – من حُلَل الكرامة يوم القيامة))
  • وعظ الناس وتذكيرهم بعد الدفن: عن علي – رضي الله عنه – قال: كنا في جنازة في بقيع الغرقد،
    فأتانا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقعد، وقعدنا حوله، ومعه مِخْصَرة، فنكَّس، وجعل يَنْكُتُ بِمِخْصَرَته،
    ثم قال: ((ما منكم من أحد إلا وقد كُتِب مَقعدُهُ من النار، ومقعده من الجنة، فقالوا: يا رسول الله،
    أفلا نتَّكِل على كتابنا؟ فقال: اعملوا؛ فكلٌّ ميسَّرٌ لما خُلق له))

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا اليوم، ونسأل الله أن يغفر لموتانا وموتاكم وجميع المسلمين.

مواضيع قد تعجبك