أهم المعلومات عن تحنيك المولود وفوائده الطبية

تحنيك المولود

أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض من السنن النبوية الشريفة بعد ولادة المولود،
مثل الدعاء له، والآذان والإقامة فى أذنيه، ثم تحنيكه، وفي هذا المقال سوف نوضح لكم ما هو تحنيك المولود
والفوائد الطبية التي تعود على الطفل من هذه السنة النبوية الشريفة.. تابعونا

ما هو تحنيك المولود ؟

  • أوضح لنا أهل العلم أن تحنيك المولود من السنن الصحيحة الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • والمقصود بالتحنيك هنا هو مضغ التمر، أو الشيء الحلو بفم شخص صحيح غير مريض،
    ثم يقوم بوضعه فى فم المولود، ودلك حنكه به.
  • أما عن كيفية ذلك فيقوم الشخص بوضع جزء من التمر الممضوغ على الإصبع النظيف،
    ثم يقوم بإدخال الإصبع فى فم المولود، ثم يقوم بتحريكه يمينًا ويسارًا بلطف حتى يغلف الفم كله به.
  • كما أوضحوا أيضًا أنه في حالة عدم توافر التمر، فمن الممكن استخدام عسل النحل بدلًا منه،
    وفي حال عدم توافر ذلك أيضًا فليكن التحنيك بمادة حلوة، لم تمسها نار أى غير مطبوخة.
  • وقد استدلوا على ذلك بما قال الحافظ ابن حجر في “فتح الباري”:
    ” التحنيك مضغ الشيء ووضعه في فم الصبي ودلك حنكه به، يصنع ذلك بالصبي ليتمرن على الأكل،
    ويقوى عليه، وينبغي عند التحنيك أن يفتح فاه حتى ينزل جوفه، وأولاه التمر، فإن لم يتيسر تمر فرطب،
    وإلا فشيء حلو ، وعسل النحل أولي من غيره “.
  • كما جاء أيضًا في “الموسوعة الفقهية” :
    ” وَيُحَنَّكُ الْمَوْلُودُ بِتَمْرٍ، فَإِنْ لَمْ يَتَيَسَّرْ تَمْرٌ فَرُطَبٌ، وَإِلاَّ فَشَيْءٌ حُلْوٌ، وَعَسَل نَحْلٍ أَوْلَى مِنْ غَيْرِهِ،
    ثُمَّ مَا لَمْ تَمَسَّهُ النَّارُ كَمَا فِي نَظِيرِهِ مِمَّا يُفْطِرُ الصَّائِمَ “.
  • ولكن أهل العلم قد أشاروا أنه في حال قرر الأطباء أن العسل قد يضر بالمولود إذا تم تحنيكه به،
    فيجوز تحنيكه بغيره من الحلو.

حكم تحنيك المولود بالتمر

  • أوضح أهل العلم أن التحنيك سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد استدلوا على ذلك بالآتي:
  • قال النووي رحمه الله :
    ” اتفق العلماء على استحباب تحنيك المولود عند ولادته بتمر، فإن تعذر فما في معناه وقريب منه من الحلو،
    فيمضغ المحنك التمر حتى تصير مائعة بحيث تبتلع، ثم يفتح فم المولود ويضعها فيه ليدخل شيء منها جوفه ”
    ” شرح النووي على مسلم “
  • ومما يدل على أن التحنيك كان معروفاً عند الصحابة ما رواه الإمام أحمد رحمه الله في “مسنده”
    حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أن أمّه أُمّ سُلَيْمٍ رضي الله عنها حَمَلَتْ بِعَبْدِ اللَّهِ ، فَوَلَدَتْهُ لَيْلًا ، وَكَرِهَتْ أَنْ تُحَنِّكَهُ حَتَّى يُحَنِّكَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قال أنس : فَحَمَلْتُهُ غُدْوَةً وَمَعِي تَمَرَاتُ عَجْوَةٍ فَوَجَدْتُهُ يَهْنَأُ أَبَاعِرَ لَهُ أَوْ يَسِمُهَا ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ وَلَدَتْ اللَّيْلَةَ فَكَرِهَتْ أَنْ تُحَنِّكَهُ حَتَّى يُحَنِّكَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ أَمَعَكَ شَيْءٌ ؟ قُلْتُ تَمَرَاتُ عَجْوَةٍ . فَأَخَذَ بَعْضَهُنَّ فَمَضَغَهُنَّ ثُمَّ جَمَعَ بُزَاقَهُ فَأَوْجَرَهُ إِيَّاهُ ، فَجَعَلَ يَتَلَمَّظُ فَقَالَ : ( حُبُّ الْأَنْصَارِ التَّمْرَ ) وهو في البخاري ومسلم  بنحوه .
    فقوله في الحديث: ( وَكَرِهَتْ أَنْ تُحَنِّكَهُ حَتَّى يُحَنِّكَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )
    دليل على أن التحنيك كان معروفا عندهم .
  • بالإضافة لذلك فقد قال ابن كثير رحمه الله :
    ” ولد الحسن – يعني البصري – في خلافة عمر بن الخطاب ، وأتى به إليه فدعا له وحنكه ”
    “البداية والنهاية”.
  • كما قال الخلال : أخبرني محمد بن علي قال : سمعت أم ولد أحمد بن حنبل تقول : لما أخذ بي الطلق كان مولاي نائما فقلت له : يا مولاي هو ذا أموت ! فقال : يفرج الله . فما هو إلا أن قال يفرج الله حتى ولدت سعيدا ، فلما ولدته قال : هاتوا ذلك التمر – لتمر كان عندنا من تمر مكة – . فقلت لأم علي : امضغي هذا التمر وحنكيه . ففعلت ” .
    “تحفة المودود”

متى يكون تحنيك المولود

  • أوضح أهل العلم أن تحنيك المولود بالتمر من السنة في اليوم الأول من ولادته فقط،
    والأ فضل أن يكون ذلك قبل الرضاعة.
  • قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
    ” التحنيك يكون حين الولادة حتى يكون أول ما يطعم هذا الذي حنك إياه ، ولكن هل هذا مشروع لغير النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ؟ فيه خلاف : فمن العلماء من قال : التحنيك خاص بالرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم للتبرك بريقه عليه الصلاة والسلام ليكون أول ما يصل لمعدة هذا الطفل ريق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الممتزج بالتمر ، ولا يشرع هذا لغيره ، ومنهم من قال : بل يشرع لغيره ؛ لأن المقصود أن يطعم التمر أول ما يطعم، فمن فعل هذا فإنه لا ينكر عليه ، أي من حنك مولودا حين ولادته فلا حرج عليه ، ومن لم يحنك فقد سلم ”
    “فتاوى نور على الدرب”
صحة حديث تحنيك المولود
  • وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تتحدث علن تحنيك المولود، ومنها قول أسماء بنت أبى بكر
    حين حملت بعبد الله بن الزبير بمكة قالت: «فخرجت وأنا متم (أى أكملت الشهر التاسع من الحمل)،
    فأتيت المدينة، فنزلت بقباء فولدت بقباء، ثم أتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فوضعته فى حجره،
    ثم دعا بتمرة، فمضغها، ثم تفل فى فيه، فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله (صلى الله عليه وسلم)،
    ثم حنكه بالتمرة، ثم دعا له، فبرك عليه، وكان أول مولود وُلد فى الإسلام، ففرحوا به فرحًا شديدًا،
    لأنهم قيل لهم: «إن اليهود قد سحرتكم فلا يولد لكم».
  • كما ودر في  الصحيحين عن أبي موسى الأشعري قال: ولد لي غلام فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم،
    فسماه إبراهيم وحنكه بتمرة . وزاد البخاري: و دعا له بالبركة ودفعه إليّ .
  • بالإضافة لذلك وروى البخاري ومسلم – واللفظ له – عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها:
    ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُؤْتَى بِالصِّبْيَانِ فَيُبَرِّكُ عَلَيْهِمْ وَيُحَنِّكُهُمْ )
فوائد تحنيك المولود
  • أوضح الدكتور محمد علي البار في مقال له في مجلة الإعجاز العلمي العدد الرابع عن التفسير العلمي
    لتحنيك الطفل، وهو كالآتي:

  • ” إن مستوى السكر ” الجلوكوز” في الدم بالنسبة للمولودين حديثاً يكون منخفضاً،
    وكلما كان وزن المولود أقل، كان مستوى السكر منخفضاً.
  • وبالتالي فإن المواليد الخداج [وزنهم أقل من 2.5كجم] يكون منخفضاً جداً
    بحيث يكون في كثير من الأحيان أقل من 20 ملليجرام لكل 100 ملليلتر من الدم.
  • وأما المواليد أكثر من 2.5 كجم فإن مستوى السكر لديهم يكون عادة فوق 30 ملليجرام .
    ويعتبر هذا المستوى ( 20 أو 30 ملليجرام ) هبوطاً شديداً في مستوى سكر الدم،
    ويؤدي ذلك إلى الأعراض الآتية :
  • رفض المولود للرضاعة.
  • تخلف عقلي.
  • شلل دماغي.
  • نوبات صرع.
  • ارتخاء العضلات.
  • توقف متكرر في عملية التنفس.
  • إصابة السمع أو البصر أو كليهما
  • وقد أوضح الدكتور أيضًا أنه إذا لم يتم علاج هذه الحالة في حينها قد تنتهي بالوفاة.
  • رغم أن علاجها سهل ميسور وهو إعطاء السكر الجلوكوز مذاباً في الماء إما بالفم أو بواسطة الوريد.
  • وقد أشار الدكتور في مناقشة حول تحنيك النبي صلى الله عليه وسلم الطفل بالتمر :
    “إن قيام الرسول صلى الله عليه وسلم بتحنيك الأطفال المواليد بالتمر بعد أن يأخذ التمرة في فيه
    ثم يحنكه بما ذاب من هذه التمرة بريقه الشريف فيه حكمة بالغة.
  • فالتمر يحتوي على السكر ” الجلوكوز ” بكميات وافرة ، وخاصة بعد إذابته بالريق الذي يحتوي على أنزيمات خاصة تحول السكر الثنائي ” السكروز ” إلى سكر أحادي، كما أن الريق ييسر إذابة هذه السكريات،
    وبالتالي يمكن للطفل المولود أن يستفيد منها .
    وبما أن معظم أو كل المواليد يحتاجون للسكر الجلوكوز بعد ولادتهم مباشرة، فإن إعطاء المولود التمر
    المذاب يقي الطفل بإذن الله من مضاعفات نقص السكر الخطيرة التي ذكرناها في السابق.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا اليوم، ونقترح عليكم أيضًا التعرف على كل المعلومات الصحيحة عن العقيقة وشروطها من السنة النبوية الشريفة

مواضيع قد تعجبك