من العادات الاجتماعية التي تتوارثها الأجيال في مختلف المجتمعات العربية هي عادة إقامة السبوع، والذي يقام وسط تجمع من الأهل والأصدقاء مع وجود العديد من الأطفال في ظل أجواء احتفالية، ولكن ما هو حكم إقامة السبوع للمولود وهل هو بدعة؟ أم جائز القيام به شرعًا؟، ومن خلال الفقرات التالية سنقوم بالتعرف على إجابة هذا السؤال بشكل واضح ومفصل قدر الإمكان.
حكم إقامة السبوع للمولود
- أشارت دار الإفتاء إلى أن قيام المسلم بإظهار فرحته بالنعمة التي حصل عليها
وأنعم بها عليه الله سبحانه وتعالى أمر مستحب ومحمود في الشريعة الإسلامية. - كما يعد ذلك واحد من الأمور المستحبة والتي تساعد على زيادة نعمة المسلم.
- ويعد إظهار الفرحة أحد أشكال شكر المولى عز وجل.
- وأضحت دار الإفتاء المصرية أن المولى عز وجل قد قال في كتابه العزيز: ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾ [إبراهيم: 7].
- كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾.
- لذا لا يوجد مشكلة في إقامة سبوع للمولود مادام لا يحتوي على أي مظهر من مظاهر الفساد أو ما يغضب المولى عز وجل.
السبوع والعقيقة
- وأكدت دار الإفتاء المصرية إلى أنه يجب على المسلم اتباع سنة
رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، والقيام بعمل بعقيقة للمولود. - فمن الجدير بالذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل غلام مرتهن بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه. رواه أحمد.
- كما قد ورد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَقَّ عَنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ كَبْشًا كَبْشًا. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ.
- كما ورد عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
أَمَرَهُمْ أَنْ يُعَقَّ عَنِ الْغُلَامِ شَاتَانِ مُكَافِئَتَانِ، وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ.
دق الهون للمولود
- ومن الجدير بالذكر أن السُّنة التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،
القيام بذبح العقيقة خلال اليوم السابع مِن ولادة الطفل. - كما أوضح العلماء أنه في حالة رغبة الوالدين في زيادة طعام آخر مع الذبح فلا يوجد
مشكلة في ذلك، ولا يعد حرام ولا بدعة، مثل القيام بتوزيع الحلوى أو الحمص. - ورأى مجموعة من العلماء أن القيام بوضع الطفل في الغربال، أو القيام
بالمرور عليه سبع مرات أو القيام بدق الهون ورش الملح، والقيام بأمره
بسماع كلام أحد الوالدين أو الأقارب يعد من البدع وهو أمر متعلق بالخرافات ولا يوجد له أي أساس ديني أو علمي، فلا يجب على المسلم القيام بتلك الأمور.
سنن سبوع المولود
أما عن الأمور الواجب القيام بها في السِبوع وفقًا لتعاليم الدين الإسلامي وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فنجد أنه:
- ذكر الإسلام أن سنة العقيقة بالنسبة للمولود الذكر هو ذبح شاتين.
- أما عن سنة الذبح بالنسبة إلى الإناث هي ذبح شاه واحدة.
- ومن السنة أيضًا حلق شعر رأس المولود في اليوم السابع لولادته
ثم يتم وزن هذا الشعر، وإخراج قيمته من الفضة. - ومن السنة أيضًا أن يتم تسمية المولود في اليوم السابع لولادته.
- كما أوضح العلماء أن الشاه يتم القيام بتقسيمها، ثلث للفقراء، وثلثين يقوم الأب
بتوزيعهما وفقا لرغبته على أن يتم تناول أفراد العائلة منها. - ويجب التأكيد على أن العقيقة هي سنة مؤكدة مستحبة، ولا يأثم المسلم في حالة تركها.
وبهذا نكون قد تعرفنا على حكم إقامة السبوع للمولود وإذا كنت ترغب في التعرف على المزيد من المعلومات يمكنك القيام بالاطلاع هل تجوز العقيقة من غير مال الأب ؟ وهل يمكن القيام بها بعد سنوات؟.
