تسليف مبلغ من المال وحكم قضاء الدين بزيادة دون اشتراط ذلك

تسليف مبلغ من المال

ربما يعد أمر تسليف مبلغ من المال أحد الأمور التي تطرأ على الكثيرين منا سواء عند رغبة الشخص في اقتراض مبلغ ما من أحد المعارف أو الأقارب أو عند طلب شخص ما اقتراض مال منك، وسنقوم اليوم خلال الفقرات التالية بالتعرف على حكم القيام بتسليف الأموال والعديد من الأحكام الشرعية والفقهية المتعلقة بهذا الأمر.

تسليف مبلغ من المال  

  • جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى ‏الله عليه وآله وسلم:
    «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ،
    وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللهُ
    فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا
    يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ
    بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ
    الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ».
  • يوضح هذا الحديث الشريف مدى الثواب الذي يحصل عليه المسلم عند قيامه بفك كرب مسلم آخر وتفريج همه.
  • ومن الجدير بالذكر أنه من غير الجائز قيام المسلم بالاستلاف والاقتراض من الأشخاص دون ضرورة أو بغير حاجة.

حكم السلف بالزيادة 

أما في بعض الأحوال قد يقوم المسلم بسلف واقتراض مبلغ من المال على أن يقوم برده مرة أخرى بشرط وجود زيادة معينة حددها الشخص المقرض للمال، على أن ترد عند السداد، أو القيام برد المبلغ على أقساط بنسبة زائدة محددة على المبلغ الأصلي، فعن الحكم الديني لهذا الأمر:

  • من الجدير بالذكر أن القيام بذلك هو أمر محرم شرعًا وغير جائز القيام به.
  • فإن السلف مع زيادة هو الربا بعينه.
  • وقد قال الله تعالى في سورة البقرة: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ
    مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [275].
  • كما قد ورد عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : (لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا وَمُؤْكِلَهُ وَكَاتِبَهُ وَشَاهِدَيْهِ, وَقَالَ: هُمْ سَوَاءٌ).

حكم قضاء الدين بزيادة دون اشتراط ذلك

وفي بعض الأحوال قد يقوم المسلم باقتراض مبلغ من المال دون اشتراط الزيادة، ولكن عند القيام برد المبلغ يقوم المسلم بزيادته دون أن يطلب منه المقرض ذلك، ومن خلال السطور التالية سنتعرف على حكم قضاء الدين بزيادة دون اشتراط ذلك ونجد أنه:

  • قد ورد جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
    “مطل الغني ظلم”، وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استلف
    من رجل بكراً (الفتي من الإبل) فقدمت عليه إبل من إبل الصدقة،
    فأمر أبا رافع بأن يقضي الرجل بكره . فرجع أبو رافع فقال: لم أجد
    فيها إلا خياراً بعيراً رباعياً (ما بلغ ست سنين ودخل في السابعة
    حين طلعت رباعيته)، فقال صلى الله عليه وسلم “أعطه إياه إن خير الناس أحسنهم قضاء”.
  • فمن الجائز قيام المسلم برد المبلغ الذي اقترضه ودفع زيادة عليه من تلقاء نفسه،
    بل إن ذلك من الأمور المستحبة، فخير الناس أحسنهم قضاء.
حكم عدم إقراض الناس

ويذكر أنه لا يوجد ما يوجب على المسلم إقراض الناس، ولا يقع عليه إثم في حالة رفضه القيام بذلك،
ولكن في تلك الحالة يضيع عليه ثواب كبير وعظيم.

وإلى هنا نكون فد تعرفنا على حكم تسليف مبلغ من المال ويمكنك أيضًا الاطلاع على حكم رد الذهب المقترض نقدًا.

مواضيع قد تعجبك