هل يجوز إعطاء الفوائد الربوية للوالدين أو التصدق بها على الفقراء؟

هل يجوز إعطاء الفوائد الربوية للوالدين أو التصدق بها على الفقراء؟

هل يجوز إعطاء الفوائد الربوية للوالدين أو التصدق بها على الفقراء والمساكين؟ هل ترغب في التعرف على الإجابة؟
إذًا ننصحك بقراءة هذا المقال.

هل يجوز إعطاء الفوائد الربوية للوالدين

  • يجب أن ننوه أولًا أن إيداع الأموال في البنوك الربوية أمر غير جائز شرعًا.
  • تبعًا لقوله تعالى: ﴿وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾.
  • وقد صرح الشيخ أحمد شريف النعسان بالآتي: “وَذَهَبَ جُمْهُورُ الفُقَهَاءِ إلى تَحْرِيمِ أَخْذِ الفَوَائِدِ الرِّبَوِيَّةِ،
    لِأَنَّهَا كَسْبٌ غَيْرُ مَـشْرُوعٍ، وَلَا يَسُوغُ أَخْذُهَا بِحُجَّةِ دَفْعِهَا للفُقَرَاءِ، لِأَنَّ تَحْرِيمَ الرِّبَا عَلَى الآخِذِ وَالمُعْطِي.
  • روى الإمام مسلم عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا، وَمُؤْكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَقَالَ: «هُمْ سَوَاءٌ».
    وَهُنَاكَ بَعْضُ الفُقَهَاءِ المُعَاصِرِينَ قَالُوا بِجَوَازِ أَخْذِ الفَوَائِدِ الرِّبَوِيَّةِ وَصَرْفِهَا للفُقَرَاءِ وَالجِهَاتِ العَامَّةِ،
    مَا عَدَا المَسَاجِدِ وَشِرَاءِ المَصَاحِفِ.
  • كما أوضح الشيخ النعسان أن النَّفَقَةُ عَلَى الأَبَوَيْنِ وَاجِبَةٌ عَلَى الوَلَدِ إِذَا كَانَ الأَبَوَانِ فَقِيرَيْنِ،
    روى الترمذي عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:
    «إِنَّ أَطْيَبَ مَا أَكَلْتُمْ مِنْ كَسْبِكُمْ، وَإِنَّ أَوْلَادَكُمْ مِنْ كَسْبِكُمْ».
  • وَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَنْتَ وَمَالُكَ لِأَبِيكَ»
    رواه ابن ماجه عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.
  • وقد رأى جمع من العلماء أن الواجب على من كان لديه مال حرام من فوائد ربوية
    أن يتخلص منه بصرفه في مصالح المسلمين ودفعه للفقراء والمساكين.
  • وفي حال كان لا يملك الولد سى هذا المال الحرام، فله أن ينفق عليهما منه بل وعلى نفسه أيضا بقدر حاجته،
    ولا يكون حرامًا في هذه الحالة في حقه بل يكون حلالًا طيبًا.
  • كما قال النووي في المجموع: وإذا دفعه -المال الحرام- إلى الفقير لا يكون حراماً على الفقير بل يكون حلالاً طيباً، وله أن يتصدق به على نفسه وعياله إن كان فقيراً، لأن عياله إذا كانوا فقراء فالوصف موجود فيهم؛ بل هم أولى من يتصدق عليه، وله هو أن يأخذ قدر حاجته لأنه أيضاً فقير.

هل يجوز التصدق بمال الربا

  • أوضح أهل العلم أن أكل الربا كبيرة من كبائر الذنوب.
  • وقد استدلوا على ذلك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه،
    وقال: هم سواء. أخرجه مسلم عن جابر رضي الله عنه.
  • وتعد فوائد البنوك نوع من أنواع الربا المحرم، فمن واجب من حصل عليها أن يتخلص منها بصرفها في مصالح المسلمين العامة أو بإعطائها للفقراء والمساكين، بنية التخلص منها وليس بنية الصدقة؛ لأنها مال حرام غير مملوك.

التوبة من فوائد البنوك

  • ينصح أهل العلم كل من يريد التوبة من فوائد البنوك أن يصلى ركعتين بنية التوبة على هذا الأمر،
    وأن يتخلص من الفائدة السابقة التي قد تصرف بها من قبل.
  • والأفضل أن يخرجها في مصالح المسلمين مثل إصلاح الطرقات ودفعها إلى الفقراء والمساكين.
  • كما قال القرطبي رحمه الله في الجامع لأحكام القرآن: قال علماؤنا: إن سبيل التوبة مما بيده من الأموال الحرام، إن كانت من ربًا فليردها على من أربى عليه ويطلبه إن لم يكن حاضرًا، فإن أيس من وجوده فليتصدق بذلك عنه، وإن أخذه بظلم فليفعل كذلك في أمر ظلمه، فإن التبس عليه الأمر ولم يدر كم الحرام مما بيده فإنه يتحرى قدر ما بيده مما يجب عليه رده، حتى لا يشك أن ما بقي قد خلص له… إلى أن قال رحمه الله: فإن أحاطت المظالم بذمته وعلم أنه وجب عليه من ذلك ما لا يطيق أداءه أبدًا لكثرته، فتوبته أن يزيل ما بيده أجمع، إما إلى المساكين، وإما إلى ما فيه صلاح المسلمين. إلى آخر كلامه رحمه الله. والله أعلم.

وفي نهاية مقالنا اليوم نقترح عليكم أيضًا التعرف على حكم استخدام الفوائد الربوية لزيادة الفائدة.

مواضيع قد تعجبك