هل يجوز أخذ فوائد البنوك والتصدق بها ؟

هل يجوز أخذ فوائد البنوك والتصدق بها

توجد العديد من الجوانب التي تتعلق بوضع المال في البنوك والحكم الشرعي حول إدخارها، فتتضارب الأحكام ما بين جائز ولا يجوز، وجائز مع شروط، ومن هنا يتم طرح السؤال التالي لهذا وهو هل يجوز أخذ فوائد البنوك والتصدق بها ؟ فإذا كان مال البنك الحرام هل يجوز إنفاق الأموال في الصدقة أم لا؟، لذا سنقوم اليوم من خلال الفقرات التالية بتوضيح العديد من الأحكام الدينية المختلفة المتعلقة بهذا الأمر من قبل مجموعة من علماء الدين.

هل يجوز أخذ فوائد البنوك والتصدق بها ؟ 

يرجع هذا الأمر في البداية إلى مدى جواز وضع المال في البنوك أم لا، ثم يليه إمكانية التصدق من عدمه، فنجد أنه:

  • رأى مجموعة من أهل العلم وعلى رأسهم الإمام ابن باز رحمه الله أن التعامل
    مع البنوك الربوية ووضع الأموال بها، هو أمر حرام وغير جائز القيام به شرعًا.
  • وبناء عليه فإن الفوائد الناتجة عن وضع الأموال في البنوك هي أموال ربا.

أما عن إمكانية التصدق بتلك الأموال، فنجد أن هذا الأمر يحمل شقين هما:

  • الشق الأول: ندم المسلم على وضعه للأموال في البنوك والحصول على فوائد
    ورغبته في العودة إلى الله ففي تلك الحالة، يجب عليه التصدق بالفوائد في مختلف
    أعمال الخير وأوجه البر المختلفة، سواء للفقراء أو  المحتاجين أو غيرها من أعمال الخير، على ألا ينتفع بها على المستوى الخصي.
  • الشق الثاني: هو قيام المسلم بوضع الأموال في البنوك مع نية أخذ الفوائد للصدقة، ومعرفته أنه من غير الجائز التعامل مع البنوك الربوية، فهذا أمر حرام وغير جائز شرعًا من البداية.
  • ويذكر أنه قد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النّبي – صلّى
    الله عليه وسلّم – قال: (ليأتينّ على النّاس زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال أمِنَ الحلال أم مِنَ الحرام).
  • كما قد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النّبي – صلّى الله عليه وسلّم –
    قال: (اجتنبوا السّبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله، وما هنّ؟ قال: الشّرك بالله،
    والسّحر، وقتل النّفس التي حرّم اللهُ إلا بالحقّ، وأكل الرّبا، وأكل مال اليتيم،
    والتّولي يوم الزّحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات.

حكم فوَائد البنوك دار الإفتاء المصرية 

أما عن رأي دار الإفتاء المصرية حول التصدق بفوائد البنوك المختلفة فنجد أنه:

  • أجمع علماء دار الإفتاء المصرية على أنه من الجائز القيام بالتعامل مع البنوك بمختلف أنواعها.
  • وأشارت العلماء إلى أنه من الجائز القيام بالتعامل مع البنوك وفوائدها سواء
    كان ذلك فيما يخص الودائع أو شهادات الاستثمار أو الحسابات المختلفة.
  • وأوضح علماء الدين أن الحصول على فوائد البنوك أمر جائز ولا يوجد شبهة دينية فيه فلماذا لا يجوز التصدق بفوائد البنوك.
  • وقال فضيلة الشيخ مبروك عطية أن الربا هو نية في القلب أولًا.
  • ومن هنا نجد أنه وفقًا لرأي دار الإفتاء المصرية فمن الجائز القيام بأخذ فوائد البنوك وإخراجها للصدقات.

ماذا أفعل بمال الربا ؟

في حالة حصول المسلم على مال الربا مضطر وبدون رضاه، أو توبته وعودته إلى الله ويرغب في التخلص من مال الربا، ولكن لا يعرف كيف، فنوضح أنه:

  • أشار علماء الدين أنه لا يجب القيام بإنفاق مال الربا على النفس ولا يجب الانتفاع الشخصي به.
  • بل يجب على المسلم طلب التوبة والمغفرة من الله عن ذنبه.
  • ويجب عليه القيام بصرف أموال الربا في مختلف وجوه البر.
  • فيمكن للمسلم القيام بالتصدق على الفقراء، أو إصلاح دورات المياه.
  • كما يمكنه القيام بمساعدة الغارمين،وغيرها من أمور الخير.

وبهذا نكون قد أجبنا على هل يجوز أخذ فوائد البنوك والتصدق بها ؟ ويمكنك أيضًا الاطلاع على هل السحب حرام ؟ وما حكم الاشتراك في السَحب على جائزة دون دفع مقابل ؟.

مواضيع قد تعجبك