حكم من مات وعليه دين لم يستطع أداءه لفقره

حكم من مات وعليه دين لم يستطع أداءه لفقره

قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: “َإِيَّاكُمْ وَالدَّيْنَ فَإِنَّ أَوَّلَهُ هَمٌّ وَآخِرَهُ حَرْبٌ” وفي هذا الصدد نعرض لكم حكم من مات وعليه دين لم يستطع أداءه لفقره ؛ فتابعونا.

حكم من مات وعليه دين لم يستطع أداءه لفقره

  • قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه” حسنه الترمذي، وصححه السيوطي، وعليه فيحث الحديث أولياء المتوفى على
    قضاء دينه إن كان في استطاعتهم، وتكون نفس المتوفى معلقة في حال ترك مالً،
    وأما من لا مال له فيرجى أن لا يتناوله هذا الحديث؛ فقال الله –سبحانه وتعالى-:
    “لا يكلف الله نفساً إلا وسعها” (البقرة: 286)، وبالأخص في حال استدان بنية القضاء والعزم عليه، ولم يفرط حتى مات؛ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من أخذ
    أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله”. رواه البخاري.
  • وعليه في حال كان للميت مال فيجب أن يسدد منه دينه، وإن لم يكن له مال
    واستطاع أولياؤه أن يسددوه عنه فذلك من عمل الخير والبر بالنسبة لهم يثابون عليه، وإن لم يكن هذا أو ذاك فنسأل الله أن يدخل في معنى حديث البخاري المذكور في الأعلى.

وبعدما تعرفنا على حكم من مات وعليه دين لم يستطع أداءه لفقره؛ تابعونا في السطور التالية؛ لنوضح لكم أيضًا عقاب الدين يوم القيامة، ومتى يجوز الدين.

عقاب الدين يوم القيامة

  • يحبس الدين صاحبه عن الجنة في هذه الحالات:
    -إذا تَرك له وفاءً ولم يوص به.
    -إذا قدر على الأداء فلم يؤد.
    -إذا أدانه في غير حق، أو في سرف ومات ولم يؤده .
    يقول ابن عبد البر في “التمهيد” (23/238): “والدين الذي يُحبَسُ به صاحبُه
    عن الجنة، والله أعلم، هو الذي قد تَرك له وفاءً ولم يوص به، أو قدر على الأداء
    فلم يؤد، أو أدَّانه في غير حق، أو في سرف ومات ولم يؤده، وأما من أدَّان في
    حق واجب لفاقةٍ وعسرةٍ، ومات ولم يترك وفاء، فإن الله لا يحبسه به
    عن الجنة إن شاء الله.”
  • وقال صلى الله عليه وسلم: “مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا أَدَّى اللَّهُ عَنْهُ،
    وَمَنْ أَخَذَ يُرِيدُ إِتْلَافَهَا أَتْلَفَهُ اللَّهُ.” رواه البخاري
  • وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
    ” نَفْسُ الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ.” رواه الترمذي.
  • وقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة على من مات وعليه ديناران، حتى
    تكفل بسدادهما أبو قتادة رضي الله عنه، فلما رآه من الغد وقال له قد قضيتها، قال
    صلى الله عليه وسلم: “الْآنَ بَرَدَتْ عَلَيْهِ جِلْدُهُ.”

متى يجوز الدين

  • يجوز الدين في ثلاث حالات:
    -أن يكون المستدين عازمًا على الوفاء.
    -أن يعلم أو يغلب على ظنه قدرته على الوفاء.
    – أن يكون في أمر مشروع.

ايات الدين

  • أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    بسم الله الرحمن الرحيم
    “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ
    كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي
    عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ
    سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا
    شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ
    أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ
    تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى
    أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا
    اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ” (البقرة: 282)..
    وتسمى هذه الآية آية “الدين”، وهي أطول آية في القرآن الكريم.

وإلى هُنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، وعرضنا لكم حكم من مات وعليه دين لم يستطع أداءه لفقره.. آملين أن نكون قد قدمنا لكم ما تبحثون عنه.. يمكنكم كذلك معرفة: متى يسقط الدين عن المدين؟

مواضيع قد تعجبك