الهبة من الأب إلى أحد الورثة

الهبة من الأب إلى أحد الورثة

توجد العديد من الاختلافات المتعددة ما بين الهبة والميراث أو حتى الوصية، لذا يكثر التساؤل عن مختلف الأحكام الشرعية والأسس الدينية المتعلقة بها، ومن بين الأمور التي يتم البحث عن حكمها الشرعي، حكم الهبة من الأب إلى أحد الورثة لذا سنحرص من خلال الفقرات التالية على توضيح رأي مختلف علماء الدين حول هذا الأمر بشكل واضح قدر الإمكان.

الهبة من الأب إلى أحد الورثة

في البداية يجب أن نعرف أن الهبة هي كالهدية وتعرف أيضًا بالعطية، ويقوم الواهب بإعطائها للموهوب ليملك حرية التصرف بها كما يشاء، وبالشكل الذي يريده، أما عن قيام الوالد بإعطاء تلك الهبة أو العطية لأحد الورثة فنجد أنه:

  • يجوز للأب القيام بإعطاء هبة أو عطية لمن يشاء من ورثته.
  • ومن الجدير بالذكر أنه يجب أن يقوم الواهب بالقيام بذلك وهو حي وفي صحة جيدة، وليس مريض مرض الموت.
  • ولكن نجد هنا أن علماء الدين كانوا قد أشاروا إلى أهمية التسوية بين الأبناء في الهبة أو العطية.
  • وأنه من المستحب أو يقوم الوالد بالمساواة بين أولاده من ذكور وإناث في الهبة.
  • كما يجب أن يحصل الموهوب على تلك العطية وتكون له حرية التصرف بها، والاستفادة بها كما يشاء.
  • ومن الممكن أن يقوم الأب بتفضيل أحد الأبناء على الآخرين في الهبة في حالات محددة، مثل أن يكون هذا الابن مريض، أو فقير أو لم يكمل تعليمه مقارنة بإخوته، وغيرها من الأمور التي يراها الأب.
  • ولكن يجب أن نتذكر الحديث الذي ورد عن جابر رضي الله عنه قال: «قالت امرأة
    بشير لبشير: أعط ابني غلامًا، وأشهد لي رسول الله صلى الله عليه وسلم،
    فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن ابنة فلان سألتني أن أنحل
    ابنها غلامي، قال: له إخوة؟ قال: نعم، قال: كلهم أعطيت مثل ما أعطيته؟
    قال: لا، قال: فليس يصلح هذا، وإني لا أشهد إلا على حق» رواه أحمد، ومسلم.
  • ومن الجدير بالذكر أنه في حالة إعطاء هبة غير مسببة لأحد الأبناء، وعدم إعطاء غيرهم،
    وعدم المساواة بينهم، فإن في ذلك إثم كبير يقع على الواهب.

متى تبطل الهبة ؟

ويتساءل الكثير من الأشخاص عن بطلان الهبة، وهل من الممكن أن تبطل؟ ومتى يحدث ذلك؟، وللإجابة عن هذا السؤال نجد أنه:

  • يمكن للواهب القيام في الرجوع في هبته، سواء كان ذلك بالرضا أو من خلال القضاء.
  • ولكن يجب أن نتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: العائد في هبته كالكلب
    يعود في قيئه، ليس لنا مثل السوء. رواه البخاري ومسلم.

وتبطل صحة الهبة في تلك الحالات:

  • موت الشخص الذي سيتم إعطائه الهبة، وبذلك تسقط الهبة.
  • موت الواهب قبل القيام بإعطاء الموهوب العطية، وبذلك لا يكون له هبة، وتتحول إلى
    وصية، وفي ذلك نجد أنه لا وصية لوارث إلا بموافقة الورثة، ففي حالة رفض الورثة ذلك
    تدخل الهبة التي كانت في نية الواهب إلى الميراث والتركة ويتم تقسيمها كباقي التركة على الورثة.
  • كما تسقط الهبة أيضًا في حالة قيام الواهب بوهبها أثناء مرض الموت، أو إصابته بالجنون بعد عقد الهبة وقبل التسليم الأموال أو الأملاك إلى الموهوب.
  • بالإضافة إلى حالة كون الواهب مديون، والمال الذي يملكه لا يغطي هذا الدين،
    فتسقط الهبة هنا في حالة عدم حصول الموهوب عليها، أو استلام أموالها.

هل الهبة تدخل في الإرث؟

  • لا تدخل الهبة فالميراث وهي أمر منفصل عنه.
  • أما الميراث فيوزع كما ذكر في الشريعة والإسلامية.
  • ويحق للموهوب التصرف في هبته كما يشاء بمجرد الحصول عليها، وليس عند موت الواهب.

وإلى هنا نكون قد تعرفنا على حكم الشرع والدين الإسلامي في الهبة من الأب إلى أحد الورثة، كما عرفنا أيضًا متى تبطل الهبة، وإذا أردت التعرف على المزيد من المعلومات المختلفة يمكنك القيام بالاطلاع على شروط الهبة للوارث وشروطها في الميراث.

مواضيع قد تعجبك