شروط الهبة الشرعية ومتى تبطل الهبة؟

شروط الهبة الشرعية

يلجأ البعض إلى الهبة أحد الأبناء أو جميعهم هبة قبل أن يتوفاهم الله؛ وعادة ما يكون هذا الأمر نابع من الخوف على الأولاد، أو من أن شخصًا ما يأخذ نصيبهم من ميراث أهلهم، وأحد أهم شروط الهبة النية الخالصة لوجه الله، أن تلك الهبة من باب ضمان حقوق الأبناء، وحمايتهم، وليس بغرض حرمان أحد الورثة الشرعيين من الميران لأن هذا الأمر مكروه، ومن هنا نقدم لكم في هذا المقال شروط الهبة الشرعية وفقًا للآراء الفقهية.. فتابعونا.

شروط الهبة الشرعية

في البداية نتعرف إلى ماهية الهبة، فهى عطية أو تفضل، أو تبرع سواء بمال أو غيره، والهبة في الإسلام كالعقد يتصرف فيه الواهب، ويشترط على الموهوب بعض الشروط، وتلك الهبة توزع على الموهوب في حياة الواهب، وهناك شروط انعقاد، وشروط صحة للهبة، وهى كالتالي:

  • السبب وراء الهبة.
  • المحل أي التزام الواهب بعقد هبة بنقل حق عيني إلى الموهوب.
  • التراضي بين الأحياء أي بين الواهب والموهوب.
  • ثم الأهلية لضمان صحة العقد.
  • والتاكد من أنه لا يوجد عيب من عيوب الإدارة لصحة العقد.
  • وأخيرًا، التقيد بشكل الهبة كما وردت في القانون سواء كانت منقولات أو عقارات.

ونذكركم أن الواهب قد يفرض شرط معنوي على الموهوب، شريطة ألا يكون هذا الشرط على سبيل العوض، أو تتخذ أشكالا أخرى مثل عقود المقايضة أو البيع، ويشترط أيضًا ألا تساوى المنفعة من الهبة وإلا بطلت الهبة، وأصبح العقد مجرد عقد اتاق بمقابل.

متى تبطل الهبة

يجوز للواهب أن يعود في الهبة سواء بالتراضي، أو التقاضي، علمًا بأن هناك هبات لا يمكن الرجوع فيها إلا بالتراضي، وأخرى لا يوجد ما يمنع أن يعود الواهب فيها، ومن ثم تبطل الهبة في الحالات التالية:

  • حالة موت الواهب قبل إعطاء الموهوب له هبته.
  • وكذلك في حالة موت الموهوب له قبل أن يأخذ هبته.
  • وفي حالة مرض الواهب مرض الموت أو أصابه جنون بعد إنشا العقد.
  • وأخيرًا، حالة كان الواهب مدين وهناك ما يثبت دينه.

ونذكركم أن في حالة الإشهاد عند وفاة أحد الطرفين فلا تبطل الهبة، فالإشهاد في فقه المعاملات في مقام قبض مال الموهوب، ولكن حالة إبرام العقد خلال مرض الموت لأحد الطرفين فتصبح الهبة وصية، ويأخذ الموهوب له المال في تركة الواهب.

حكم الهبة للبنات

أما عن حكم الهبة للبنات فلا حرج فيه، ما دام الواهب يساوي بين جميع الأبناء، وهو أمر جائز ولا بئس فيه في حياة الواهب، أما توزيع الهبة باعتبارها ميراث في حياة الواهب فلا يجوز، ونستند في ذلك إلى رأي الإمام الهيتمي -رحمه الله- فيقول:

إذا قسم – الأب – ما بيده بين أولاده، فإن كان بطريق أنه ملك كل واحد
منهم شيئاً على جهة الهبة الشرعية المستوفية لشرائطها من الإيجاب
والقبول والإقباض أو الإذن في القبض، وقبض كل من الأولاد الموهوب لهم
ذلك، وكان ذلك في حال صحة الواهب جاز ذلك، وملك كل منهم ما بيده
لا يشاركه فيه أحد من إخوته، ومن مات منهم أعطي ما كان بيده من
أرض ومُغّل لورثت، وإن كان ذلك بطريق أنه قسم بينهم من غير تمليك
شرعي، فتلك القسمة باطلة، فإذا مات كان جميع ما يملكه إرثاً لأولاده
للذكر مثل حظ الأنثيين.

الهبة من الأب إلى أحد الورثة

-فيديو مناسب للباقة-

ومن هنا نكون قد تعرفنا إلى شروط الهبة وأحكامها الشرعية،فضلاً عن ما يبطل الهبة، وحكم الهبة للبنات، والآن: إن كان لديك أي استفسار آخر حول هذا الأمر شاركنا في تعليق.

مواضيع قد تعجبك