إجبار الزوج زوجته على قطع الرحم

إجبار الزوج زوجته على قطع الرحم

يزداد التساؤل في الوقت الراهن بين قطاع كبير من النساء المسلمات حول حكم إجبار الزوج زوجته على قطع الرحم وهل يحق له منعها وأمرها بقطع الأرحام؟ وماذا ينبغي أن تفعل المرأة في مثل هذا الموقف؟، فسنحرص اليوم من خلال الفقرات التالية على توضيح موقف علماء الدين ووجهة النظر الدينية والشرعية المتعلقة بهذا الأمر، خاصة في ظل ازدياد المشاكل الاجتماعية والأسرية.

إجبار الزوج زوجته على قطع الرحم

من الجدير بالذكر أن الدين الإسلامي قد حثنا على الحفاظ على صلة الرحم في أي ظرف من الظروف، كما لم يفرق الدين بين الرجل والمرأة في صلة الرحم وعلى من تجب، أما فيما يخص قيام الزوج منع زوجته من صلة الرحم فنجد أنه:

  • أوضحت دار الإفتاء المصرية أنه من غير الجائز شرعًا قيام الرجل بمنع زوجته من صلة الأرحام.
  • فلا ينبغي ولا يجوز له منعها من زيارة والدها ووالدتها وأخواتها وإخوانها.
  • كما يجب عليه أيضًا ألا يمنعها من زيارة محارمها أو ودهم والسؤال عنهم فهم من ضمن أرحامها.
  • وليس من الشرع أن يقوم الرجل بمنع المرأة من زيارة أهلها وخلق القطيعة بينهم.
  • ومن الجدير بالذكر أن الله سبحانه وتعالى كان قد قال في سورة الرعد، بالآية 21:
    “وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ”.
  • كما جاء في كتابة العزيز أيضًا في الآيتين 22 و23 من سورة محمد:
    “فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ”.

هل يجوز طاعة الزَوج فِي عدم زيارة الوالدين

وكما أكدنا على أنه لا يجب على الزوج أن يطلب من زوجته مثل تلك الطلبات المخالفة
للشرع والدين والفطرة السليمة، فقد حثنا الدين الإسلامي على تكريم المرأة ومعاملتها
بالمعروف، والعمل على الإحسان إليها وتقديرها بشتى الطرق الممكنة، فلا يجوز له
منعها من زيارة والديها فقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز من سورة الإسراء بالآيتين 23 و24:
“وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو
كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل
من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفوراً”،
وفي تلك الحالة نجد أنه:

  • يجب على المرأة أن تقوم بزيارة والديها وإن كان ذلك لمرة واحدة في الأسبوع.
  • كما لابد أن تقوم الزوجة بزيارة الوالدين حتى وإن مانع زوجها.
  • وهنا يجب أن نوضح أن هذا لا يعد مخالفة للزوج، فقد أكد ديننا
    الحنيف أن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
  • ومن الجدير بالذكر أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد قال: “لا طاعةَ في معصِية الله؛ إنَّما الطَّاعة في المعروف”.
  • وقال الله سبحانه وتعالى في الآية الثانية من سورة المائدة:
    “وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ”.

حكم منع الزوج زوجته من صلة الرحم

واستكمالًا لموضوعنا عن صلة الرحم نجد أنه لابد من:

  • التأكيد على أن لصلة الرحم الكثير من الفضل والثواب العظيم، فقد جاء عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مَن سره أن يبسط له في رزقه، أو ينسأ له في أثره، فليصل رحمه.
  • وتوضح جميع الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي قمنا بذكرها مدى أهمية الحفاظ على صلة الرحم، كما أنها واجب شرعي على كل مسلم ومسلمة ولا تقتصر على الرجال فقط، بل هي نفس الأمر على كل من النساء والرجال، ولم يفرق الدين الإسلامي بينهما في صلة الرحم.

وإلى هنا نكون قد تعرفنا على إجابة سؤالنا حول إمكانية قيام الزوج بمنع زوجته من صلة أرحامها، وهل يجب طاعته في هذا الأمر ويمكنك أيضًا أن تقوم بالاطلاع على حرمان الإخوة لأخيهم من رؤية أبيه المسن.

مواضيع قد تعجبك