اعتراض الأم على زواج ابنها .. وما حكم زواج الابن دون رضا أمه؟

اعتراض الأم على زواج ابنها

يواجه بعض الشباب المشاكل مع أسرته عندما يتعلق الأمر باختيار الزوجة، فقد تعترض بعض الأمهات على اختيار ابنها لشريكة حياته، ويقع الشاب هنا في حيرة ما بين من يرغب في إكمال حياته معها ويراها كزوجة وأم لأولاده، وبين أمه من يجب عليه برها والإحسان إليها، لذا يعد اعتراض الأم على زواج ابنها أحد الموضوعات الشائكة في وقتنا الحالي، لذا سنحرص من خلال فقراتنا القادة على توضيح وجهة النظر الدينية والفقهية حول هذا الأمر.

اعتراض الأم على زواج ابنها

من الجدير بالذكر أن اعتراض الأم على زواج ابنها هو أمر له العديد من الجوانب المختلفة، ومنها:

  • إذا اعترضت الأم على تزويج ابنها من فتاة بعينها بسبب أمر شرعي
    يتعلق بأمور الدين، فهنا وجب على الابن طاعة أمه، لوجود سبب ديني لرفضها لتلك الفتاة.
  • أما إذا كانت الأم ترفض تزويج ابنها لشدة تعلقها به، وعدم رغبتها في بعده عنها فوجب على الابن أن يقبل على الزواج.
  • ومن الجدير بالذكر أنه قد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله:
    “يا مَعْشَرَ الشباب، مَن استطاع الباءة فليتزوَّج؛ فإنَّه أغضُّ للبصَر وأحصَنُ
    للفَرْجِ، ومَن لم يستطعْ فعليه بالصوم؛ فإنَّه له وجاء” أخرجه البخاري ومسلم.
  • وقال أيضًا فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: “النكاح لا يتدخل فيه أم ولا أب إلا إذا رأوا شيئاً يخل بالدين”.

حكم زواج الابن دون رضا أمه

يجب التأكيد على أهمية بر الوالدين والإحسان إليها في كافة الأحوال والظروف،
فلا ننسى قول الله تعالى في سورة لقمان، بالآيتين 14 و15: «وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ
بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ
إليَّ الْمَصِيرُ. وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا
وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إليَّ ثُمَّ إليَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ»، ولكن عند الزواج هناك العديد من الأمور الأخرى التي يجب أن تأخذها في عين الاعتبار وهي:

  • يجب أن يطيع الابن الأهل في عدم الزواج من شخص بعينه في حالة
    كان ذلك متعلق بأخلاق الفتاة أو أي سبب ديني وخلافه.
  • ويذكر أنه لا يوجد إثم في حالة زواج الابن دون رضا أمه أو أبوه أو كلاهما.
  • ولا يعد زواج الابن دون رضا أمه عقوق لها، فهذا لا يتعلف ببرها ووصلها.
  • وكما قال العلماء “لا عقوق في الحقوق”.
  • فرضا الوالدين ليس شرطًا أساسيًا من شروط صحة الزواج.
  • فليس شرط أن يقوم الابن بأخذ موافقة والديه على زوجته في حالة توافر
    الأخلاق ومختلف الشروط الدينية والشرعية بها.
  • ويجب على الابن في تلك الحالة العمل على مراضاة والدته والتودد لها والتقرب منها قدر الإمكان.
  • كما يجب أن يعمل على محاولة التقريب بين زوجته وأمه قدر المستطاع وبكافة الطرق الممكنة.

حكم زواج الابن دون موافقة والديه

كما ذكرنا لا يوجد إثم يقع على الابن حال زواجه دون موافقة الأهل ومع هذا :

  • يجب ألا ينسى الابن أن لوالدته الكثير من الحقوق عليه فيجب أن يحرص على ودها وبرها وتنفيذ مختلف طلباتها مادامت ضمن حدود الله وشريعته.
  • وتذكر قول الله تعالى في سورة الإسراء: «وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا».

وبهذا نكون قد تعرفنا على إجابة سؤالنا لليوم وهل يجب على الابن طاعة الأم في حالة اعتراضها على زواجه من فتاة ذات خلق ودين، ويمكنك أيضًا أن تقوم بالاطلاع على متى يعتبر الإنسان قاطع للرحم ؟ ومتى تسقط صلة الرحم ؟.

مواضيع قد تعجبك