حكم من تزوج بدون رضا وَالِدَيْهِ

حكم من تزوج بدون رضا وَالِدَيْهِ

تلقت دار الإفتاء المصرية العديد من الأسئلة حول الزواج من شخص معين دون موافقة إحدى الوالدين
أو كلاهما، لذا قررت الدار أن توضح لنا حكم من تزوج بدون رضا وَالِدَيْهِ وذلك ما سوف نوضحه لكم في هذا المقال.

حكم من تزوج بدون رضا وَالِدَيْهِ

  • تلقت دار الإفتاء المصرية هذا السؤال “هل عدم موافقة والد الشاب على زواجه من فتاه فيه إثم،
    خاصة أنهم اختاروا لهم فتاة أخرى وقالوا له تحرم علينا لو لم تتزوجها؟”
  • وقد أجاب الدكتور محمود شلبي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء عن هذا السؤال موضحًا أن الزواج حق للولد
    ورفضه الزوجة التي اختارها له أهله لا يعد عقوقًا لوالديه.
  • وقد أكد الدكتور شلبي أن الحقوق ليس فيها عقوق، وليس على الولد إثم في عدم الزواج من الفتاة التي اختاروها له، ولكنه قد شدد أيضًا على ضرورة عدم مقاطعة هذا الشاب لوالديه تمامًا بسبب هذا الأمر.
  • بالإضافة لذلك فقد أكد فضيلته على ضرورة عدم طاعة الولد لوالديه والزواج من الفتاة التي لا يرغب بها،
    حتي لا يقصر في حقها، ولا يستأنس بها، ولكن يجب عليه أن يحسن الاعتذار إليهما، والتخلص من أمرهما.
  • كما نصح الدكتور شلبي الوالدين بعدم التمسك برأيهما وعدم إجبار الإبن على الزواج ممن لا يرغب فيها،
    فقد يؤدي ذلك إلى مفاسد تلحق بالأسرة الجديدة.
  • بالإضافة لذلك فقد جاء في “كشاف القناع” (5/8) من كتب الحنابلة: “ليس لأبويه إلزامه بنكاح من لا يريد نكاحها له،
    لعدم حصول الغرض بها، فلا يكون عاقا بمخالفتهما في ذلك، كأكل ما لا يريد أكله”.

حكم زواج الرجل رغم معارضة أبيه

  • أوضح أهل العلم أن الزواج المثالي هو الذي تتوافر فيه كل الشروط والأركان الشرعية من جانب،
    ويحظى بمباركة أسر الزوجين من جانب آخر.
  • وبالرغم من ذلك فقد أوضحوا أنه في حال كانت أسرة الزوج غير موافقة على الزواج لأي سبب كان،
    فلا حرج شرعًا على الابن في الزواج بمن يرضى الرجل دينها وخلقها باعتبارهما أهم شيء في الحياة الزوجية المستقرة، لأن كلًا من الزوجين سيتقي الله في الآخر.
  • كما أكدوا أن رفض الأب أو الأم للزيجة، رغم أن الزوجة ذات دين وخلق، لا يعد عقوقًا،
    لأنه ليس فيما يقوم به معصية لله.
  • بالإضافة لذلك فقد أوضحوا أيضًا أن الخلل قد يكون في شخصية الوالدين نفسيهما، حيث يرفضان زواج ابنهما بذات الخلق والدين، وقد استدلوا على ذلك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق».
  • وقد أكد أهل العلم أن امتناع الرجل عن الاستماع لوالديه وتلبية رغبتهما لا يعني أن يعقهما في غير هذا الموضوع
    أو أن يقطع صلته بهما أو أن يعصاهما أو يسيء معاملتهما، فقد أوصانا الله تبارك وتعالى بالوالدين وعدم الإساءة إليهما ولو بكلمة «أف»، ونستدل على ذلك بما جاء في قوله تعالى: «وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إليَّ الْمَصِيرُ. وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إليَّ ثُمَّ إليَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ»
    الآيتان 14-15 سورة لقمان.
  • وقد ورد أيضًا عن شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – قوله: ويلزم الإنسان طاعة والديه في غير المعصية وإن كانا فاسقين ، وهو ظاهر إطلاق أحمد ، وهذا فيما فيه منفعة لهما ولا ضرر ، فإن شق عليه ولم يضره : وجب ، وإلا فلا .

مواضيع قد تعجبك