حكم طاعة الوالدين في قطيعة الرحم

حكم طاعة الوالدين في قطيعة الرحم

هل يجوز طاعة الوالدين في قطيعة الرحم أم لا؟ إذا كنت ترغب في التعرف على الإجابة فننصحك بقراءة هذا المقال،
فسوف نوضح لك آراء أهل العلم والأدلة التي استندوا إليها من القرآن والسنة النبوية الشريفة.

حكم طاعة الوالدين في قطيعة الرحم

  • أوضح أهل العلم أن طاعة الوالدين في قطيعة الرحم ليست واجبة، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
  • كما أكدوا أنه من واجب الأبناء صلة أقاربهم وعدم قطع صلة الرحم، بقدر استطاعتهم،
    وعدم النية على قطيعتهم سواء كان ذلك في صورة كلام طيب ومكالمات هاتفية أو هدايا أو تقديم الخدمات.
  • بالإضافة لذلك فقد أوضحوا أيضًا أن الله تبارك وتعالى قد حثنا على صلة الرحم في العديد من الآيات القرآنية،
    مثل قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ).
    قال الله تعالى: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ).
  • كما ورد عن عائشة بنت أبي بكر -رضي الله عنها- عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم:
    (الرحمُ معلَّقةٌ بالعرشِ تقولُ: من وصلني وصله اللهُ، ومن قطعني قطعه اللهُ).
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه»،
    (متفق عليه)
  • وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم سمعه يقول «إن الصدقة وصلة الرحم يزيد الله بهما في العمر ويدفع بهما ميتة السوء ويدفع بهما المكروه والمحذور».كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه».
  • وقد روى البخاري عن أبي أيوب رضي الله عنه: «أن رجلاً قال يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويبعدني من النار، فقال النبي عليه السلام تعبد الله ولا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم».
  • بالإضافة إلى ما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
    «إن أفضل الفضائل أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتصفح عمن شتمك»

صلة الرحم مع الأذى

  • أوضح أهل العلم أن حدوث الأذي والإساءة بين الأقارب لا تعد حجة لقطع الرحم.
  • وقد أكدت العديد من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قطع صلة الرحم غير جائزة في جميع الأحوال.
  • كما استدلوا على ذلك بحديث الرجل الذي جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو إليه معاملة أقاربه، “فقال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عليهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك”.
  • بالإضافة لذلك فقد أوضح علمائنا الأفاضل أن صلة الرحم درجات بعضها أفضل من بعض،
    وقد استدلوا على ذلك بقول القاضي عياض: أدناها ترك المهاجرة وصلتها بالكلام ولو بالسلام، ويختلف ذلك باختلاف القدرة والحاجة

عقاب المتسبب في قطيعة الرحم

  • أوضح أهل العلم أن عقاب المتسبب في قطيعة الرحم عظيم، فقد يخسر بذلك دنياه وآخرته،
    وقد استدلوا في هذا الرأى بالأحاديث التالية:
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا يدخل الجنة قاطع رحم. متفق عليه”.
  • كما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله خلق الخلق، حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة. قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى. قال: فذلك لك. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرءوا إن شئتم: فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم {محمد:22}.

مواضيع قد تعجبك