هل طاعة الوالدين في الزواج واجبة؟

هل طاعة الوالدين في الزواج واجبة؟

هل طاعة الوالدين في الزواج واجبة؟ وهل يعد عدم تحقيق رغبتهما نوع من أنواع العقوق؟
نعيش في مجتمعنا العربي في إطار العديد من العادات والتقاليد المورثة التي مازال يطبقها الكثير من الأشخاص،
ومنها عادات وتقاليد الزواج التي بالرغم من عدم مواكبتها للعصر الحالي وما فيها من ظلم الأبناء،
لذا قررنا أن نخصص هذا المقال لنوضح لكم ما ورد عن دار الإفتاء المصرية في هذا الأمر.

حكم طاعة الوالدين في الزواج

  • تلقت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك هذا السؤال،
    «هل عدم موافقة والد الشاب على زواجه من فتاة فيه إثم، خاصة أنهم اختاروا له فتاة أخرى وقالوا له تحرم علينا لو لم تتزوجها؟”
  • وقد قام الدكتور محمود شلبي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، بالإجابة عن هذا السؤال موضحًا أن الزواج حق للولد ورفضه الزوجة التي اختارها له أهله لا يعد عقوقًا للوالدين.
  • وقد أكد فضيلته أن الحقوق ليس فيها عقوق، ولا يوجد على الشاب إثم في عدم الزواج من الفتاة التي اختاروها له.
  • كما أكد الدكتور شلبي أنه بالرغم من ذلك لا ينبغي على الشاب أن يقاطع والديه تمامًا بسبب هذا الأمر.
  • بالإضافة لذلك فقد أوضح الدكتور محمود شلبي، أن الشاب لا يجب عليه طاعة والديه في الزواج من الفتاة التي لا يرغب بها، حتي لا يقصر في حقها، ولا يستأنس بها، ولكن يجب عليه أن يحسن الاعتذار إليهما.
  • كما نصح الدكتور شلبي الوالدين ألا يجبرا ابنهما على الزواج من فتاة لا يرغب فيها،
    كي لا يؤدي ذلك إلى مفاسد تلحق بالأسرة الجديدة.

هل يجوز اعتراض الأم على زواج ابنها؟

  • أوضح أهل العلم أن رفض والد أو والدة الزوج للزيجة، رغم أن الزوجة ذات دين وخلق، ليس من العقوق.
  • فالعقوق هو كل ما كان فيه معصية لله أما هذا الأمر لا يعد عقوقًا، لأن الخلل قد يكون في شخصية الوالدين نفسيهما، حيث يرفضان زواج ابنهما بذات الخلق والدين، وقد قال صلى الله عليه وسلم:
    «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق».
  • كما أكدوا أن امتناع الابن عن تلبية رغبة الأب أو الأم، وزواجه بمن يحب رغمًا عنهما،
    لا يسمح له بع ذلك أن يعقهما في غير هذا الموضوع أو أن يعصاهما أو يسيء معاملتهما أو يقاطعهما،
    وذلك لعموم توصية الله بالوالدين وعدم الإساءة إليهما ولو بكلمة «أف»،
    وقد استدلوا على ذلك بما جاء في قوله تعالى: «وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إليَّ الْمَصِيرُ. وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ
    فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إليَّ ثُمَّ إليَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ»
    الآيتان 14-15 سورة لقمان.

حكم زواج الابن دون علم الْوَالِدَيْنِ

  • أوضح الدكتور محمد وسام، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال بث مباشر عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء المصرية على فيسبوك، أن الفقهاء قد أجمعوا أن يُطاع الأبوين ابتداءً في قضية الزواج،
    إذ أنه “في السماع لنصح الأم والأب بركة وتيسير، وربما لشفقتهم على أبناءهم يرون ما لا يراه الأبناء،
    والأصل أن يُطاع الأبوين في الزواج إلا إذا كان الرفض تعنت”.
  • كما أوضح فضيلته أنه إذا تزوج الأبن وأمره أحد الأبوين بالطلاق، فلا يجب أن يطاع الوالدين في هذه الحالة،
    وقد نصح الدكتور وسام الآباء أن يتركوا أبناءهم لاختيارهم طالما مصرين على ذلك مع الاكتفاء بالنصيحة.

مواضيع قد تعجبك