طاعة الوالدين في طلاق الزوجة بلا سبب شرعي

يجب على الأبناء طاعة الوالدين فهذا أحد سبل صلة الرحم، وطاعة تعاليم الدين الإسلامي، لكن على الجانب الآخر يجب ألا تكون تلك الطاعة في معصية الخالق، ومن ضمن الأمور الشائكة التي لها علاقة بطاعة الوالدين هل طاعة الوالدين في طلاق الزوجة بلا سبب شرعي أمر جائز شرعًا أم لا؟ ومن خلال النقاط التالية سنحرص على توضيح جميع الجوانب الشرعية المختلفة المتعلقة بهذا الأمر من قبل علماء الدين الإسلامي.

طاعة الوالدين في طلاق الزوجة بلا سبب شرعي

في بداية موضوعنا يجب أن نؤكد على أن طاعة الوالدين أحد الأمور الهامة التي حثنا عليه ديننا الإسلامي، فقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين احسانا)، ولكن ماذا يحدث في حالة طلبهما لطلاق الزوجة:

  • من الجدير بالذكر أنه من غير الجائز قيام الوالدين أو أحدهما بحث ابنهما على طلاق زوجته بغير وجود سبب شرعي.
  • وتجدر الإشارة إلى أنه في حالة إصرار الوالدين على قيام الابن بالطلاق
    فيعد ذلك هدم لمنزل مسلم وتدميره، وهو الأمر الذي ينتج عنه دمار على
    المستوى الاجتماعي، وكذلك تدمير للأولاد واستقرارهم وأمانهم النفسي في حالة وجودهم.

هل أطلق زوجتي إرضاء لأمي

وفي حالة رغبة الأم في طلاق ابنهما دون وجود أي سبب شرعي ذلك، فهنا لابد من القيام بالتالي:

  • يجب على الابن عدم إطاعة والدته أو والده أو كلاهما في تلك الحالة.
  • فلا يجب عليه أن يقوم بتطليق زوجته دون سبب شرعي واضح.
  • وفي حالة قيامه بالطلاق يعد هذا ذنب وإثم يقع على الابن والأم.
  • ولكن على الجانب الآخر أيضًا يجب على الابن أن يرفض طلب أمه في
    طلاق زوجته برفق وألا ينهرها.
  • كما يجب التأكيد على أن رفض طلب الطلاق بدون سبب شرعي
    سواء كان من قبل الأم أو الأب أو كلاهما لا يؤثر على بر الوالدين وطاعتهما.
  • ومع ذلك لا بد أن يحافظ الابن على طاعة الأم وبرها في مختلف الجوانب الأخرى
    متذكرًا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث جاء رجل للرسول صلى
    الله عليه وسلم فقال من أحق الناس بحسن صحابتي قال أمك قال ثم من؟
    قال أمك قال ثم من ؟ قال أمك قال ثم من ؟ قال أبوك .[ متفق عليه] .
  • ويجب لفت النظر أنه في بعض الأحيان قد ترغب الأم في تطليق ابنها بسبب شدة تعلقها به والغيرة من حبه لزوجته وعلاقته الحسنة بها، وفي تلك الحالة يجب عدم الالتفات لكلام الأم، ومحاولة احتوائها، والإكثار من الاهتمام بها وإظهار مشاعر الحب والود للأم أو الأب أو كلاهما.

متى يجوز طلاق الزوجة

أما عن الحالات الشرعية والتي يمكن للزوج أو الزوجة طلب الطلاق والانفصال فيا فتتمثل في النقاط التالية:

  • حبس المرأة لأربعة أشهر سواء مع الإيلاء أو بدون إيلاء، فهنا يحق لها طلب الطلاق ويجب على الزوج الموافقة عليه.
  • سفر الزوج لخارج البلاد وتركه لزوجته مدة تزيد عن 4 أشهر.
  • هجر الزوج لزوجته لمدة تزيد عن أربعة أشهر، فيحق لها طلب الطلاق.
  • سوء الخلق أو نقص العفة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَر رواه مسلم.
  • ويحق للزوج أو الزوجة طلب الطلاق في حالة استحالة العشرة بينهما وكثرة المشاكل.
  • كما يمكن للزوجة طلب الطلاق في حالة كونها لا تطيق الزوج ما يشبه قانون الخلع في وقتنا الحالي، حيث يحق له طلب ما أعطاها، والدليل على ذلك ثبت في الصحيح من حديث ثابت بن قيس  أن زوجته أتت النبي صلى الله عليه وسلم وقالت: يا رسول الله : ثابت لا أعيب عليه في خلقٍ ولا دين، ولكني أكره الكفر في الإسلام، ويروى عنها أنها قالت: إني لا أطيقه بغضاً فقال: أتردين عليه حديقته قالت: نعم، فقال رسول الله  لثابت: اقبل الحديقة وارض بطلاقها.

وبهذا نكون قد تعرفنا على حكم طاعة الوالدين في طلاق الزوجة بلا سبب شرعي، ويمكنك أيضًا الاطلاع على الإجهاض لتنظيم النسل وحكمه عند المالكية “دار الإفتاء تجيب”.