هل الاكتفاء بطفلين حرام

هل الاكتفاء بطفلين حرام

هل الاكتفاء بطفلين حرام ؟ يبحث الكثيرون حول إجابة وافية من صحيح الدين، ومن هنا نتعرف إلى رأي السنة النبوية، والآراء الفقهية في هذا الأمر، فضلاً عن حكم استخدام وسائل منع الحمل أو تنظيمه.. فتابعونا.

هل الاكتفاء بطفلين حرام

دعنا نبدأ من الهدف وراء الاكتفاء بطفل واحد أو إثنين، فعادة ما يكون هذا بسبب الحرص على تربية الأطفال تربية حسنة، والعمل على توفير بيئة صحية مناسبة لهم، ومن هنا فإن تحديد النسل ليس حرامًا؛ حتى يربي المرء أوولاده باتزان نفسي، ووعي ديني وتعليمي جيدين.

وحتى وإن كان الإنسان ميسروًا فلا حرمانية في تحديد الحمل أو تنظيمه، وهذا وفقًا لما قاله الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية.

حكم تنظيم الأسرة ومنع الحمل

أضاف الدكتور عمرو الورداني -أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية- أن العلماء قد توصولوا إلى أن تنظيم النسل جائز؛ لتوفير تربية سليمة للأبناء؛ وبسبب ما قد يقع على الم من مشقة أو تعب، ولضمان سلامتها، ولكن لا يجوز تعطيل الحمل أو منعه كليًا لأنه تعطيل لمقصد من مقاصد الدين.

فيجوز تنظيم النسل، باتفاق الزوج والزوجة، وبوجود دافع وراء هذا، وهو تحقيق المصلحة العامة لأسرتهما، ولكن قطع الحمل باستئصال الرجم أو بغيره من الوسائل لا يجوز، حيث يقول الله تعالى في سورة الإسراء:

وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ
وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (الإسراء: 31).

حكم استخدام وسائل تنظيم الحمل

نصل إلى حكم استعمال وسائل تنظيم الحمل، والحقيقة أن هناك العديد من الآراء الفقهية حول جواز تنظيم الحمل، حيث أتاح أهل العلم استخدام وسائل تنظيم الحمل في عدة حالات أهمها ما يلي:

  • أولاً في حالة مرض الزوجة والخوف على صحتها من المشقة والتعب.
  • ثم في حالة الرغبة استعادة صحة الزوجة بعد الولادة الأولى وفترة الرضاعة.
  • بالإضافة إلى أن كثرة الأبناء يترتب عليها مشقة في التربية.
  • وأخيرًا، حالة أقر الطبيب أن حالة الزوجة لا تتحمل الإنجاب مرة أخرى
هل يجوز أن أحمل دون علم زوجي

أوضح اهل العلم أنه لا مانع من تنظيم الحمل، والاكتفاء بعدد معين من الأطفال، ولا حرمانية
في إيقاف الحمل لسنة أو أكثر حتى تسترد الأم صحتها وعافيتها، ولكن مسألة الحمل أمر
يرتبط بالزوج والزوجة، وقرار يجب أن يتخذه الأب والأم معًا.

حيث ينص ديننا الحنيف إلى ضروة اتفاق الزوج والزوجة حول مسألة تنظيم الحمل، أو الإنجاب،
وهذا قرار لا ينفرد به طرف دون الآخر.

عزل الزوج عن زوجته خشية الإنجاب

ويعتبر العزل من الأمور التي يلجأ إليها البعض لتنظيم الحمل، أو منعه، والعزل هو قذف المني خارج رحم المرأة؛ لتجنب الحمل، وهو أمر جائز استنادًا لما ورد في السنة النبوية، وفي التالي نتعرف إلى اهم ما جاء السنة حول هذا الأمر:

  • ورد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: “كُنَّا نَعْزِلُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ
    صلى الله عليه وآله وسلم وَالْقُرْآنُ يَنْزِلُ
    » متفق عليه.

  • وروى مسلم: “كُنَّا نَعْزِلُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم،
    فَبَلَغَ ذَلِكَ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، فَلَمْ يَنْهَنَا
    ”.

ونختم هذا المقال بما قاله ابن قدامة -رحمه الله- في المقنع، حيث قال: لا يعزل عن الحرة إلا بإذنها” وهذا يعني أنه لا يحق لرجل أن يمنه زوجته من الإنجاب إذا كانت لا ترغب في هذا.

ومن هنا نكون قد تعرفنا إلى حكم عزل الزوج عن زوجته خشية الإنجاب، وحكم الاكتفاء بعدد معين من الأطفال، سائلين الله تعالى أن يجعل بيوت المؤمنين عامرة بذكره.. آمين.

مواضيع قد تعجبك