ما هو حكم الملابس الضيقة للرجال ؟ سؤال قد يأتي إلى ذهن البعض، هل هناك أي شبهة أو حرمانية في لبس الملابس الضيقة للرجل أو المرأة؟ للإجابة عن هذا السؤال علينا أن ندرك الفارق بين ما هو حرام، وما هو مكروه، وما هو جائز، وحكم الملابس الضيقة من الأمور التي اختلف حوله أهل العلم؛ رحمةً بالعباد، كذلك علينا أن ندرك الفارق بين ما هو حرام، وما هو عيبًا، وفي هذا المقال نتعرف إلى الآراء الفقهية حول الملابس الضيقة.. فتابعونا.
في البداية إن لبس الرجل للملابس الضيقة مكروه عند المذهب المالكي، وهو اختيار ابن باز أيضًا، ولكن دعنا ندرك السبب وراء حرمانية الملابس الضيقة لدى المذهب المالكي، وما هى حجته؟
الملابِسُ الضيِّقةُ يُكرَهُ لُبسُها للرِّجالِ والنساءِ جميعًا، والمشروعُ أن تكونَ الملابِسُ متوسِّطةً، لا ضيقةً تُبَيِّن حَجْمَ العورةِ، ولا واسعةً، ولكنْ بين ذلك. أمَّا الصلاةُ فهي صحيحةٌ- إذا كانت ساتِرةً- ولكن يُكرَهُ للمؤمنِ تعاطي مِثلِ هذه الألبسةِ الضَّيِّقةِ، وهكذا المؤمنةُ؛ يكون اللِّباسُ متوسِّطًا بَينَ الضِّيقِ والسَّعةِ. هذا هو الذي ينبغي.
إذًا مما سبق يتبين أن اللبس الضيق -للرجل والمرأة- ليس حرامًا ولكنه مكروه -عند ابن باز- ولا يجوز -لدى الشافعية-، كما أن الصلاة بملابس ضيقة لدى بعض أهل العلم تجوز، وصحيحة، بارتداء الضيق من الملابس ما دامت تغطي العورة، أما عن الثوب الساتر للعورة فجاء كما يلي:
قال العلامة الطحطاوي الحنفي في “حاشيته على مراقي الفلاح شرح نور الإيضاح” (ص: 210): [وَلَا يَضُرُّ تَشَكُّلُ الْعَوْرَةِ بِالْتِصَاقِ السَّاتِرِ الضَّيِّقِ بِهَا، كما في “الحلبي”] اهـ.
وقال العلامة الصاوي المالكي في “حاشيته على الشرح الصغير” (1/ 284):
[وَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ السَّاتِرُ كَثِيفًا، وَهُوَ مَا لَا يَشِفُّ فِي بَادِئِ الرَّأْيِ، بِأَنْ لَا يَشِفَّ
أَصْلًا، أَوْ يَشِفَّ بَعْدَ إمْعَانِ النَّظَرِ، وَخَرَجَ بِهِ مَا يَشِفُّ فِي بَادِئِ النَّظَرِ، فَإِنَّ
وُجُودَهُ كَالْعَدَمِ، وَأَمَّا مَا يَشِفُّ بَعْدَ إمْعَانِ النَّظَرِ فَيُعِيدُ مَعَهُ فِي الْوَقْتِ كَالْوَاصِفِ لِلْعَوْرَةِ الْمُحَدِّدِ لَهَا بِغَيْرِ بَلَلٍ وَلَا رِيحٍ؛ لِأَنَّ الصَّلَاةَ بِهِ مَكْرُوهَةٌ كَرَاهَةَ تَنْزِيهٍ عَلَى الْمُعْتَمَدِ] اهـ.
[(وَشَرْطُهُ) أَيِ: السَّاتِرِ (مَا) أَيْ: جَزَمَ (مَنَعَ إدْرَاكَ لَوْنِ الْبَشَرَةِ) لَا حَجْمِهَا،
فَلَا يَكْفِي ثَوْبٌ رَقِيقٌ، وَلَا مُهَلْهَلٌ لَا يَمْنَعُ إدْرَاكَ اللَّوْنِ، وَلَا زُجَاجٌ يَحْكِي اللَّوْنَ؛
لِأَنَّ مَقْصُودَ السَّتْرِ لَا يَحْصُلُ بِذَلِكَ، أَمَّا إدْرَاكُ الْحَجْمِ فَلَا يَضُرُّ..] اهـ.
يمكنك أيضًا التعرف إلى هل يجوز الصلاة بملابس البيت
عن معاذ بن أنس- رضى الله عنه – أن رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه
وسلم- قَالَ: «مَنْ لَبِسَ ثَوْبًا فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَسَانِي هَذَا
وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلَا قُوَّةٍ، غَفَرَ الله لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».
عن أبى سعيد الخدرى – رضي الله عنه- أنه قال :« كان رسول الله – صلى الله
عليه وسلم- إذا استجد ثوبًا سماه باسمه عمامة أو قميصًا ورداءً ثم يقول :
اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه ، أسألك خيره وخير ما صنع له ،
وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له».
-فيديو مناسب للباقة-
أرجع فضيلة الشيخ أ. د. علي جمعة ارتداء الملابس الممزقة للرجل أو المرأة إلى أن فيها تشبه بالثقافات الأجنبية،
والتي تخالف الهوية العربية، وفي التشبه بهم كراهية شديدة، وإن لم تكن حرام، مشددًا على فكرة الالتزام
بأن يكون للمرء شخصية، وهوية.
ومن هنا نكون قد تعرفنا إلى حكم من يرتدي الضيق والممزق من الملابس، سائلين الله تعالى أن يتقبل منا صالح الأعمال.. آمين.