هل يشترط تتابع صيام الست من شوال أم لا؟

هل يشترط تتابع صيام الست من شوال

هل يشترط تتابع صيام الست من شوال أم لا؟ إذا كنت ترغب في التعرف على الإجابة إذًا ننصحك بقراءة هذا المقال،
حيث نعرض لك آراء أهل العلم والأدلة التي استندوا عليها في السنة النبوية الشريفة.

هل يشترط تتابع صيام الست من شوال

  • صرح أهل العلم أن صيام ست من شوال سنة ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،
    ويجوز صيامها متتابعة ومتفرقة.
  • وذلك لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أطلق صيامها ولم يذكر تتابعًا ولا تفريقًا،
    حيث قال صلى الله عليه وسلم: من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال كان كصيام الدهر.
    أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.

فضل صيام ست من شوال

  • أوضح لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المذكور في الفقرة السابقة أن صيام الست  من شوال مع رمضان كصيام الدهر، كأنه صام الدهر كله، وهذا فضل عظيم.
  • فرمضان بعشرة أشهر، والست بشهرين، الحسنة بعشر أمثالها، فكأنه صام الدهر كله،
    مع أن الله بلطفه جل وعلا جعل رمضان كفارة لما بين الرمضانين.
  • فالست فيها زيادة خير ومصلحة عظيمة، وفائدة كبيرة في امتثال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم،
    امتثال إرشاد النبي ﷺ وترغيبه، والحرص على فعل ما شرع الله من العبادة،
    وهذا خير عظيم، والمؤمن يتحرى ما شرع الله، ويمتثل يطلب الثواب من الله، هذا له فيه أجر عظيم.
  • كما قال ابن القيم -رحمه الله- في “المنار المنيف”: “وَفِي كَوْنِهَا (مِنْ شَوَالَ) سِرٌّ لَطِيفٌ، وَهُوَ أَنَّهَا تَجْرِي مَجْرَى الْجُبْرَانِ لِرَمَضَانَ، وَتَقْضِي مَا وَقَعَ فِيهِ مِنَ التَّقْصِيرِ فِي الصَّوْمِ، فَتَجْرِي مَجْرَى سُنَّةِ الصَّلاةِ بَعْدَهَا وَمَجْرَى سَجْدَتَيِّ السَّهْوِ وَلِهَذَا قَالَ: (وَأَتْبَعَهُ) أَيْ: أَلْحَقَهَا بِهِ).
  • وقال ابن رجب –رحمه الله- في “لطائف المعارف: “وفي معاودة الصيام بعد رمضان فوائد عديدة:
    منها: أن صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان يستكمل بها أجر صيام الدهر كله كما سبق.
    ومنها: أن صيام شوال وشعبان كصلاة السنن الرواتب قبل الصلاة المفروضة وبعدها فيكمل بذلك ما حصل في الفرض من خلل.
    وكذلك: أن معاودة الصيام بعد صيام رمضان علامة على قبول صوم رمضان؛ فإن الله إذا تقبل عمل عبد وفقه لعمل صالح بعده كما قال بعضهم: ثواب الحسنة الحسنة بعدها، فمن عمل حسنة ثم اتبعها بعد بحسنة كان ذلك علامة على قبول الحسنة الأولى، كما أن من عمل حسنة ثم أتبعها بسيئة كان ذلك علامة رد الحسنة وعدم قبولها.
    ومنها: أن صيام رمضان يوجب مغفرة ما تقدم من الذنوب، وأن الصائمين لرمضان يوفون أجورهم في يوم الفطر وهو يوم الجوائز، فيكون معاودة الصيام بعد الفطر شكرًا لهذه النعمة، فلا نعمة أعظم من مغفرة الذنوب. كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم حتى تتورم قدماه فيقال له: أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فيقول: “أفلا أكون عبدا شكورا”.
    فمن جملة شكر العبد لربه على توقيفه لصيام رمضان، وإعانته عليه ومغفرة ذنوبه أن يصوم له شكرا عقب ذلك. كان بعض السلف إذا وُفِّق لقيام ليلة من الليالي أصبح في نهاره صائما ويجعل صيامه شكرا للتوفيق للقيام.
    وكان وهب بن الورد يسأل عن ثواب شيء من الأعمال كالطواف ونحوه؟ فيقول: لا تسألوا عن ثوابه ولكن اسألوا ما الذي على من وُفِّق لهذا العمل من الشكر للتوفيق والإعانة عليه.
    ومنها: أن الأعمال التي كان العبد يتقرب بها إلى ربه في شهر رمضان لا تنقطع بانقضاء رمضان، بل هي باقية بعد انقضائه ما دام العبد حيا، فالعائد إلى الصيام بعد فطره يوم الفطر يدل عوده على رغبته في الصيام وأنه لم يمله ولم يستثقله ولا تكره به” (باختصار).

مواضيع قد تعجبك