قال تعالى في سورة القدر: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}
وتوضح لنا تلك الآيات أجر وفضل ليلة القدر، مما يحتم على كل مسلم ضرورة الاجتهاد وتحري ليلة القدر،
لذا قررنا أن نخصص هذا المقال لنوضح لكم خطوات الفوز بليلة القدر.

خطوات الفوز بليلة القدر

• عليك أن تبدأ في الاستعداد لتلك الليلة منذ بداية اليوم لتستجمع كل جوارحك وحواسك عند بدايتها،
  حيث تبدأ ليلة القدر منذ غروب الشمس.
• أبدأ يومك بقراءة الأذكار، وصلاة الضحى.
• يستحب أن تكون معتكفًا، أما إذا كنتغير معتكف، فمن المستحب أن تقضي تلك الليلة في المسجد،
  فالمسجد محل تنزل الرحمات، والمحاريب أماكن العطايا والبُشريات، ونستدل على ذلك بقوله تعالى:
  {فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ} [آل عمران من الآية:39].
• أجعل كل عمل تقوم به في تلك الليلة مصحوب بنية، فعلى سبيل المثال، طعام الإفطار،
  والنوم خلال اليوم أو أثناء الليل سيكون بنية أن تتقوى به على الطاعة والدعاء.
• أحرص على الدعاء طوال الوقت وفي كل ساعة، ففي صحيح مسلم: «إنَّ في الليلِ لَساعةٌ،
  لا يوافقُها رجلٌ مسلمٌ يسأل اللهَ خيرًا من أمرِ الدنيا والآخرةِ، إلا أعطاه إياه، وذلك كلَّ ليلةٍ» (صحيح مسلم).
• ابتعد عن كل مصادر اللهو، من هواتف وتلفاز وغيرها.
• الإيمان والاحتساب ونستدل على ذلك بالحديث الآتي:
  «مَن قام ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه» (صحيح البخاري)
• الإطالة في السجود والدعاء، والانكسار والتذلل والتضرع بين يدي الله، ومراعاة حضور القلب والاعتراف بالتقصير.
• أحرص على صلة الأرحام والصدقة إن استطعت في ذلك اليوم، بنية أن يرزقك الله القبول والعفو في تلك الليلة.

علامات ليلة القدر

• أشارت العديد من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى ضرورة تحري ليلة القدر
  في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك ومن تلك الأحاديث الآتي:
• عن عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها قالتْ: كان رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ يُجاوِر في العَشْر الأواخِر من رمضانَ،
  ويقول: ((تَحرُّوا ليلةَ القَدْر في العَشْر الأواخِر من رمضانَ))  رواه البخاريُّ، ومسلم.
• عن عبدالله بن عُمرَ رضِيَ اللهُ عنهُما قال: سمعتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ يقول لليلةِ القَدْر:
  ((إنَّ ناسًا منكم قدْ أُرُوا أنَّها في السَّبع الأُوَل، وأُرِي ناسٌ منكم أنَّها في السَّبع الغَوابِر؛
  فالْتمِسوها في العَشْر الغَوابِرِ))  رواه مسلم.
• كما أوضح صلى الله عليه وسلم علامات الليلة في بعض الأحاديث مثل الآتي:
• روى أحمد من حديث عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
  “إن أمارة ليلة القدر أنها صافية بلجة كأن فيها قمراً ساطعاً،
  ساكنة ساجية، لا برد فيها ولا حر، ولا يحل لكوكب أن يرمى به فيها حتى تصبح”
• عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: تذاكرنا ليلة القدر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
  فقال: “أيكم يذكر حين طلع القمر وهو مثل شق جفنة” قال بعض العلماء:
  فيه إشارة إلى أنها تكون في أواخر الشهر، لأن القمر لا يكون كذلك عند طلوعه إلا في أواخر الشهر.

دعاء ليلة القدر 

• عن عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها قالت: ((قلتُ: يا رسولَ الله، أرأيتَ إنْ علمتُ أيَّ ليلةٍ ليلةُ  القدْر؛
   ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللَّهُمَّ إنَّك عفُوٌّ تحبُّ العفوَ، فاعفُ عنِّي))

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا اليوم، سائلين الله أن يوفق جميع المسلمين للإخلاص في الطاعات،
كما نقترح عليكم أيضًا التعرف على صحة حديث شمس ليلة القدر وعلاماتها