إن مرض ارتفاع ضغط الدم من أكثر الأمراض انتشارًا في مصر، فـ وفقًا لدراسة مصرية أخيرة أُجريت بمصر
وصل عدد المصابين بهذا المرض إلى أكثر من ربع المصريين بما يعادل 26.3 % من السكان.
وتزداد معدلات الإصابة مع تقدم الأشخاص في السن، إذ يُصاب حوالي 50% من الأشخاص بهذا المرض
بعد الستين
كما تبين أيضًا حسب الدراسة المصرية أن حوالي ثلثى مرضى الضغط لا يعرفون إصابتهم بهذا المرض
بسبب طبيعته الصامتة.، واليوم نعرض في هذا المقال أسباب وأعراض مرض ارتفاع ضغط الدم بالتفصيل
جنبًا إلى جنب مع بيان طرق الوقاية.
يُعد السبب الرئيسي -حسب تفسير الأطباء- لضغط الدم، هو انقباض القلب الذي يقذف في كل ضربة من ضرباته كمية
معينة من الدم بقوة في الشرايين، ويبدأ ضغط الدم عالياً في الشرايين، ثم يقل تدريجياً عند مروره في الشرينات
والشعيرات والأوردة الدموية بالجسم.
وينتشر مرض ارتفاع ضغط الدم ويختلف تبعًا لعوامل وأسباب عدّة، منها الجنس والسن، والعِرق والعامل الوراثي
وعلى سبيل المثال إذا أخذنا الفئة العمرية من 18إلى 24 سنة سنجد أن نسبة مرضى الضغط تكون حوالي 4%، وعند من هم فوق سن الستين عام تصل إلى 60%، وخاصة عند ذوي البشرة السوداء.3،12
لا يزال السبب الأساسي لارتفاع ضغط الدم مجهولاً في معظم الحالات، ولكن يمكن تقسيم ارتفاع الضغط إلى قسمين رئيسيين:
وهو النوع الأكثر شيوعاً بين مختلف الأشخاص، ويشكل نحو 85-90 % من جميع حالات ارتفاع ضغط الدم.
وهو مجهول السبب، إلا أن العامل الوراثي يلعب دورًا كبيرًا في حدوثه، ويمكن معالجته معالجة غير نوعية
لا تؤدي إلى شفاء الشخص المصاب به.
كما لا يمكن تفسير اضطراباته الحركية الدموية والفيسيولوجية المرضية بأي طريقة، حتى بإستخدام الفحص السريري
أو المخبري أو الشعاعي.
النوع الثاني من ارتفاع ضغط الدم هو ارتفاع ضغط الدم الثانوي أو العرضي، وهذا النوع غير شائع
ويمثل نسبة 10-15% من حالات ارتفاع الضغط الشرياني، ويختلف هذا النوع عن سابقه في معرفة سبب حدوثه
وبالتالي معرفة أعراضه وإمكانيه علاجه.
يتم قياس ضغط الدم عن طريق جهاز قياس الضغط، المكوّن من ذراع قابل للنفخ يُوضع بشكل معين على ذراع الشخص
ومقياس للضغط
ونستخدم هذا الجهاز لقياس قوة ضخ القلب للدم عبر جدران الشرايين (الأوعية الدموية) في الجسم .
وفقًا للبيانات الحديثة الخاصة بمنظمة القلب الأمريكية، فإن تصنيف ضغط الدم الطبيعي والمرتفع يكون كالتالي:
يمكن تقسيم الأسباب الكامنة وراء ارتفاع ضغط الدم بحسب نوع الارتفاع، كالتالي:
إن ارتفاع ضغط الدم الأولي من أكثر الأنواع شيوعًا، وبرغم عدم معرفة أسباب حدوثه
إلا أن هناك مجموعة من العوامل يعتقد العلماء أن تلعب دورًا، وهذه العوامل هي:
حيث تزيد نسبة إصابة بعض الأشخاص بارتفاع ضغط الدم نتيجة وجود جينات معينة
وقد يكون ذلك نتيجة لطفرة جينية ما أو اضطرابات جينية غير طبيعية.
يمكن أن تشكل التغيرات الفيزيائية لدى الفرد سببًا في الإصابة، ومن أنواع هذه التغيرات
تراجع قدرة الكليتين على التحكم بتوازن الماء والأملاح مع تقدم السن.
ويختلف هذا النوع عن ضغط الدم الأولي اختلافًا جذريًا، فهو أشد خطورة على الشخص
كما أنه أسرع في حدوثه عن ضغط الدم الأولي.
وهناك مجموعة من العوامل أو الأسباب الخاصة بهذا النوع، نعرضها فيما يلي:
جميع أعراض ارتفاع ضغط الدم تحدث بنسب متقاربة فى مرضى ضغط الدم المرتفع وغير المرضى على حد سواء
ولذلك يجب عدم اعتماد الشخص على هذه الأعراض فقط أو ما يشعر به لكى يعرف مستوى ضغط دمه
بل ليعرف ضغط الدم الصحيح عليه قياسه.
ومن بعض هذه الأعراض، ما يلي:
العامل الأول: العوامل الوراثية
تلعب العوامل الوراثية دورًا كبيرًا في إحتمالية الإصابة بمرض ارتفاع الضغط ، فـ وجود تاريخ عائلي لهذا المرض
يجعل الشخص أكثر عُرضة للإصابة به.
فإذا كان أحد الوالدين مصابًا بارتفاع ضغط الدم، فإن احتمالية إصابة أولاده بهذا المرض من واحد إلى خمسة
أي يصاب طفل من بين كل أربعة أطفال بارتفاع ضغط الدم
أما إذا كان كلا الوالدين مصابين بالضغط فان احتمالية إصابة الأبناء هي واحد إلى اثنين
أي يُصاب طفل واحد من بين اثنين وذلك كما أثببت الدراسات.
العامل الثاني: السمنة المفرطة والخمول
يشكل الوزن الزائد عاملاً هامًا ضمن عوامل الإصابة بارتفاع الضغط، حيث لوحظ أن الأشخاص أصحاب الأوزان الزائدة
معرضون للإصابة بالضغط مقارنةَ بأقرانهم ممن لا يعانون من زيادة الوزن
ويرجع ذلك إلى أن زيادة الوزن تؤدي إلى زيادة كمية الأكسجين والمواد الغذائية التي يتطلّب على الجسم توفيرها
الأمر الذي يدفع القلب لضخ المزيد من الدم، وبالتالي يؤدي إلى زيادة ضغط الدم نتيجة زيادة حجمه.
العامل الثالث: التقدم في السن
نعم، إن الكبر في السن قد يكون من عوامل الإصابة،وخاصةً بين الرجال، فهم أكثر عُرضة للإصابة به
وخاصة من هم دون الخامسة والستين من العمر، في حين تُعدّ النساء أكثر عُرضة للإصابة بعد بلوغ هذا العمر
حيث يزداد الضغط طرديًا مع تقدم السن وقد يرجع لأسباب أخرى
كانخفاض مرونة الشرايين مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم الانقباضي بصفة خاصة.
قد يُهمل كثير من الناس هذا العامل رغم أهميته، فشخصية الفرد وطبيعة عمله يلعبان دورًا مهمًا
في قابليته للإصابة بارتفاع ضغط الدم، وتزيد هذه القابلية إذا كانت العصبية والتوتر جزءًا من شخصيته
أو إذا كانت مهنته تتطلب منه بذل جهد فكري كبير.
لذا عليك الحذر عند تعرضك للإجهاد الذهني أو النفسي.
الإفراط في حد ذاته يُصيب الشخص بالضرر، ولا سيّما الملح، فالإفراط في تناوله يؤدي كبر حجم السائل
الذي يجب ضخه في أنحاء الجسم المتفرقة.
العامل السادس: الإدمان على الكحول أو التدخين
أضرار التدخين والكحوليات لا تنتهي، وهما يسببان بشكل رئيسي أمراض القلب والشرايين والجلطات
فإدمان الكحول والتدخين يشتركان في ارتفاع ضغط الدم، ويتعدّى التدخين ذلك ويؤدي إلى
إتلاف الطبقة المُبطّنة للشرايين مما يؤدي إلى تضييقها وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
“الوقاية خيرٌ من العلاج” لذا فإن أهم ما ينصح به الأطباء هو محاولة الوقاية قدر الإمكان
ووفقاً لإِرشادات “جمعية ضغط الدم المرتفع البريطانية” فإن الخيارات غير الدوائية
ينبغي على كل المرضى كافة اتباعها سواء ممن يعانون من ارتفاع ضغط دم أو حالة ما قبل ارتفاع ضغط الدم
(pre-hypertensive)
وهذه الخيارات الوقائية تتضمّن:
التخلص من الكيلوات الزائدة بجسدك يحميك ويعالجك في الوقت ذاته، فهو يخفض ضغط الدم المرتفع
ويقلل من احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم
يُعد الاسترخاء أحد أكثر الأساليب سهولة وانخفاضًا في التكلفة
والتي لا تلتزم بوقت أو مكان معين، وتمثل أحد الأساليب الفعالة لعلاج ضغط الدم المرتفع
فالاسترخاء الكامل للجسم والفكر لدقائق معدودات يوميًا
بمقدوره خفض مقدار الضغط الانقباضي بنحو 10 نقاط أو أكثر.
ففي دراسة عملية أجراها باحثون في معهد بنسون – هنري
لطب الفكر والبدن في مستشفى ماساشوستس التابع لجامعة هارفارد
قارن الباحثون بين وسائل إدارة التوتر المسماة “استجابات الاسترخاء”وبين التوعية المتعلقة
بتغيير نمط الحياة مثل تقليل تناول الملح في الطعام، أو إنقاص الوزن، وممارسة الرياضة.
وقد انخفض ضغط الدم أكثر لدى المتطوعين في مجموعة “استجابات الاسترخاء”
أثناء ممارستهم للاسترخاء إذ نجح 32% من المشاركين في التخلي
عن واحد من الأدوية المخصصة لعلاج ضغط الدم المرتفع لديهم.