الصلاة على النبي معناها وفضائلها وأفضل صيغ لها

الصلاة على النبي

الإكثار من ذكر الله والاستغفار و الصلاة على النبي من أعظم الأسباب في طمأنينة القلوب وراحتها
وفي السكون إلى الله سبحانه وتعالى والأنس به سبحانه، وزوال الوحشة والذبذبة والحيرة.
قال الله جل وعلا في كتابه الكريم: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).

تفاسير مختلفة لمعنى الصلاة والسلام على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

  • التفسير الأول: قال العلامة ابن القيم في كتابه جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام في معرض الكلام على صلاة الله وملائكته على رسوله صلى الله عليه وسلم:
    وأمر عباده المؤمنين بأن يصلوا عليه بعد أن رد أن يكون المعنى الرحمة والاستغفار
    قال: بل الصلاة المأمور بها فيها – يعني آية الأحزاب – هي الطلب من الله ما أخبر به عن صلاته وصلاة ملائكته
    وهي ثناء عليه وإظهار لفضله وشرفه وإرادة تكريمه وتقريبه فهي تتضمن الخبر والطلب
    وسمى هذا السؤال والدعاء منا نحن صلاةً عليه لوجهين أحدهما أنه يتضمن ثناء المصلى عليه
    والإشادة بذكر شرفه وفضله والإرادة والمحبة لذلك من الله فقد تضمنت الخبر والطلب.
    والوجه الثاني أن ذلك سمى صلاة منا لسؤالنا من الله أن يصلي عليه فصلاة الله ثناؤه لرفع ذكره
    وتقريبه وصلاتنا نحن عليه سؤالنا الله تعالى أن يفعل ذلك به.
  • التفسير الثاني: صلاة الله على نبيه صلى الله عليه وسلم فسرت بثنائه عليه عند الملائكة
    وصلاة الملائكة عليه فسرت بدعائهم له فسرها بذلك أبو العالية كما ذكره عنه البخاري في صحيحه
    في مطلع باب  (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)
    وقال البخاري في تفسير صلاة الملائكة عليه بعد ذكر تفسير أبي العالية
    قال ابن عباس: يصلون يبركون أي يدعون له بالبركة .
  • التفسير الثالث:

    وفسرت صلاة الله عليه بالمغفرة وبالرحمة كما نقله الحافظ ابن حجر في الفتح عن جماعة وتعقب تفسيرها بذلك ثم قال : وأولى الأقوال ما تقدم عن أبي العالية أن معنى صلاة الله على نبيه ثناؤه عليه وتعظيمه وصلاة الملائكة وغيرهم عليه طلب ذلك له من الله تعالى والمراد طلب الزيادة لا طلب أصل الصلاة ، وقال الحافظ : وقال الحليمي في الشعب : معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تعظيمه فمعنى قولنا اللهم صلى على محمد عظم محمداً والمراد تعظيمه في الدنيا بإعلاء ذكره وإظهار دينه وإبقاء شريعته وفي الآخرة بإجزال مثوبته وتشفيعه في أمته وإبداء فضيلته بالمقام المحمود وعلى هذا فالمراد بقوله تعالى :” صَلُّوا عَلَيْهِ ” ادعوا ربكم بالصلاة عليه.

  • التفسير الرابع: وأما معنى التسليم على النبي صلى الله لعيه وسلم
    فقد قال فيه المجد الفيروز آبادي في كتابه: الصلات والبشر في الصلاة على خير البشر.
    ومعناه: السلام الذي هو اسم من أسماء الله تالى عليك وتأويله : لا خلوت من الخيرات والبركات وسلمت من المكاره والآفات إذ كان اسم الله تعالى إنما يذكر على الأمور توقعا لاجتماع معاني الخير والبركة فيها
    وانتفاء عوارض الخلل والفساد عنها
    ويحتمل أن يكون السلام بمعنى السلامة أي ليكن قضاء الله تعالى عليك السلامة أي سلمت من الملام والنقائص
    فإذا قلت اللهم سلم على محمد فإنما تريد منه اللهم اكتب لمحمد في دعوته وأمته وذكره السلامة من كل نقص فتزداد دعوته على ممر الأيام علواً وأمته تكثراً وذكره ارتفاعاً.الصلاة على النبي

صيغ لكيفية الصلاة على النبي

  • الأفضل هي الصلاة الإبراهيمية ، إذا مر ذكره ﷺ يقول :
  • ” اللهم صل على محمد و على آل محمد كما صليت على آل إبراهيم
    و بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ”
    كما في التشهد في الصلاة.
  • ” اللهم صل على محمد عبدك و رسولك كما صليت على إبراهيم
    و بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد”
  • ” اللهم صل على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم
    و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد و على
    آل محمد كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ”.
  • ” اللهم صل على محمد و على أزواجه و ذريته
    كما صليت على آل إبراهيم ، و بارك على محمد و على أزواجه و ذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد “.

و هكذا كل نوع ثبت عن النبي ﷺ إذا أتى به حصل به المقصود ،
و إن اختصر و قال: اللهم صل وسلم على رسول الله، كفى الحمد لله، اللهم صل وسلم على رسول الله عند ذكره.

أوقات الصلاة على النبي

من المستحب أن يكثر العبد من الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يتعين بوقت معيّن
ولكن نسرد في السطور التالية مجموعة من الأحاديث في بيان بعض الأوقات التي يُستحب فيها الصلاة على النبي.

جاء في الحديث، أن الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- قالمن قال حين يسمع النداء حلت له شفاعتي يوم القيامة” 
و في اللفظ الآخر يقول ﷺ : ” إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول، ثم صلوا عليَّ
فإنه من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرًا ، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة
في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله و أرجو أن أكون أنا هو ، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة 
” .

وبعد  الانتهاء من الآذان إذا أذن المؤذن يصلي العبد على النبي ﷺ ثم يقول :
(اللهم رب هذه الدعوة التامة و الصلاة القائمة آتت محمداً الوسيلة و الفضيلة و ابعثه مقاماً محمودًا
الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد) 
، هذا مشروع بعد الآذان و بعد الإقامة

إذا قال : لا إله إلا الله، مثلما قال المؤذن يقول بعدها : (اللهم صل وسلم على رسول الله ، أو يأتي بالصلاة الإبراهيمية
ثم يقول : ” اللهم رب هذه الدعوة التامة و الصلاة القائمة آت محمدًا الوسيلة والفضيلة
وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته
 )
رواه البخاري في الصحيح ، وزاد البيهقي بإسناد جيد: ” إنك لا تخلف الميعاد ”.

ويجوز الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كل وقت وحين، لكن في يوم الجمعة يُستحب الإكثار من الصلاة عليه والسلام عليه أيضاً كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:
“إن من أفضلِ أيامِكم يومُ الجمُعةِ، فيه خُلِقَ آدمُ وفيه قُبضَ وفيه النَّفخةُ وفيه الصَّعقةُ فأكثِروا عليَّ من الصلاةِ فيه
فإنَّ صلاتَكم معروضةٌ عليَّ”

 

الصلاة على النبي

أحاديث نبوية في فضل الصلاة على النبي

  • عن عبدالله بن أبي طلحة عن أبيه أن رسول الله “صلى الله عليه وسلم” جاء ذات يوم والبشر في وجهه
    فقال‏:‏ ‏”إنه جاءني جبريل فقال‏:‏ أما يرضيك يا محمد أنه لا يصلي عليك أحد من أمتك صلاة إلا صليت عليه عشرًا، ولا يسلم عليك أحد من أمتك إلا سلمت عليه عشرًا”.
  • عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
    “مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا” 
  • عن أنس بن مالك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال‏:‏
     ‏”‏من ذكرت عنده فليصل عليَّ ومن صلى علي مرةً صلى الله عليه عشرًا”.
  •  أخرج الترمذي عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال: يا أيها الناس اذكروا الله، اذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه
    قال أبي: قلت، يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟
    فقال: ما شئت، قال: قلت: الربع؟ قال: ما شئت فإن زدت فهو خير لك
    قلت: النصف؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قال: قلت: فالثلثين؟
    قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: إذن تكفى همك، ويغفر ذنبك
    .

فضائل الصلاة على النبي

ذكر الإمام الشعراني في كتاب “حدائق الأنوار في الصلاة والسلام على النبي المختار” الثواب والخيرات التي يجنيها العبد بالصلاة على النبي محمد – صلى الله عليه وسلم-، والحسنات والثواب الذي يجنيه المسلم عظيم، وفضائلة عديدة، نورده في السطور التالية:

  • سبب لغفران الذنوب وستر العيوب.
  • امتثال أمر الله بالصلاة عليه
  • موافقته سبحانه وتعالى في الصلاة عليه.
  • موافقة الملائكة في الصلاة عليه.
  • سبب لصلاة الله وملائكته على المصلي.
  • سبب للنجاة من أهوال يوم القيامة.
  • نفي اسم البخل عن العبد إذا صلى عليه عند ذكره صلى الله عليه وسلم.
  • سبب لفوز العبد بالجواز على الصراط.
  •  سبب لتثبيت القدم على الصراط.
  • يُكتب لمن يصلي على النبي في كل مرة عشر حسنات، وتُمحى عنه عشر سيئات
  • سبب لمحبة الرسول صلى الله عليه وسلم للمصلي عليه صلى الله عليه وسلم.
  • تتضمن الصلاة على النبي ذكر الله وشكره ومعرفة إحسانه.

مواضيع قد تعجبك

1 Comment

Comments are closed.