الإكثار من ذكر الله والاستغفار و الصلاة على النبي من أعظم الأسباب في طمأنينة القلوب وراحتها
وفي السكون إلى الله سبحانه وتعالى والأنس به سبحانه، وزوال الوحشة والذبذبة والحيرة.
قال الله جل وعلا في كتابه الكريم: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).
وفسرت صلاة الله عليه بالمغفرة وبالرحمة كما نقله الحافظ ابن حجر في الفتح عن جماعة وتعقب تفسيرها بذلك ثم قال : وأولى الأقوال ما تقدم عن أبي العالية أن معنى صلاة الله على نبيه ثناؤه عليه وتعظيمه وصلاة الملائكة وغيرهم عليه طلب ذلك له من الله تعالى والمراد طلب الزيادة لا طلب أصل الصلاة ، وقال الحافظ : وقال الحليمي في الشعب : معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تعظيمه فمعنى قولنا اللهم صلى على محمد عظم محمداً والمراد تعظيمه في الدنيا بإعلاء ذكره وإظهار دينه وإبقاء شريعته وفي الآخرة بإجزال مثوبته وتشفيعه في أمته وإبداء فضيلته بالمقام المحمود وعلى هذا فالمراد بقوله تعالى :” صَلُّوا عَلَيْهِ ” ادعوا ربكم بالصلاة عليه.
و هكذا كل نوع ثبت عن النبي ﷺ إذا أتى به حصل به المقصود ،
و إن اختصر و قال: اللهم صل وسلم على رسول الله، كفى الحمد لله، اللهم صل وسلم على رسول الله عند ذكره.
من المستحب أن يكثر العبد من الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يتعين بوقت معيّن
ولكن نسرد في السطور التالية مجموعة من الأحاديث في بيان بعض الأوقات التي يُستحب فيها الصلاة على النبي.
جاء في الحديث، أن الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- قال ”من قال حين يسمع النداء حلت له شفاعتي يوم القيامة”
و في اللفظ الآخر يقول ﷺ : ” إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول، ثم صلوا عليَّ
فإنه من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرًا ، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة
في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله و أرجو أن أكون أنا هو ، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة ” .
وبعد الانتهاء من الآذان إذا أذن المؤذن يصلي العبد على النبي ﷺ ثم يقول :
(اللهم رب هذه الدعوة التامة و الصلاة القائمة آتت محمداً الوسيلة و الفضيلة و ابعثه مقاماً محمودًا
الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد) ، هذا مشروع بعد الآذان و بعد الإقامة
إذا قال : لا إله إلا الله، مثلما قال المؤذن يقول بعدها : (اللهم صل وسلم على رسول الله ، أو يأتي بالصلاة الإبراهيمية
ثم يقول : ” اللهم رب هذه الدعوة التامة و الصلاة القائمة آت محمدًا الوسيلة والفضيلة
وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته )
رواه البخاري في الصحيح ، وزاد البيهقي بإسناد جيد: ” إنك لا تخلف الميعاد ”.
ويجوز الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كل وقت وحين، لكن في يوم الجمعة يُستحب الإكثار من الصلاة عليه والسلام عليه أيضاً كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:
“إن من أفضلِ أيامِكم يومُ الجمُعةِ، فيه خُلِقَ آدمُ وفيه قُبضَ وفيه النَّفخةُ وفيه الصَّعقةُ فأكثِروا عليَّ من الصلاةِ فيه
فإنَّ صلاتَكم معروضةٌ عليَّ”
ذكر الإمام الشعراني في كتاب “حدائق الأنوار في الصلاة والسلام على النبي المختار” الثواب والخيرات التي يجنيها العبد بالصلاة على النبي محمد – صلى الله عليه وسلم-، والحسنات والثواب الذي يجنيه المسلم عظيم، وفضائلة عديدة، نورده في السطور التالية: