فوائد اللبن لا حدود لها ، إذ يُعد اللبن واحدًا من أعلى المواد الغذائية قيمة مقارنةً بغيره من المشروبات أو حتى الأطعمة، كما تعد قدرته على الدخول في كل شيء سواء كمشروب يمكن تناوله أو عنصر غذائي هام ضمن الطعام أمرًا يتفرد به اللبن.
ولكن ماذا نعرف عن فوائد اللبن وأنواعه؟
يتناول هذا المقال العديد من الجوانب التي ربما تعرفها لأول مرة عن اللبن.
ما هو اللبن؟
اللبن هو عبارة عن سائل ذو قيمة غذائية عالية يتكون في ضروع الأبقار الحلوبة ، المصممة للحفاظ على العجل الوليد خلال الأشهر الأولى من حياته.
و قد عرف البشر اللبن منذ آلاف السنين إلا أن أول ذكر لـ اللبن و فوائده الصحية في نصوص أيورفيدا الهندية ، و هي منظومة من تعاليم الطب التقليدي التي نشأت في شبه القارة الهندية .
إلا أنه لم يتم التعرف على أهمية بكتيريا حمض اللاكتيك في إنتاج اللبن إلا في القرن العشرين على يد الطبيب البلغاري (ستيمان جريجوروف).
يمثل اللبن غذاءً صحياً و متكاملاً ، سهل الهضم و خفيفاً على المعدة ، إلى جانب طعمه اللذيذ .
و التركيب الغذائي للحليب معقد للغاية ، و يحتوي على كل العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم البشري.
إنه كوكتيل من العناصر الغذائية المهمة بما في ذلك الفيتامينات و المعادن
مثل فيتامين (ب 12) ، فيتامين (د) ، فيتامين (أ) ، البوتاسيوم ، الكالسيوم ، و الفوسفور ، و الماغنيسيوم و الزنك و غيرها.
فوائد اللبن عديدة فهو مصدر غني بالبروتين الجيد ، و البروتين ضروري للعديد من الوظائف الحيوية في جسمك ، بما في ذلك النمو و التطوير و تنظيم الجهاز المناعي .
إن البروتين الموجود في الحليب يحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية
و تعمل هذه الأحماض على الحفاظ على العضلات المرتبطة بالتقدم في العمر ، كما أنها مفيدة في بناء العضلات و تقويتها
إلى جانب زيادة كتلة العضلات في الجسم كله وتحسين الأداء البدني لكبار السن
ليس هذا فحسب ، فاللبن مصدر جيد للدهون الصحية و مضادات الأكسدة ، و يحتوي على المئات من الأحماض الدهنية المختلفة ، بما في ذلك حمض اللينوليك المقترن (CLA) و أوميجا 3 ، و التي تقلل من خطر الإصابة بداء السكري و أمراض القلب .
حيث أظهرت العديد من الدراسات أن إضافة الحليب و خاصة اللبن منزوع الدسم إلى حميتك الغذائية قد يمنع زيادة الوزن
…… و ذلك لاحتواء الحليب على البروتين و الذي يعطي شعور للجسم بالشبع لفترة زمنية طويلة ، الأمر الذي قد يساهم في الحد من الإفراط في تناول الطعام .
كما يحتوي على حمض اللينوليك ، الذي يساهم في فقدان الوزن عن طريق تعزيز إذابة الدهون و تقليل إنتاج الدهون.
كما تشير الكثير من الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يحصلون على كمية أعلى من الكالسيوم الغذائي يكونون أقل عرضة للسمنة.
يعتقد البعض أن اللبن و الحليب ما هم إلا إسمان لشيء واحد
و لكن على عكس ما يعرفه الجميع ، فإن اللبن و الحليب يختلفان عن بعضهما البعض حتى و إن كانت اختلافات طفيفة .
نستعرض معًا الاختلافات و نبدأ بـ
يُعرف الحليب اصطلاحًا في المعجم بأنه “سائل أبيض يحتوي على البروتين و الدهون و سُكَّر الحليب و الفيتامينات و المعادن تنتجه الغدد الثدييَّة لإناث الثدييّات لتغذية صغارها”
أما تعريف الحليب بالنسبة للعلماء فهو الإفراز الطبيعي للغدد اللبنية (الضرع) للحيوانات الحلوب الثديية مثل الماعز و الأغنام و الأبقار و غيرهم ، و التي تتمتع بدورها بصحة سليمة.
إذن فالحليب هو المستخلص الطبيعي النقي دون أيه إضافة أو نقصان.
و بالتالي يحتوي الحليب على المواصفات الغذائية المكتملة ، مما يجعله غذاءً متكاملاً.
كما توجد أنواع عدة للحليب ، يوجد مختلف المنتجات و الأصناف في اللبن ، مثل اللبن كامل الدسم ، و اللبن منزوع الدسم و منه ما تعلوه طبقة من القشطة ، و يتم استخلاص كل هذه الأصناف من حليب الأغنام.
كما يوجد نوعٍ يتم إدخال كمية من القشطة عليه أثناء تصنيعه و هو ما يطلق عليه في النهاية الزبادي ، إلى جانب وجود أنواع مختلفة يتم إعدادها – لتضفي نكهات مختلفة – بإضافة الفواكه كالفراولة ، و الموز و التّوت البرّي ، و اللبن المحلى بالعسل ، و هذا الأخير غالبًا ما يفضله صغار السن من الأطفال نظرًا لنكهاته اللذيذة.
يُصنف اللبن في صدارة الأغذية من حيث التركيب والعناصر الغذائية المكونة له
فإذا عقدنا المقارنة بينه وبين أي مشروب آخر ..
سنجده رقم واحد لجميع الأعمار بدءًا من الأطفال والأم المُرضع والحامل مرورًا بالناشئين والبالغين وانتهاءً بالمسنين.
وقد ورد ذكر اللبن فى القرآن الكريم أكثر من مرة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر..
حيث قال الله تعالى فى صورة النحل
“وَ إِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَ دَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَآئِغًا لِلشَّارِبِينَ ”
و مرة ثانية في سورة محمد
“مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَ أَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَ أَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَ أَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَ لَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَ سُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ ” .