ما هو صحيح البخاري و هل كل أحاديثه صحيحة

صحيح البخاري

صحيح البخاري هو كتاب مختص  في جمع الأحاديث التي وردت عن الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – ، جمعه الإمام محمّد بن إسماعيل البخاري العالم المسلم ، و هو أوّل مصنف من المصنّفات التي تم جمعها و التي تجمع ما بين دفتيها الأحاديث النبوية الشريفة ، و قد بُوِّب هذا المصنف على حسب المواضيع الفقهية المختلفة .

من هو الإمام البخاري ؟

صحيح البخاري

هو الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري الجُعْفِيّ ولاءً ،
ولد سنة 194 هـ بخرتنك قرية قرب بخارى ، و توفى فيها سنة 256 هـ .

و البخاري هو حافظ الإسلام ، و إمام أئمة الأعلام ، توجه إلى طلب العلم منذ نعومة أظفاره ،
و بدت عليه علائم الذكاء و البراعة منذ حداثته ، فقد حفظ القرآن و هو صبي ثم استوفى بعد ذلك
حفظ حديث شيوخه البخاريين و نظر في الرأي و قرأ كتب ابن المبارك حين استكمل ست عشرة سنة
و رحل في طلب الحديث إلى جميع محدثي الأمصار ، و كتب بخراسان و العراق و الحجاز و الشام
و مصر و غيرها ، و سمع من العلماء و المحدثين و أكب عليه الناس و تزاحموا عليه و لم تنبت لحيته بعد .

و قد كان غزير العلم واسع الإطلاع خرج جامعه الصحيح من زهاء ستمائة ألف حديث كان يحفظها ،
و لشدّة تحريه لم يكن يضع فيه حديثـًا إلا بعد أن يصلي ركعتين و يستخير الله ،
و قد قصد فيه إلى جمع أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم الصحاح
المستفيضة المتصلة دون الأحاديث الضعيفة ، و لم يقتصر في جمعه على موضوعات معينة ،
بل جمع الأحاديث في جميع الأبواب ، و استنبط منها الفقه و السيرة ، و قد نال من الشهرة و القبول درجة لا يرام فوقها .

قال شيخه محمد بن بشار الحافظ : ” حفاظ الدنيا أربعة : أبو زرعة بالري ، و مسلم بن الحجاج بنيسابور ، و عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي بسمرقند ، و محمد بن إسماعيل البخاري ببخارى” ، و قال أيضاً : ” ما قدم علينا مثلالبخاري” ، و قال الإمام الترمذي : ” لم أر بالعراق ولا بخراسان في معنى العلل و التاريخ و معرفة الأسانيد كبير أحد أعلم من محمد بن إسماعيل ” .

ما هو عدد أحاديث صحيح البخاري ؟

بلغت أحاديث البخاري بالمكرر سوى المعلقات و المتابعات (7593) حديثـًا
حسب ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي لأحاديث البخاري ، و يرى الحافظ ابن حجر العسقلاني أن عدد أحاديث البخاري (7397) حديثـًا
و في البخاري أحاديث معلقة و جملتها (1341) ، و عدد أحاديث البخاري المتصلة من غيرالمكررات قرابة أربعة آلاف .

سبب تأليف صحيح البخاري :

قال البخاري : ” كنا عند إسحاق بن راهويه فقال : لو جمعتم كتاباً مختصراً لصحيح سنة النبي صلى الله عليه و سلم ، قال : فوقع ذلك في قلبي فأخذت في جمع الجامع الصحيح ” .

و هذا يدل على همة هذا الإمام حيث أخذت هذه الكلمة منه مأخذها ، و بعثته للعمل على
تأليف كتابه ، و سماه كما ذكر ابن الصلاح و النووي الجامع المسند الصحيح المختصر
من أمور رسول الله صلى الله عليه سلم وسننه وأيامه .

و لما أخرجه للناس و أخذ يحدث به ، طار في الآفاق أمره ، فهرع إليه الناس من كل فج
يتلقونه عنه حتى بلغ من أخذه نحو من مائة ألف ، و انتشرت نسخه في الأمصار ، و عكف الناس عليه حفظًا و دراسة و شرحًا و تلخيصًا ، و كان فرح أهل العلم به عظيمًا .

أبرز مؤلفاته :

صحيح البخاري

“صحيح البخاري ” ، و “التاريخ الكبير” ، و “التاريخ الصغير” ، و “خَلْق أفعال العباد” ، و “رفع اليدين في الصلاة” ، و “الضعفاء الصغير”، و “الكنى”

بعض من شروح صحيح البخاري :

لم يحظ كتاب بعد كتاب الله بعناية العلماء مثل ما حظي كتاب صحيح البخاري ، فقد اعتنى العلماء و المؤلفون به و أشهر هذه الشروح :

  • فتح الباري شرح صحيح البخاري :

للحافظ العلامة شيخ الإسلام أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المتوفى سنة (852 هـ) ،
و شرحه من أعظم شروح البخاري بل هو أمير تلك الشروح كلها فلا يدانيه شرح ولا هجرة بعد الفتح كما قال العلامة الشوكاني .

و قد استغرق تأليفه خمساً وعشرين عاماً إذ بدأ فيه سنة (817 هـ) و أكمله سنة (842 هـ)
قبل وفاته بعشر سنين ، وأولم وليمة كبرى لما أكمله أنفق فيها خمسمائة دينار ،
و لم يتخلف عنها من وجهاء المسلمين إلا اليسير ، و قد لقي هذا الشرح ما يستحق من الشهرة
و القبول حتى إنه كان يشترى بنحو ثلاثمائة دينار ، و انتشر في الآفاق حتى غطت شهرته سائر الشروح ،
و هو يقع في ثلاثة عشر مجلداً و مقدمة في مجلد ضخم مسماة بهدي الساري لمقدمة فتح الباري .

و قد جاء هذا الشرح مكملاً لأصله ، جمع مؤلفه فيه أقوال أكثر من سبقه ممن تعرض
لمسائل من العلم ذات صلة بصحيح البخاري ، وناقشها مناقشة العالم الحاذق الفذ ،
فبين رسوخ قدمه في العلم ، واطلاعاً واسعاً منه على كتب من سبقه ، حتى ليظن الناظر
في كتابه أنه نشر فيه كتبهم وأقوالهم ، فناقش وقارن ورجح ما صح عنده ،
كما امتاز هذا الشرح بجمع طرق الحديث التي تبين لها ترجيح أحد الاحتمالات شرحاً و إعراباً .

  • عمدة القاري في شرح البخاري :

للعلامة بدر الدين محمود بن أحمد العينى الحنفي المتوفى سنة (855 هـ) ، و هو
شرح كبير بسط الكلام فيه على الأنساب و اللغات و الإعراب و المعاني و البيان و استنباط الفوائد من الحديث و الأجوبة و الأسئلة.

  •  إرشاد الساري إلى شرح صحيح البخاري : 

و هو شرح شهاب الدين أحمد بن محمد الخطيب القسطلاني القاهري الشافعي المتوفى سنة (923 هـ)
و هو في الحقيقة تلخيص لشرحي ابن حجر و العيني ، و هو متداول مشهور.

  •  الكواكب الدرارى في شرح صحيح البخاري : 

و هو شرح شمس الدين محمد بن يوسف بن علي بن سعيد الكرماني المتوفى سنة (786 هـ)
و هو شرح مفيد جامع قد أكثر النقل عنه الحافظان ابن حجر و العيني ،
قال الحافظ ابن حجر : هو شرح مفيد على أوهام فيه في النقل ، لأنه لم يأخذه إلا من الصحف .

صحيح البخاري

  •  شرح ابن المنير :

للإمام ناصر الدين على بن محمد بن المنير الإسكندراني ، و هو شرح كبير في نحو عشر مجلدات .

  •  شرح ابن بطال على صحيح البخاري :

لأبي الحسن على بن خلف بن عبد الملك المشهور بابن بطال القرطبي المالكي المتوفى سنة (449 هـ) ، إلا أن غالبه في فقه الإمام مالك .

  •  التوشيح شرح الجامع الصحيح :

للإمام جلال الدين السيوطي المتوفى سنة (911 هـ) و كان من المكثرين في التأليف
و قد عنى عناية كبيرة بعلم الحديث دراية ورواية في مختلف مجالاته ، و شرحه هذا بمثابة
تعليق لطيف على صحيح البخاري ضبط فيه ألفاظ الحديث و فسّر الغريب ،
و بين اختلاف الروايات التي وردت فيه ، مع تسمية المبهم ، و إعراب المشكل إلى غير ذلك ، و قال عنه : أنه لم يفته من الشرح إلا الاستنباط .

  •  التلويح في شرح الجامع الصحيح :

 للحافظ علاء الدين مغلطاى بن قليج التركي المصري الحنفي المتوفى سنة (762 هـ) .

و هناك شروح كثيرة لصحيح البخاري غير هذه الشروح ، منها شروح لم تتم كشرح الحافظ ابن كثير ، و ابن رجب الحنبلي ، و النووي و غيرهم .

هل كل أحاديثه صحيحة :

صحيح الإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري هو أصح كتاب مأثور بعد كتاب الله تعالى ،
و ما زال العلماء و المحدثون و الحفاظ يشهدون له بالجلالة و المرتبة العالية
في التوثيق و الإتقان ، حتى نقل الحافظ أبو عمرو بن الصلاح في ”
صيانة صحيح مسلم ” (ص/86) بسنده إلى إمام الحرمين الجويني أنه قال :
” لو حلف إنسان بطلاق امرأته أن ما في كتابي البخاري و مسلم مما حكما بصحته
من قول النبي صلى الله عليه وسلم لما ألزمته الطلاق ، ولا حنثته ، لإجماع علماء المسلمين على صحتهما ” انتهى .

و البخاري هو الإمام الحافظ الكبير الذي شهد له جميع المحدثين بالحفظ و الإتقان .

مواضيع قد تعجبك