سعر الذهب.. ارتفاعات تاريخية استمرارها متوقع | المصري اليوم

سجلت أسعار الذهب العالمية، أعلى مستوى لها على الإطلاق، وسط تدفقات كبيرة للسوق الصينية، وتشير تقارير إلى أن سوق الذهب لم يعد محكومًا بالعوامل الاقتصادية، بل بأهواء المشترين والمستثمرين الصينيين، وذلك وسط عدة أزمات تمر بها البلاد، فضلًا عن أزمة في القطاع المصرفي الأمريكي، تتكشف شيئًا فشيئًا، تزيد من الإقبال على الذهب، تزامنًا مع تصاعد حدة الصراع في أوكرانيا وتهديد روسيا باستخدام السلاح النووي لأول مرة، ليدفع ذلك سعر الذهب المحلي للصعود لكن بوتيرة أبطأ.

أقرضت أخي ذهبًا منذ 23 سنة ويريد رده «فلوس»؟ أمين الفتوى يحسم الجدل (فيديو)

عيار 21 بالمصنعية الآن.. أسعار الذهب اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بعد آخر ارتفاع

عيار 21 يسجل زيادة جديدة الآن.. سعر الذهب اليوم الجمعة 17-5- 2024 بالتعاملات المسائية للصاغة

سجل سعر الذهب في أسواق الصاغة مساء اليوم الجمعة، ارتفاعًا بقيمة 15 جنيهًا ليسجل سعر الذهب عيار 21 قيمة 3150 جنيهًا، وذلك أعلى مستوى لسعر الذهب منذ تعاملات 22 أبريل الماضي، وفقأ للشعبة العامة للذهب والمجوهرات بالتحاد العام للغرف التجارية.

وسجل سعر الذهب عيار 24 قيمة 3600 جنيهًا، بينما سجل عيار 21 نحو 3150 جنهيًا، وعيار 18 بـ 2700 جنيهًا، و25.200 جنيهًا لسعر الجنيه الذهب، وذلك سعر الذهب دون مصنعية.

على الصعيد العالمي يسجل سعر الذهب في العقود الفورية ارتفاعًا نسبته 1.3 % إلى 2407.65 دولار للأوقية، وذلك أعلى مستوياته منذ 19 أبريل، بينما زادت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 1.2 % إلى 2412 دولار، خلال تداولات اليوم وفقًا لوكالة أنباء رويترز.

وارتفع سعر الذهب العالمي بنحو 17% منذ بداية العام، وبنحو 87.5% خلال 5 سنوات.

تزامن ارتفاع أسعار الذهب، والتي تتجه لتسجيل مكسب للأسبوعي الثاني على التوالي بفضل تجدد الآمال في خفض أسعار الفائدة الأمريكية، وفقًا لوكالة الأنباء، مع اختراق الفضة حاجز 30 دولارا لتسجل أعلى مستوى في 11 عاما.

وأضاف تقرير وكالة الأنباء أن المستثمرين يتوقعون أن التضخم تحت السيطرة، لتتزايد آمال خفض سعر الفائدة، ما يدفع الأصول للصعود، رغم ارتفاع سعر الدولار.

ويتوقع المتداولون بحسب التقرير، تخفيضات بمقدار ربع نقطة تقريبًا من بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا العام، وأن نوفمبر قد يكون نقطة البداية الأكثر ترجيحًا.

وبحسب منصة صحيفة نيويورك تايمز، فإن تدفق المستهلكون الصينيون على الذهب مع تعثر ثقتهم في الاستثمارات التقليدية مثل العقارات أو الأسهم، ولجوء البنك المركزي في البلاد بشكل مطرد إلى تعزيز احتياطياته من الذهب، وتقليص ممتلكاته من الديون الأمريكية، يدعمان ارتفاع سعر الذهب العالمي، في ظل شعور متزايد بأن سوق الذهب لم يعد محكومًا بالعوامل الاقتصادية، بل بأهواء المشترين والمستثمرين الصينيين.

وقال رئيس إحدى منصات معلومات المعادن الثمينة ومقرها في لندن، إن الصين تقود بلا شك ارتفاع سعر الذهب، بعد ارتفاع تدفق الذهب إلى الصين.

وارتفع استهلاك الذهب في البلاد بنسبة 6 % في الربع الأول مقارنة بالعام السابق، وفقا لجمعية الذهب الصينية، وجاء ذلك في أعقاب زيادة بنسبة 9 % خلال العام الماضي.

وبحسب تقرير نيويورك تايمز، أصبح الاستثمار في الذهب أكثر جاذبية مع تحول الاستثمارات التقليدية إلى باهتة، نتيجة لاستمرار أزمة قطاع العقارات في الصين، الذي يمثل الوجهة لمدخرات أغلب الأسر، كما أن ثقة المستثمرين في أسواق الأسهم في البلاد اهتزت، مع انهيار سلسلة من صناديق الاستثمار الكبيرة التي كانت تستهدف الأثرياء بعد رهانات فاشلة على العقارات.

ومع وجود القليل من البدائل الأفضل، تدفقت الأموال إلى الصناديق الصينية التي تتاجر في الذهب، ولجأ العديد من الشباب إلى جمعه بكميات صغيرة تناسب مدخراتهم.

قال جورج ميشيل، رئيس اللجنة النقابية المهنية للعاملين بتجارة وصناعة المصوغات والمجوهرات، «نقيب الجواهرجية»، إن أسعار الذهب تشهد ارتفاع عالميًا لزيادة الاقبال على الشراء بغرض التحوط، وكذلك مشتريات كثيفة من قبل الصين.

وأضاف «نقيب الجواهرجية» لـ «المصري اليوم»، أن الوقت الحالي يعد الأنسب للشراء لأن الذهب دون قيمته الفعلية، بينما نصح من اشترى بأسعار مرتفعة في وقت سابق بإعادة الشراء لعمل متوسط سعر مناسب، لافتًا أن الوقت الحالي لا يعد الأنسب لجني الأرباح بالنسبة لمن اشترى بأسعار أدنى من المستويات الحالية في وقت سابق.

من جانبه، قال طاهر المرسي، خبير سوق المال، إن هناك 3 أسباب لارتفاع سعر الذهب، عالميًا، والتي يتبعها السعر المحلي، منها قرب خفض الفائدة في الولايات المتحدة الامريكية، موضحًا أنه حتى التثبيت، يقلل قوة الدولار أمام الذهب، لتراجع العائد على الدولار.

وأضاف المرسي لـ «المصري اليوم»، أن تصاعد حدة صراع أوكرانيا، وتدفق تصريحات ساخنة من فرنسا، وتهديد روسيا باستخدام النووي لأول مرة جميعها أمور تدعم لجوء المستثمرين للملاذ الآمن.

ولفت إلى أن أزمة في القطاع المالي الأمريكي، تتكشف شيئًا فشيئًا، تزيد من لجوء المستثمرين لشراء الذهب، موضحًا أن نقص السيولة التي يتم ضخها للاستثمار في السندات الأمريكية، تنذر بأزمة في القطاع المصرفي الأمريكي غير مسبوقة، لأن الرهن العقاري في الباد يعد في مستويات تزيد بأضعاف المستوى التي كانت عليه في 2008، لافتًا إلى أن الأسواق الأمريكية ترتفع رغم تواضع أداء الاقتصاد، لزيادة ضخ السيولة من قبل الفيدرالي.

وتابع أن إعلان إفلاس بنك فيرست ريبابليك، الأمريكي، ينذر بعدم انتهاء أزمة المصارف هناك، وأن هناك نحو 200 بنك أمريكي يعاني من أزمة تشبه أزمة بنك فيرست ريبابليك، ورغم أنها لا تعد بنوك كبرى، إلا أنها متعلقة بقطاعات حساسة في الصناعة والإنتاج، ما انعكس على تراجع الناتج المحلي الأمريكي، وصدور قراءة سلبية لأسعار المنتجين وأداء الصناعة، نظرًا لأن البنوك التي تمول قطاعات الصناعة تمر بتحديات.