بمناسبة إعادة افتتاحه.. تعرف على جهود محافظة القاهرة في تطوير مسجد السيدة زينب

فى إطار توجيهات القيادة السياسية بتطوير واجهة مصر الحضارية التاريخية و الإسلامية وعودتها لسابق عهدها منارة تشع بحضارتها في شتى البقاع، 

بذلت المنطقة الجنوبية لمحافظة القاهرة، جهوداً غير مسبوقة لتطوير ورفع كفاءة محيط مسجد السيدة زينب رضى الله عنها، حيث قام الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الأحد، بافتتاح مسجد السيدة زينب عقب الانتهاء من أعمال التطوير، وذلك بحضور عدد من الشخصيات العامة والسياسية أيضاً.

أكدت المهندسة جيهان عبد المنعم نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية على العمل الدءوب والجهود المتواصلة التي لم تتدخره المنطقة الجنوبية في تطوير مسجد السيدة زينب، حيث شهدت المنطقة سباق مع الزمن وتحدى لكافة الصعوبات للانتهاء من تطوير مسجد السيدة زينب في وقت قياسي وبكفاءة عالية. 

تطوير محيط ميدان السيدة زينب 

نظرا لعظمة الموقع ومكانة صاحبة المقام السيدة زينب الملقبة بأم اليتامى والعواجز وأم هاشم ورئيسة الديوان ومكانتها العالية في قلوب المصريين و المسلمين و المهتمين بالثقافة الاسلامية في شتى بقاع الأرض، أكدت نائب محافظ القاهرة على أن المنطقة الجنوبية وأجهزتها التنفيذية لم تدخر جهدًا في مشروع تطوير مسار مزارات آل البيت، وعلى رأسها تطوير محيط ميدان السيدة زينب بنطاق حي السيدة من خلال العمل على محاكاة عصر القاهرة الإسلامية بكافة تفاصيلها واستحضار الصورة الذهنية لجميع عناصرها، تماشياً مع الطابع التاريخي الأثري لهذا المكان وحفاظا على الهوية البصرية للمشروع باعتباره نقلة حضارية ينتظرها مرتادى الأولياء ومحبي آل البيت.

كما تضمنت أعمال التطوير متابعة شاملة لكافة تفاصيل المشروع ومنها ترميم أسلفت وتخطيط ميدان السيدة زينب و شارع بورسعيد والسد والشوارع المحيطة ورفع كفاءة الإنارة وترميم الانترلوك والأرصفة ودهان البلدورات وطلاء واجهات المنازل السكنية بألوان موحدة ورفع كفاءتها، بشكل يتناسب مع روح وعبق العصر.

وتم تطوير ودهان الأسوار بنطاق الشارع ورفع كفاءة وتشجير الميادين والجزر الوسطى ومنها تطوير حديقة ميدان السيدة زينب وأمام مدرسة الخديوية وحديقة قنديل أم هاشم، مع وضع الفازات الديكورية لتكتمل الحديقة وتصبح متنفسا لقاطنى المنطقة ورواد مزارات آل البيت.

وأضافت المهندسة جيهان عبد المنعم أن خروج الأعمال للنور جاءت من خلال العمل المتواصل و الجولات التفقدية والميدانية والتنسيق المستمر مع الأجهزة المعنية والتنفيذية وفرق العمل ومهندسي متابعة المشروعات القومية والدعم الفني والأجهزة المعنية والتنفيذية بالمنطقة الجنوبية لإنجاز هذا التطوير في إطار متكامل للحفاظ على تصاميم وجمال وروعة العمارة الاسلامية الممتدة ، قناعة بمدى أهمية إحياء المناطق التاريخية والأثرية بمحافظة القاهرة وإبراز قيمتها لما لها تأثير إيجابي على جذب السياحة الداخلية والخارجية . 

ولخلق متنفس صحي وبيئة نظيفة ومظهر جمالي يليق بالقيمة الحضارية والتاريخية للحي العريق تم إنشاء حديقة قنديل أم هاشم بشارع بورسعيد والتي تقع على مساحة ٤ آلاف م٢ ،  وتضم ٨ برجولات و٣٠ مقعد خشبي ودورات مياه رجال وسيدات لخدمة رواد الحديقة ، وقد تم رفع كفاءة المزروعات واللاند سكيب وزيادة الإضاءة التي تم تصميمها على الطراز الإسلامي بعدد ٤٨ عمود كما تم رفع كفاءة الحديقة الواقعة أمام مسجد السيدة زينب ودهان العقارات المحيطة بالميدان بلون موحد.

تزخر مدينة القاهرة بالعديد من المقامات الشريفة، التي يتوقف عندها التاريخ ليروي نفسه للأجيال من أهم هذه المقامات، مسجد السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب، بأحد أعرق الأحياء الشعبية بالقاهرة، الذي يحمل اسم هذه السيدة الطاهرة.

ولدت السيدة زينب حفيدة الرسول صلى الله عليه وسلم، في السنة السادسة للهجرة هي ابنة سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وسيدتنا فاطمة الزهراء، ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها وهي أخت الحسن والحسين وأم كلثوم، تزوجت من عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وأنجبت ستة أولاد وإبنة واحدة.

ترعرعت السيدة زينب في بيئة دينية وعلمية، فقد قابلت جدها رسول الله عليه الصلاة والسلام، وعاصرت خلافة كل من أبي بكر وعمر بن الخطاب، وعثمان، ووالدها علي، رضي الله عنهم جميعاً.

 استقرت سيدتنا زينب في أرض مصر وهبها وإلى مصر أنذاك قصره كله للإقامة فيه، لكنها اكتفت بغرفة واحدة في القصر، أقامت هذه السيدة الشريفة في هذه الغرفة وجعلتها مكانا لتعبدها وزهدها، وتحولت هذه الغرفة فقط بعد وفاتها إلى مقامها الآن، فتسمى هذه الغرفة مقام السيدة زينب.

 وأوصت السيدة زينب قبل وفاتها بأن يتحول باقي القصر إلى مسجد، فكان لها ذلك، وتحول قصر الوالي إلى مسجد السيدة زينب رضي الله عنها.