المحتوى الرئيسى

الأخبار المسائى بداخل إحدى ورش التحف الخشبية والنحاسية التراثية 

05/09 11:31

       
 

نجح  المجلس القومى للمرأة فى تسجيل حرفة التلى بعلامة تجارية مصرية بالمنظمة العالمية لحماية حقوق الملكية الفكرية ، ولأن مصر يوجد بها العديد من الحرف التراثية مثل صناعة التحف الخشبية والنحاسية والحلى والأرابيسك ، لذا تواجد موقع الأخبار المسائى وسط الحرفيين وصناع هذه التحف التراثية 

و تذكر موسوعة الحرف التقليدية بالقاهرة أن   الدولة  قامت فى عام ٢٠٠١ بوضع حجر الأساس لمدينة الحرفيين  بمنطقة الفسطاط بحى مصر القديمة وبعدها بدأت مبادرة صنايعية مصر برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى  بمركز الحرف بالفسطاط  ، وبدأت العمل منذ ثلاثة أعوام 

وقامت جمعية أصالة لرعاية الفنون التراثية بدراسة أوضاع أربعة حرف يدوية هى " الخرط اليدوى ، التطعيم فى الخشب ، الخيامية والمصاغ الشعبى " فلقد تعرض بعض من هذه الحرف للاندثار لعدم الإقبال على التدريب والإنتاج فيها لارتفاع أسعار الخامات وضعف العائد منها على الحرفيين مثل الخيامية والمصاغ الشعبى

بداخل ورش المشغولات الخشبية والعرائس :

 وبداخل إحدى ورش المشغولات الخشبية والمنسوجات التابعة لوزارة الثقافة رصد موقع الأخبار المسائى الكثير من المشغولات الخشبية والنحاسية الأصلية الصنع ، وسجل مراحل صناعة هذه المشغولات ، كما التقت الأخبار المسائى بحرفيين هذه المهنة المهرة 

يقول طارق أبواليزيد صاحب ورشة لإنتاج التحف الخشبية والنحاسية : أن أعمالهم تضم" المشغولات وتحف النجارة العربية والنجارة الدقيقة ، تحف الخشب الأويما ،، الدق على الخشب ونحته وتشكيله ،الخرط العربى ، الخط العربى والذى يتم تجميع الأخشاب فيه مع بعضها لعمل شكل هندسى ، والأرابيسك المطعم بالصدفة ،الأرابيسك المطعم بالنحاس ، منتجات التراث القديم مثل التحف الخشبية الإسلامية المصنوعة من خشب الأركيت ، بالإضافة لتحف دالزجاج المعشق بالجبس ،   النحاسية المطعمة وأركيت النحاس ،الشفتشى ، النقش على النحاس والرومباسيه وكلها تحف ومشغولات عربية أصيلة 

وأوضح طارق : أنهم ينتجون تحف تصنف على أنها تابعة لصناعة الخشب وتشمل منتجاتهم تحف النجارة العربية والخرط العربى والأركيت والأويما والصدف والحفر على الأرابيسك و أيضا المشغولات الهندسية المطعمة بالنحاس والصدف والخشب بعد تفريغ الأركيت ، كما يتم تصميم" البارافانات "و هى من التحف الخشبية التى كانت توضع بقصور السلاطين ، ويتم تصميم هذه البارافانات بالتعاون مع طلاب الفنون التطبيقية مع إضافة الزجاج لمشغولات الخشب القشرة ، كما يتم عمل ماكيت لمنضدة صغيرة بأشكال هندسية إسلامية من خشب القشرة ، ويوجد نوع آخر من المشغولات الخشبية والذى يتم تطعيمه بالصدف الملون ، هذا بالإضافة لأعمال النجارة والخشب العربى والأرابيسك ، ويتم تجميع مكوناته والخامات التى يتم تطعيمه بها ليتم تركيبها يدويا لذا فكل المشغولات اليدوية أصلية 

ويتابع طارق أبو اليزيد قائلا : أن القطع الخشبية يتم تشكيلها كمشربية أو كقاعدة منضدة نحاس يوضع عليها " السبرتاية " ، كما يتم عمل براويز خشبية مطعمة بالصدف ، كما يتم تشكيل الرف المصنوع من الخشب الأركيت على شكل حمامة ، والزهريات الخشبية ، كما يتم عمل المشغولات النحاسية التى يتم وضعها على الأرفف ، أما علب حفظ المصاحف والمجوهرات فالعلب الأصلية هى التى يتم تصنيعها من الخشب المطعم بالصدف وليس البلاستيك الملون !! أما المطعمة بالبلاستيك الملون فتلك هى العلب المقلدة و المضروبة وللأسف يتم بيعها بالأسواق 

ويشرح طارق عملية تطعيم العلب بأنه يقوم بتقطيع الصدف والمحار لقطع صغيرة جدا لأشكال هندسية مسدسة وتركيبها على العلبة يدويا  ، وكذلك يتم تطعيم الأطباق المعلقة بالصدف

ويتابع طارق أبواليزيد صاحب ورشة التحف الخشبية والنحاسية : أن من ضمن التحف الخشبية  التى قام بتصنيعها برواز خشب بثلاثة أحجام صغير ومتوسط وكبير ومطعم بالصدف ، وطاولة و شطرنج خشب مطعم بالصدف ، بالإضافة لاطقم الفضية المطعم خشبها بالصدف الملون وهذه الأطقم والصوانى الفضية جزء أساسى بجهاز العرائس 

أما مشغولات الشفتشى فيحكى لنا قصتها صاحب ورشة التحف الخشبية والنحاسية قائلا : أن الشفتشى تعنى الشفاف ، وهى مشغولات يدوية نحاسية تكشف ما وراءها وهى عبارة عن قطع من النحاس يتم تقطيعها لأجزاء صغيرة ثم تجميعها مع بعضها من النحاس الأصفر والأحمر لعمل أقراط بدلاية أو أحزمة أو براويز ، وكان يتم استخدام معدن النحاس  قديما تحديدا لسحب الطاقة السلبية من الجسم 

والمشغولات النحاسية تضم أشكالا كثيرة منها النقش على النحاس ،الأركيت على النحاس ، الشفتشى والروباسيه وهى تعنى الطرق على النحاس ، "التكفيت" وهى تعنى تطعيم النحاس الأصفر بالفضة أو بالنحاس الأحمر 

أما المصاغ الشعبى فذكر طارق أبو اليزيد : أنه  عبارة عن الحلى الجاهزة  فى تصميمها و هو يقوم بتجميعها ويضع عليها مشغولات معمولة أو صب

وكشف طارق لموقع الأخبار المسائى : أن هناك فرق كبير جدا بين الشغل الأصلى والمقلد ، فالمشغولات الخشبية الأصلية  و شغل الأويما على الخشب يتم عمل تصميمات ورسومات كلها مصممة بخط اليد ولا يتم استخدام الكومبيوتر أو الليزر بهذه التصميمات ليشعر المشترى لهذه التحف بروح الفن فيه ، ثم تنفيذها  يدويا فى كل تفاصيلها بداية من وضع الماكيت على الخشب ثم تفريغ لوح الخشب ثم حفر الحرف على قطعة الخشب ثم جردها ومعالجتها باليد لتصنيع كلمة " الله " على سيف خشبى أو الكتابة بالخط الكوفي على الخشب أو تصميم منضدة خشبية على شكل حمامة وجناحيها هما رفى المنضدة ، وكل هذه التحف الفنية يقوم بصناعتها بيده  بحب وإتقان لذا تصبح تحفة فنية 

وأكد طارق : أن البلاط القيشانى يتم الكتابة عليه أيضا بالخط العربى ، كما يتم تصميم أشكال على خام الجبس

و أشار طارق  أبو اليزيد : أن مبادرات" صنايعية مصر " و"حرفة جميلة "  تهدف لحماية هذه الحرف التراثية من الاندثار حيث يتم فيها تدريب الطلاب والسيدات والحرفيين ، فهناك سيدات من الطبقات الراقية تتعلم تلك الحرف ، حيث يتم تدريب كل هذه الفئات بالمجتمع على تقطيع الصدف ، الرسم على الصدف ، التطريز والخيامية ،..الخ لحماية هذه الحرف من الانقراض والاندثار وهذه الدورات تتم عن طريق وزارة الثقافة وجمعيات حماية التراث التابعة لها خاصة وأن الأجيال الجديدة لمستها الفنية أقل بكثير من الأجيال السابقة ، والسبب فى ذلك استخدام الحاسب الآلى وبرامجه مثل الأوتوكاد فهذه البرامج لا تعطى حرفية ولا روح الفن الأصيلة لأن هذه البرامج تصمم الرسم الهندسى والحرفى  يطبع الرسم الهندسى ويقوم بلصقه ولكن الشغل الأصلى ، هو أن يرسم الحرفى التصميم يدويا على قطعة الخشب ، كما أن الشغل اليدوى يحمل بصمة الصانع لذا فهو أجمل من الشغل الآلى 

وكشف طارق : أن الحرف التراثية تواجه أزمة كبرى هى التوقف لعدم توفر المواد الخام التى يتم بها تصنيع هذه التحف ،كما أن أسعار هذه المواد الخام ارتفعت بصورة كبيرة جدا فسعر متر الخشب الآن ب٣٥ألف جنيه بعد ما كان سعره ٨٠٠جنيه، وإذا زاد يصل لألف جنيه بالموسكى ، لوح خشب الكونتر كان سعر٧٥جنيه الآن سعره ١٧٠٠جنيه ، ولذا ارتفعت أسعار هذه المنتجات التراثية فألواح المطبخ كان الرف ب٢٤٠جنيه ولكن الآن الرف سعر المتر به ٧آلاف جنيه لذا ثلاثة ألواح أو أرفف بالمطبخ يكلفون المواطن ٢١ألف جنيه !!! لذا مع هذا الغلاء بأسعار الخشب لم يعد هناك فرصة لتوريث هذه المهنة والحرفة 

كما تضاعف سعر الخشب لعشرة أضعاف فبعد أن كان سعر كيلو الخشب لعمل طاولة ٧٠جنيه أصبح سعره الآن ١٧٠٠جنيه وأحيانا يصل سعره ل٢٢٠٠جنيه ،، كما كان سعر كيلو الخشب لعمل سيف خشبى كان يتراوح من ٣ل٧جنيه أما اليوم فسعر الكيلو ب٧٠جنيه ، كما أن تكلفة تخريم قطعة الخشب بالأركيت كان الخرم الواحد ب٥جنيه ، لذا كان سعر تكلفة السيف الخشبى ٣٢٠جنيه بعد دفع أتعاب الأسترجى

ورغم ذلك إلا أن سعر بيعه ب٧٥جنيه وإذا طلب الزبون سيفين فإنه يحصل عليهما ب١٣٠جنيه أى أن سعر السيف الواحد ب٦٥جنيه وتكلفته ٣٢٠جنيه !!! ولذا لن يقدر الحرفى على تصنيع سيف خشبى جديد بسبب ارتفاع أسعار مواد خام إنتاجه عشرة أضعاف . 

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل