ما هي النجاحات التي حققها علم الصواريخ في كوريا الشمالية؟
بيونغ يانغ – (رياليست عربي): تحرز الصواريخ في كوريا الشمالية تقدمًا لا يصدق – تطورات تفوق سرعتها سرعة الصوت، وصواريخ عابرة للقارات مع منصات إطلاق متحركة، وأقوى أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة في العالم وغيرها من المنتجات الفريدة.
وتطالب كوريا الشمالية اليوم بمكانة بين القوى الصاروخية النووية الأخرى، الثلاثة الأولى بالنسبة لكوريا الديمقراطية لا يمكن تحقيقها من الناحية الكمية: فهي محتلة من قبل روسيا والولايات المتحدة والصين، والتي تمتلك جميع مكونات الثالوث النووي – الصواريخ الباليستية العابرة للقارات الأرضية، وغواصات الصواريخ النووية والقاذفات الاستراتيجية.
أما المركزان الرابع والخامس فقد احتلتهما مؤخراً بريطانيا العظمى وفرنسا، اللتان خفضتا طموحاتهما النووية وترسانتهما النووية بعد الحرب الباردة، حيث تمتلك المملكة المتحدة اليوم مكوناً نووياً واحداً فقط – الغواصات النووية المزودة بصواريخ ترايدنت 2، بينما تمتلك فرنسا غواصتين نوويتين وصواريخ جو-أرض، ثم هناك الهند وباكستان، اللتان تعملان على تطوير تقنياتهما الصاروخية والنووية، ولكن على مستوى كمي أصغر بشكل واضح.
وهذه المجموعة من البلدان التي تمتلك رؤوساً حربية نووية وأنظمة إطلاق صواريخ تضم لاعباً جديداً ديناميكياً للغاية: جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، بالتالي، إن السباق النووي مسعى مكلف للغاية حتى بالنسبة لأكبر الاقتصادات في العالم، ولهذا السبب ركز الكوريون الشماليون على تكنولوجيا الصواريخ الأرضية، ويفسر ذلك حقيقة أن البلاد لا تستطيع بناء غواصات نووية، وأن إمكانيات استخدام الغواصات والسفن التي تعمل بالديزل والكهرباء لشن هجمات صاروخية نووية محدودة للغاية، فليس لدى كوريا الديمقراطية طيران بعيد المدى على الإطلاق.
بالتالي، إن التركيز على أنظمة الصواريخ الأرضية جعل البلاد على قدم المساواة من حيث النوعية مع القوى الصاروخية الرائدة في العالم – فقد أنشأت جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية نماذج من تكنولوجيا الصواريخ ليست أدنى بأي حال من الأحوال، بل وربما تتفوق في بعض النواحي على إنجازات البلدان الأخرى، حتى الثلاثة الأوائل.
واليوم يمكن القول، إن كوريا الشمالية، كما حدث في روسيا والصين، قد صنعت، وربما اعتمدت، صواريخ باليستية استراتيجية عابرة للقارات مزودة بقاذفات متحركة. تم اختبار “جوتشي-يارسي” بنجاح ثلاث مرات في العام الماضي، وفي 18 ديسمبر 2023، تم تنفيذ الاختبار التالي للصاروخ الباليستي العابر للقارات الذي يعمل بالوقود الصلب “هواسونغبو-18″، والذي أظهر أعلى مستوى من إنجازات التكنولوجيا الكورية الشمالية، كما تم إطلاق صاروخ باليستي يعمل بالوقود الصلب بمقاييس قريبة من صواريخ يارس الروسية من منصة إطلاق متنقلة، حيث يمكن أن يصل مدى الطيران المقدر إلى 10 آلاف كيلومتر مع احتمال إيصال رأس حربي متعدد إلى الهدف بعدة رؤوس حربية من فئات الطاقة المتوسطة والخفيفة أو برأس حربي من فئة ميغا طن واحد.
كما من الممكن الاستنتاج من التقارير التلفزيونية المصورة الاستنتاج أن نشر مجموعة كاملة من الأنظمة المماثلة في كوريا الديمقراطية، يجعل من الممكن شن ضربة نووية في أي مكان في العالم تقريباً، وبطبيعة الحال، لا تخفي جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية حقيقة أن عدوها الأول هو الإمبريالية الأمريكية.
ومن النجاح المذهل الآخر الذي حققته جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية هو اختبار إطلاق صاروخ متنقل يعمل بالوقود الصلب مع مركبة انزلاقية تفوق سرعتها سرعة الصوت، Hwasongpo-16NA، تم تنفيذها لأول مرة في 2 أبريل 2024، وأشرف كيم جونغ أون شخصيا على الإطلاق، وتم تنفيذه على مدى محدود يبلغ ألف كيلومتر، أثناء الرحلة، قامت وحدة الإنزلاق التي يتم التحكم فيها بإجراء مناورات الارتفاع والاتجاه على ارتفاعات تتراوح بين 70 إلى 100 كم. يشير استخدام قاذفة متنقلة وحاملة بمحركات تعمل بالوقود الصلب إلى مستوى عالٍ من تكنولوجيا الصواريخ وإنشاء نظام أسلحة بقدرات تشغيلية جيدة.
لكم من الصعب للغاية اعتراض مثل هذه الصواريخ حتى مع أنظمة الدفاع الجوي والدفاع الصاروخي الحديثة المتقدمة، والمدى المحتمل للنظام الذي يصل إلى 5 آلاف كيلومتر يسمح له بضرب أي هدف تقريبًا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ – من ألاسكا إلى القاعدة الأمريكية في جزيرة غوام والفلبين واليابان ومناطق أخرى، حيث أن خصوصية الوضع هي أن روسيا والصين فقط هما القادرتان اليوم على إثبات امتلاك مثل هذه التقنيات.
أيضاً هناك نظام صاروخي فريد آخر هو نظام الصواريخ المتعددة الإطلاق KN-25 المزود بذخيرة عيار 600 ملم، في 23 أبريل 2024، شاركت بطارية من هذه الصواريخ في أول تمرين تكتيكي شامل لإطلاق محاكاة لضربة نووية مضادة. ولأول مرة يتم الإعلان رسميا عن أن صواريخ من هذا النوع يمكنها حمل رؤوس نووية، وبالنظر إلى مدى يصل إلى 400 كيلومتر، فإن هذا يعني إمكانية ضرب أهداف في جنوب شبه الجزيرة الكورية بالكامل تقريباً، فقد تم تجهيز ذخيرة KN-25 بنظام تصحيح الطيران الذي يمكنه تحسين دقة الضربات بشكل كبير.
ففي إحدى عمليات الإطلاق التجريبية، تم التدرب على تفجير صاروخ في الهواء فوق الهدف – ويمكن استخدام ذلك عند استخدام الرؤوس الحربية العنقودية، وكذلك عند استخدام شحنة نووية، مما يؤدي تفجيرها إلى إحداث أقصى قدر من الدمار الجوي هزة أرضية.
بالإضافة إلى ذلك، إن مجمع إسكندر بو الكوري الشمالي، وهو مجمع يحمل التسمية الغربية KN-23 والاسم الكوري الشمالي Hwasongpo-11، وتتشابه الصواريخ من هذا النوع في المظهر مع الصاروخ الروسي 9M723 من مجمع Iskander-M، تم عرضها لأول مرة في عام 2019، وتم نشرها اليوم في تعديلات وتصميمات مختلفة: مع قاذفة أرضية متنقلة، هناك نسخة للسكك الحديدية من المجمع، وتم اختبار الصواريخ عن طريق الإطلاق من منصة بحرية ومن المحتمل أن يتم وضعها على غواصة كورية شمالية تجريبية، يصل مداها إلى 600 كيلومتر. ويمكن أيضًا أن تكون مجهزة برؤوس حربية نووية صغيرة الحجم ويمكنها ضرب أي أهداف في جميع أنحاء شبه الجزيرة الكورية.
ويمكن تفرد هذا النظام في سهولة التشغيل والتوحيد النسبية: تستخدم المجمعات ذات الأنواع والأغراض المختلفة نفس الصاروخ، هذا حل فعال من حيث التكلفة للغاية.
بالتالي، إن ما ورد أعلاه هو أمثلة على عدد قليل من المجمعات الكورية الشمالية التي تستخدم الصواريخ الباليستية، لكن البلاد تعمل بنجاح على إنشاء عائلة كاملة من صواريخ كروز البرية والبحرية، ويجري أيضاً تطوير صواريخ متوسطة المدى يمكن إطلاقها من الغواصات، وهذا يعني أن كوريا الديمقراطية دخلت اليوم بثقة بين أفضل خمسة قادة عالميين في مجال تكنولوجيا الصواريخ، وبالتالي ضمنت سيادتها المضمونة.
واشنطن – (رياليست عربي): تعتزم الولايات المتحدة قيادة مجموعة مهمتها تزويد أوكرانيا بمبلغ 50 مليار دولار من أرباح الأصول الروسية...
لندن – (رياليست عربي): وضع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خطة لإنهاء سلمي للصراع في أوكرانيا، لكنه لن يكشف عنها...
القدس – (رياليست عربي): وافقت حركة حماس الفلسطينية على تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة...
واشنطن – (رياليست عربي): في استطلاع حديث للرأي، وصف 43% من الأمريكيين الصين بأنها عدو، مقارنة بـ 24% في عام...
واشنطن – (رياليست عربي): في استطلاع حديث للرأي، وصف 43% من الأمريكيين الصين بأنها عدو، مقارنة بـ 24% في عام...
بيونغ يانغ – (رياليست عربي): تحرز الصواريخ في كوريا الشمالية تقدمًا لا يصدق - تطورات تفوق سرعتها سرعة الصوت، وصواريخ...
موسكو – (رياليست عربي): مقارنة بين أولمبياد باريس و سوتشي: عبر التاريخ، شهدت الألعاب الأولمبية تحولات جذرية، ليس فقط على...
براغ – (رياليست عربي): صرح وزير الخارجية التشيكي جان ليبافسكي لإزفستيا بأن جمهورية التشيك لا ترحب باللاجئين الأوكرانيين على أراضيها...
كل الحقوق محفوظة و محمية بالقانون
Comments