المحتوى الرئيسى

محمود الجارحي يكتب: حكاية حبيبة الشماع من الألف إلى الياء

03/28 12:13

الغموض.. الغموض.. كان العنوان الرئيسي في واقعة وفاة حبيبة الشماع، أو فتاة الشروق كما هو معروف لدى الجميع، عندما كانا نقرأ أو نسمع عن تلك الواقعة.. يخطر في بالنا جملة واحدة.. إيه اللي حصل؟ وإيه اللي يخلي البنت «تنط» من العربية وهي ماشية بسرعة 100 كم؟ ماذا حدث خلال الـ10 دقائق المدة التي استغرقتها حبيبة منذ أن استقلت سيارة أوبر من أمام منزلها بمدينتي وصولًا إلى مدخل مدينة الشروق وانتهت بقفزها؟.. هل كان هناك شاهد؟.. ماذا عن الحالة الصحية للفتاة؟.. وماذا عن سائق السيارة وليه هرب؟.. أسئلة كثيرة خطرت في بال المواطنين او متابعين تلك الواقعة.. كل هذه الأسئلة اجابت عنها تحريات وتحقيقات النيابة العامة التي استغرقت قرابة 31 يومًا وفندت النيابة التفاصيل بالكامل واجابت عن تلك الأسئلة بالكامل وجاءت كالتالي:

يوم الأربعاء الموافق 21 فبراير.. حجزت حبيبة الشماع.. سيارة من تطبيق النقل الذكي أوبر.. حبيبة مهندس ديكور 24 سنة، تقيم في مدينتي، شرق محافظة القاهرة، كانت الرحلة من مدينتي متجهة إلى منطقة التجمع، وصل سائق الرحلة في غضون الساعة السادسة و50 دقيقة مساءا.. البيانات التي ظاهرت لحبيبة أن قائد الرحلة يدعى محمود ورقم السيارة «ف ص 6411».. استقلت حبيبة السيارة، وبعد مرور 11 دقيقة وبالتحديد كان السائق خرجت من بوابات مدينتي، وكان يسير على طريق السويس وبالتحديد من مدخل مدينة الشروق، وقفزت حبيبة، حبيبة قفزت من السيارة سقطت الأرض، كانت تصرخ كانت تتألم، كانت الدماء تسيل من رأسها، وتصرخ بصوت ضعيف من شدة الألم، في ذلك الوقت شاهدها شاب، توقف وأسرع إليها، حبيبة أخبرته بجملة واحدة «أوبر كان عايز يخطفني.. وأنا نطيت من العربية».. بعدها دخلت في غيبوبة كاملة لمدة 21 يومًا، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.

قبل 10 أيام.. نُقلت حبيبة الى المستشفى تحت الرعاية، وبسرعة انتقل فريق من مباحث القاهرة، والنيابة العامة الى مكان الواقعة والمستشفى للوقوف على ملابسات الواقعة.. وبدأت النيابة بمناقشة الشاهد وتبين أنه يدعى «عمرو بلال» 33 سنة أخصائي تربية خاصة، ومقيم عمارة 46 شقة 1 الإسكان الاجتماعي - مدينة الشروق - وبدأ المحقق في مناقشته عن تفاصيل الواقعة.

وأجاب قائلًا إنَّه حال استقلاله لإحدى السيارات بجوار قائدها بطريق السويس -بدائرة القسم- متجهاً إلى منطقة مدينة نصر.. وقبيل محطة تحصيل الرسوم بحوالي 100 متر أبصر المجني عليها وقد قفزت من إحدى السيارات.. فأمر قائد السيارة التي يستقلها بالتوقف وأسرع لنجدتها فألقاها مصابة بإصابات جسيمة، وبسؤالها عن تفصيلات ما حدث تلفظت بعبارة «أوبر كان بيخطفني.. وأنا نطيت من العربية» وأُصيبت بالإغماء ونقلها بمساعدة بعض المارة إلى المستشفى.. وأبلغ اسرتها.. كانت تلك آخر كلمات حبيبة الشماع قبل دخولها في غيبوبة.

استكملت النيابة التحقيقات، وبدأت في مناقشة أسرة حبيبة، وتبين أنّها كانت تتحدث مع والدتها منذ استقلالها السيارة، وقبل قفزها بلحظات، وتمّ استدعاء والدتها لمناقشتها حول تفاصيل المكالمة الأخيرة بينها وبين حبيبة.

وجاءت كالتالي: أنا دينا إسماعيل، اللي حصل إن بنتي، المجني عليها، استقلت سيارة تحمل لوحات معدنية رقم «ف ص 6411» من خلال تطبيق النقل الذكي أوبر، قيادة المتهم لتوصيلها إلى منطقة التجمع... وفور استقلال السيارة، كانت مع ابنتها على التليفون وقد تلاحظ لها آنذاك ارتفاع صوت مشغل الموسيقى بالسيارة، فطلبت المجني عليها من المتهم خفض الصوت إلا أنَّه لم يستجب.. وأفصحت لها عن ارتيابها في أمره إلا أنّها ستكمل الرحلة رفقته على أن تبلغها فور وصولها.. ثم تلقت نبأ الحادث من إحدى صديقات المجني عليها.. وأفادت بتحصلّها على بيانات السيارة من خلال الاطلاع على حساب نجلتها بتطبيق أوبر وقدمت صور منقطة من التطبيق تشمل بيانات رحلة والسيارة واسم قائدها.

هل سبق للمتهم ارتكاب وقائع أو مخالفات من قبل أثناء عمله؟

خاطبت النيابة العامة شركة أوبر التي يعمل فيها المتهم، وطلبت منها تقريرًا مفصلًا عن فترة عمل السائق المشتبه فيه، وهل سبق له ارتكاب وقائع تحرش أو مضايقات للعملاء؟ حضر الممثل القانوني لشركة «أوبر تكنولوجيز إيجبت» عثمان إبراهيم عثمان موافي إلى مقر النيابة، وأجرى المحقق استجوابًا له، إذ أكّد في التحقيقات أنَّ المتهم عميل للشركة (سائق) وقد تلقت الشركة العديد من الشكاوى ضده، وتمّ غلق حسابه على تطبيق الشركة أكثر من مرة نتاج ذلك، وقدم سجل للشكاوى المقيدة ضده عبر تطبيق «أوبر» وهي شكاوى عدة تنم في مجملها عن سوء سلوكه وحدة أسلوبه مع رواد التطبيق، كما تبين وجود شكوى مسجلة من إحدى العميلات تشير إلى إتيانه أفعال تنطوي على التحرش بها جسديًا حال استقلالها السيارة برفقته.. وثبت من إطلاع النيابة العامة على الشكوى - المار بيانها - أنّها مرسلة من إحدى العميلات ومفادها شكواها لشركة أوبر من المتهم لقيامه أثناء الرحلة بملامسة يدها ومحاولة التقرب منها.

أهم أخبار الوسيط

Comments

عاجل