المحتوى الرئيسى

آل كابوني أسطورة المافيا.. عدو الشعب ونصير الفقراء | 1 | قل ودل 1

11/26 17:00

مرحبا، تسجيل الدخول إلى حسابك.

استعادة كلمة المرور الخاصة بك.

كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.

قل ودل - حيث كل محتوى قيم

كان اسمه كفيلا بأن يبث الرعب في قلوب الكثيرين في عشرينيات القرن الماضي، إلا أنه ظل خالدا رغم وفاته منذ أكثر من نصف قرن، ولم لا وهو أحد أشهر رجال العصابات في تاريخ الولايات المتحدة، الذي ألقي القبض عليه لأسباب لم تكن متوقعة، إنه زعيم المافيا صاحب الأصول الإيطالية، والملقب بسكارفيس أو الوجه ذي الندبة، آل كابوني.

ولد آل كابوني في الـ17 من يناير لعام 1899، في بلدة بروكلين الأمريكية، لأب وأم مهاجرين من مدينة أنغري الإيطالية، حيث نشأ وسط 8 أشقاء، عانوا جميعا من الفقر الشديد كما هو حال أي من المهاجرين، الأمر الذي يبدو أنه حفز الابن الجريء والساعي وراء المخاطر إلى سلك الاتجاه الأقصر والأسرع من أجل جمع الأموال، وهو طريق الخروج عن القانون.

بدأت الأزمات مبكرا مع آل كابوني عندما كان مراهقا صغيرا في الصف السادس التعليمي، حيث طرد من المدرسة بعدما قام بالاعتداء على أحد المعلمين، ليجد نفسه مرحبا به وسط عصابات الشوارع المنتشرة آنذاك في منهاتن، حيث عمل لبعض الوقت كساقٍ وحارس في إحدى الحانات، قبل أن يتطور وضعه سريعا وسط رجال العصابات.

عرف آل كابوني منذ كان شابا يافعا، باسم سكارفيس أو الوجه ذي الندبة، وهو اللقب الذي لم يحبه آل كابوني تماما، ربما لأنه يذكره بالواقعة التي تركت في وجهه تلك الندبة طوال العمر، ففي عام 1917 وبينما كان يجلس مع مجموعة من الرجال، قام بإهانة فتاة كان شقيقها حاضرا، لذا حدثت مشاجرة بينهما انتهت بحصول وجه آل كابوني على 3 ندبات واضحة لم يخفها الزمان.

زعم آل كابوني في السنوات التالية أنه أصيب بالندبات في وجهه، جراء خوضه لغمار الحروب، رغم أنه لم ينضم إلى الجيش الأمريكي ولو لمرة واحدة، فيما لقبته الصحافة العالمية بهذا الاسم الذي يكرهه، بعدما زاد نفوذه في الولايات المتحدة في السنوات التالية.

تزوج آل كابوني الذي لم يكن يتجاوز الـ19 سنة من حبيبته ماي كابون في عام 1918، في علاقة زواج طويلة استمرت حتى وفاته، فيما سافر مع أسرته الصغيرة إلى شيكاغو لاحقا، ليبدأ الالتحاق بعالم الجريمة المنظمة أو المافيا، على يد الزعيم جوني توريو.

عمل آل كابوني لبعض الوقت تحت إشراف زعيم المافيا آنذاك، جوني توريو، والذي اعتمد على الشاب الإيطالي الصغير في أعماله كثيرا، حتى حل يوم الـ25 من يناير سنة 1925، إذ تعرض حينئذ توريو لإطلاق نار تحت منزله كاد أن يودي بحياته، إلا أنه دفعه رغم الإفلات من الموت إلى تسليم آل كابوني ابن الـ26 سنة دفة قيادة مافيا شيكاغو.

تمكن آل كابوني خلال فترة قصيرة من توسعة أعماله، بدرجة جعلت اسمه رمزا لعالم الجريمة المنظمة رغم صغر سنه، ما كان كفيلا ببث رعب المحيطين به، وخاصة مع تعدد جرائم القتل والعنف التي ارتكبها، رغم أنه كان مشهورا أيضا بأنه نصير الفقراء الذي يقدم الحساء لهم في مطعمه، ما بدا وأنه كان جزءا من محاولاته الناجحة من أجل كسب تعاطف العامة من الشعب الأمريكية في مرحلة الكساد الكبير والفقر المدقع.

بلغت مكاسب عصابات شيكاغو التي يتزعمها آل كابوني، نحو 100 مليون دولار في العام الواحد، حيث جاءت تلك المكاسب الخيالية عبر تهريب الخمور إبان حظرها، وكذلك من خلال العمل في جرائم المقامرة والدعارة، وبالطبع الابتزاز، الذي يعد أحد أشهر طرق رجال المافيا في حصد الأموال السريعة.

شهد صباح يوم الـ14 من فبراير عام 1929، وقوع مذبحة شهيرة في أحد جراجات شيكاغو، أطلقت عليها الصحافة اسم مذبحة يوم القديس فالنتين، حيث قتل 7 أشخاص بالرصاص الحي، تبين أن من بينهم 5 رجال كانوا من أفراد عصابة جورج مورجان، العدو اللدود لآل كابوني، الأمر الذي جعل أصابع الاتهام تشير إليه دون تفكير.

جذبت مذبحة يوم القديس فالنتين اهتمام وسائل الإعلام المختلفة في الولايات المتحدة، حيث تحدث الجميع عن تلك الجريمة الغامضة التي قيل أن مركتبيها كانوا رجالا مدنيين ارتدوا ملابس الشرطة للتنكر، فيما لم تثبت التحقيقات يوما أن آل كابوني هو من خطط لتلك الجريمة، التي لم يكشف بشكل قاطع وحتى الآن عن مرتكبيها.

ازدادت الضغوط على آل كابوني عقب تلك الحادثة، إلا أنه تحول وسط اهتمام الإعلام إلى شخصية مشهورة، تملك من الكاريزما ما جعله محط اهتمام رجال الصحافة، الذين كانوا يحصلون منه دائما على أقوال وتصريحات مثيرة للجدل، رغم أنهم لقبوه بعدو الشعب، ومن بينها: “لا أشعر بالأسف لطريقة كسبي للأموال، بل أنا رجل يقوم بخدمة أبناء شيكاغو”، كما قال: “90% من سكان مقاطعة كوك يحصلون بانتظام على الخمور ويمارسون القمار، الآن تتلخص جريمتي في أنني أوفر لهم تلك الوسائل من أجل متعتهم”.

بينما اعتمد آل كابوني أحيانا على الترهيب، من أجل ضمان عدم إدلاء الشهود بتفاصيل الجرائم التي ارتكبها، واعتمد في أحيان أخرى على تقديم الرشاوى لبعض من رجال الشرطة لضمان سير أعماله بشكل آمن، ظهرت مجموعة من المحققين التابعين للمكتب الفيدرالي، بدوا غير مهتمين بالحصول على أموال آل كابوني، بل كانوا أكثر حرصا على إلقاء القبض عليه، كما وثق ذلك من خلال فيلم “The Untouchables”، أو الممنوع لمسهم، وهو اللقب الذي حصل عليه هؤلاء الرجال من قبل الصحافة لأنهم غير قابلبين للحصول على الرشاوى أو حتى اللمس.

تمكن المحققون الفيدراليون الذين تزعمهم المحقق إليوت نيس، من إثبات تهمة انتهاك حظر الخمور على آل كابوني، إلا أن الحكومة ركزت آنذاك على تهمة أخرى تتمثل في التهرب من الضرائب، وهي التهمة التي أودت أخيرا وبعد طول انتظار، برجل العصابات الشهير إلى السجن في بداية ثلاثينيات القرن الماضي، بعد سنوات من الإفلات من العقوبة، ومن بينها 7 أعوام كاملة في قيادة عصابات شيكاغو.

أمضى آل كابوني فترة العقوبة البالغة 11 سنة، بين سجن أتلانتا وسجن ألكتراز المعروف بأنه السجن الأكثر تشددا وحراسة للسجناء، قبل أن يفرج عنه في فترة عانى خلالها من مرض الزهري، ليمضي السنوات المتبقية من عمره بعيدا عن وسائل الإعلام، حتى توفي في يناير من عام 1947، عن عمر يناهز الـ48، لتكتب أخيرا نهاية أشهر وربما أخطر رجال عصابات المافيا في التاريخ، آل كابوني.

احصل على آخر الأخبار والمستجدات مباشرة على جهازك

هذا الموقع يستخدم الكوكيز لتحسين تجربة المستخدم. نحن نفترض أنك موافق على هذا، لكن يمكنك الرفض إذا أردت. أوافق اقرأ المزيد

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل