المحتوى الرئيسى

د. مجدى بدران يكتب: مخاطر الأنف الباردة

10/19 12:06

الذين تزداد لديهم معدلات الإصابة بنزلات البرد والجهاز التنفسى العلوى تبرد أنوفهم أكثر بكثير من الأشخاص العاديين.

التوتر يسبب زيادة تدفق الدم للمخ على حساب الجلد و الأنف . انخفاض درجة حرارة الغشاء المخاطى للأنف كفيل بإيقاف عمل الخلايا الأكولة المناعية . و يسمح لفيروسات البرد بالتكاثر و بمعدلات أفضل . 33 درجة مئوية هى الدرجة المثلى لتكاثر فيروسات الأنف .

البرد يضيق الأوعية الدموية الموجودة في الأجزاء الخارجية من الجسم و الجلد (خاصةً الأنف و اليدين والقدمين والأذنين ) وهذه الأوعية الدموية ضيقة نسبيا ، مما يقلل من تدفق الدم إلى هذه المناطق ، وهذا يوفر المزيد من الدم الحار إلى الأعضاء الداخلية الحيوية كالمخ و القلب و الكبد و الكليتين و الأمعاء . هذه الإستراتيجية هامة جدا خلال الأجواء الباردة للحفاظ على دفء الدم بإبعاده عن مناطق الجسم الباردة للحفاظ على عمل الأعضاء ، بدلًا من الأطراف.

برودة الجلد خاصة القدمين تسبب ضيق الأوعية الدموية فى الأنف و الحلق مما يسبب انخفاض تدفق الدم و انكماش الدورة الدموية فى الأنف مما يعرض الغشاء المخاطى للأنف لما يلى : قلة الدم الدافئ ، و قلة الأكسيجين، و خفض درجة حرارة الأنف ، و قلة وصول المغذيات ، و قلة أعداد خلايا المناعة المتواجدة في الشاء المخاطى للأنف ،و قلة كفاءة الأهداب التنفسية .

الأهداب التنفسية زوائد مجهرية تنتشر على سطح الخلايا المبطنة للمجارى التنفسية فى أغلب الثدييات، و يتواجد حوالى مائة من الأهداب على كل خلية طلائية، تسبح في المخاط ، و هى مزوده بكلابات تحمل المخاط من الطبقة المخاطية التى تليها. يتراوح طول الأهداب من 1-10 ميكرومتر ، و العرض أقل من 1 ميكرومتر،و يقل طولها فى الممرات الطرفية. تتحرك الأهداب التنفسية حركة منتظمة فى اتجاه واحد للخارج، و تحرك المخاط أولاَ بأول للخارج و بسرعة 9 مم فى الدقيقه. تهتز الأهداب بمقدار 800 مرة في الدقيقة فى اتجاه واحد فى الشعب الهوائية، و 400 مرة فى الدقيقة فى الأنف و الجيوب الأنفية. تنظف الأهداب ما تحتها من خلايا بصورة دائمة، و تطرد ما يتجمع من مواد غريبة في الجهاز التنفسي ، و تحمل مستقبلات تكتشف المواد الغريبة ليتم التعامل معها على الفور للتخلص منها وطردها أولا بأول. ينتج الجهاز التنفسي فى الشخص البالغ حوالي لترين من المخاط يوميا.

بطء حركه الدم يخفض من كفاءة الأهداب التنفسية التى من طبيعة عملها طرد الفيروسات الغازية ، وبالتالى تتمكن الفيروسات من الاستيطان والتكاثر . جفاف العشاء المخاطى أيضا شائع في الأوقات الباردة ، و هذا يقلل من كفاءة حركة الأهداب . استمرار جفاف العشاء المخاطى يدمر الأهداب ،و الطبقة السطحية من خلايا الغشاء المخاطى للأنف . تأثير الجفاف على الأهداب أقوى من تأثير الجو البارد ذاته . الغشاء المخاطى للأنف سميك ، وهو يدفئ الهواء البارد حتى لايصل الرئتين باردا ، و يرطبه .

أضرار الهواء البارد متعددة , وتشمل أن مرور الهواء البارد يسبب إنقباضا نسبيا للعضلات و بالتالى تتقلص و تتيبس ،آلام الرقبة ، مرور الهواء البارد على العين يقلل الماء فيها لزيادة تبخيره من طبقة الدمع ، مما يجعلها عرضة للالتهابات، جفاف الأنف و المجارى الهوائية. تبلغ مساحة سطح الغشاء المخاطى للأنف 96 متر مربع ، و هناك 6 شرايين تغذى الأنف ، مما يجعل هذه المنطقة مثالية للغاية لتناول الأدوية . معدل تدفق الدم إلى منطقة الأنف أكثر قليلًا من إعادة سحبه أخرى في الأوردة الأنفية ، و الكميات الزائدة تصب في الأوعية اللمفاوية ، مما يجعل هذه المنطقة مسارًا رائعا لتطعيمات الحساسية .

عند وضع القدمين فى الماء البارد ربما تصل درجة حرارة الأنف إلى 31 درجة مئوية . مشاكل الدورة الدموية سبب آخر شائع لبرودة الأنف ، و ربما تسبب انخفاض تدفق الدم إلى الأنف . التنفس من الفم يقلل درجة حرارة الفم و الحلق ،و يسمح للهواء البارد بالدخول للرئتين .

هرمونات الغدة الدرقية هامة جدا للتمثيل الغذائي في الجسم. قصور الغدة الدرقية يسبب الشعور بالبرودة ، حيث يحاول الجسم الحفاظ على الحرارة و الطاقة ، مما يتسبب في ظاهرة الأنف الباردة. في حالات نقص هرمونات الغدة الدرقية يكون التمثيل الغذائي بطيئا للحفاظ على الحرارة والطاقة. تشمل الأعراض الأخرى لقصور الغدة الدرقية ، الحساسية للبرد ، التعب ، و آلام في العضلات ، و زيادة الوزن ، وجفاف البشرة ، و هشاشة الشعر والأظافر ، و التنميل ، والإحساس بالوخز في اليدين والأصابع ، و بطء الحركة .

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل