محمد فتحي يكتب: دوري الغمز واللمز والهمز .. اهلا بكم في الاجيبشين ليج

تابعنا منذ يومين المباراة التاريخية بين المنتخبين الشقيقين الفلسطيني والسعودي في المواجهة التي احتضنها ستاد فيصل الحسيني بمدينة رام الله، يوم الثلاثاء الموافق 15 أكتوبر 2019 في المرحلة الثالثة ضمن منافسات المجموعة الرابعة من التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى كأس العالم 2022، وكأس آسيا 2023.

وترجع اهمية الحدث كون هذه المباراة الاولى التي يلعب فيها المنتخب السعودي بالضفة الغربية المحتلة، لكن الملفت في الأمر ان هذه المباراة تلعب في الاراضي المحتلة وبحضور جماهيري كامل العدد ودون تأجيل او نقل للمباراة خارج فلسطين رغم الظروف السياسية والامنية التي تعيشها الضفة الغربية.

نقطة ومن اول السطر.. فلاش باك

يناير 2019 الاتحاد الافريقي يقرر سحب تنظيم بطولة كأس الأمم الأفريقية من الكاميرون واسنادها الى مصر مع زيادة عدد المنتخبات من 16 الى 24 فريق.

21 يونيو حفل افتتاح تاريخي وبطولة جماهيرية وختام رائع يوم 19 يوليو 2019 لبطولة شهدت اشادة عربية افريقية وعالمية بالحدث الافريقي الأكبر على أرض الكنانة.

20 سبتمبر يوم السوبر المصري .. الاهلي يتفوق على الزمالك في بطولة اليوم الواحد بنتيجة 3-2 بعد عرض رائع من النادي الأهلي ثم عودة لم تكتمل لنادي الزمالك على ملعب برج العرب بالاسكندرية وسط حضور جماهيري يقدر بعشرين ألف مشجع، وفي انتظار ملحمة اخرى بعد شهر من السوبر المصري حيث مباراة الدربي بالمرحلة الرابعة للدوري المصري يوم 19 أكتوبر القادم.

اهلا بكم في الاسبوع الساخن الذي يسبق الحدث الرياضي الاكبر في مصر ديربي القاهرة بين قطبي الكرة المصرية .. الدربي رقم 1 في الشرق الاوسط وأحد اقوى عشر ديربيات حول العالم .. متابعة حية لاستعدادات استاد القاهرة الدولي لاستضافة الدربي الاشهر اخيرا بعد غياب أعوام حيث الامن مستتب والجماهير ستملاء الاستاد الذي يتسع الى 70 الف مشجع والعشرات من ساعات البث التلفزيوني واستوديوهات التحليل استعدادا للحدث الكبير.

عااااااجل .. تأجيل مباراة القمة لدواع أمنية .. نعم !!

في تصريح سابق وسط تفاؤل حذر لرئيس الاتحاد المصري المعين السيد عمرو الجنايني قال اثناء استضافته ببرنامج الحكاية مع عمرو أديب "لن يتم تأجيل اي مباراة بالدوري المصري وأقدر أقولك الدوري هيبدأ الساعة كذا وينتهي الساعة كذا".

آمال وطموحات الرجل في السير قدما بدوري منتظم ومحترم كبقية دوريات العالم ضربتها أول عاصفة أمنية ، الأمن قرر تأجيل المباراة "لدواع أمنية"، ورغم المحاولات المستميتة من الرجل والاتحاد بنقل المباراة من استاد القاهرة الى برج العرب وبدون حضور جماهيري الا ان طلب الرجل قوبل بالرفض والسبب .. دواع أمنية.

الغريب في الأمر ان يقرر الاتحاد المعين ضرب جدول الدوري بعرض الحائط بأن يلعب الزمالك ضد المقاولون العرب بدلا من الاهلي والمقاولون يلاقي الزمالك بدلا من أسوان .. ورغم أن المقاولين العرب لديهم مباراة فعلا يوم الجمعة مع فريق أسوان الصاعد حديثا للدوري المصري .. لكن الاتحاد المصري قرر عدم الاهتمام بفريق اسوان الغلبان وتعيين الزمالك منافسا للمقاولين في المباراة المقبلة دون مراعاة للاجهزة الفنية للثلاث فرق ولا للضرر المالي الذي سيلحق بهم خصوصا فريق اسوان المغمور ودون اي اعتبارات لحقوق الرعاية والدعاية والاعلان ولا اية اعتبارات منطقية اخرى .. فالدواعي أمنية..

تخبط الاتحاد المصري المعين وقراراته الهوجاء ادت بالضرورة الى انتفاض الاندية واعتراضها على هذا العبث المقاولون يرفض اللعب ضد الزمالك اسوان يشكوا حاله الى الله بعد ما اصابه من اضرار مالية والجونة يشجب وسموحة تندد والاهلي يطلق بيانه الرسمي "لن نلعب أي مباراة في الدوري المصري قبل لقاء الزمالك المؤجل" ..

لكن يبقى السؤال .. من المسئول عن هذا التخبط وهذه المهزلة !! لماذا دائما نرجع الى الوراء لما لا نستغل الحالة الامنية والجماهيرية الجيدة التي ظهرت في امم افريقيا وما تبعها في مباراة السوبر المصري والمباريات الافريقية التي تمت بحضور جماهيري ونكمل ما بدأناه حتى ينتظم الدوري وتعود الجماهير تدريجيا الى المدرجات..

هذا التخبط الذي لازمنا منذ احداث بورسعيد مرورا بأحداث الدفاع الجوي ثم حل روابط الاندية المصرية ومن حينها والدوري المصري يعاني تنظيميا وجماهيريا رغم الاشادة المتكررة بالاستقرار الامني في مصر وما ظهر جليا في الاحداث الكبرى سالفة الذكر.

غير انه وبالنظر الى سوريا والعراق وفلسطين يدور السؤال هل نحن أفضل من سوريا والعراق وفلسطين على مستوى التنظيم الرياضي !! الاجابة ظاهريا نعم، لكن للاسف فعليا لا، فرغم ما تعانيه تلك الدول سياسيا الا انهم قد استطاعوا تنظيم دوري كامل العدد ومباريات دولية رسمية رغم الاحتلال.

ان الاستقرار والاستمرار والثبات التنظيمي لمسابقة الدوري المصري مع الحضور الجماهيري هو المؤشر الأكبر والأمثل لاظهار حالة الاستقرار الامني الفعلي بمصر مع الاخذ بالاعتبار ان اعظم دعاية يمكن ان تحصل عليها الدولة المصرية تكمن في الدعاية المجانية التي يطلقها المقيمون الاجانب في مصر، فحاليا يوجد في الدوري الممتاز سبع مدربين اجانب بجنسيات مختلفة بين الصربية الفرنسية البرازيلية السويسرية اليونانية بالاضافة إلى المساعدين من جنسيات مختلفة يؤثرون بشكل او بآخر في نقل الصورة الصحيحة الايجابية او السلبية عن الدولة المصرية بالاضافة الى عودة الدوري المصري كأحد اهم واقوى الدوريات بالمنطقة العربية والعالمية.

فطبقا للاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء كان الدوري المصري وحتى 2010 هو الدوري الاقوى عربيا وافريقيا حيث احتل الدوري المصري الممتاز حينها المركز العاشر عالميا متفوقا على العديد من الدوريات الاوروبية وعلى رأسها الدوري البرتغالي والبلجيكي، والهولندي والتركي واليوناني ثم بدء الانحدار التدريجي حتى وصلنا الى المركز 33 عالميا والثالث عربيًا والرابع أفريقيا ..