عادل مبروك يكتب عايش بلا روح 2

لم يلتفت عايش الي ما ضاع من عمره من سنوات طوال في خدمة المحيطين به واهدار ماله وقوته وشبابه لاسعاد الغير ورسم الابتسامة علي شفاهم..فجأة وبدون انتظار..يجد عايش نفسه امام حبه القديم..الحب الاول..الحب الذي ظن عايش في يوم ما انه لن ينتهي..انتفض قلب عايش بين ضلوعه..بدء الصراع النفسي يتملك من عايش..هل يبدء حياته من جديد مع حبه القديم..هل يرضي بما هو عليه ويستمر في رحلة عطائه للغير ويبقي حاله علي ما هو عليه ويظل عايش بلا روح..يقرر عايش ان يخوض تجربة الحب من جديد مع محبوبته بعد ان فرقت الايام والشهور والسنين بينهم..ومن عجائب القدر ان يعلم عايش بان محبوبته عانت اشد المعاناة وتجرعت نفس الكاس طوال سنوات الفراق..ارتسمت علي وجهها علامات غدر الزمان التي لم تغير من ملامحها الكثير..ابتسامتها الرقيقة وخفة ظلها مازالت تحتفظ بهما رغم معاناتها وصراعها مع الزمن..الذكريات اصبحت هي السمة الوحيدة بين عايش ومحبوبته في جميع اللقاءات..الحب عرف طريقه من جديد الي قلب العاشقين..اصبحا لا يفترقان بقلبيهما حتي لو افترقا باجسادهما..لحظة..تبدل كل شيئ من جديد..تذكر عايش انه لا يستطيع ان يعيش لنفسه..نظر في المرأة..تغيرت ملامحه..كسا الشيب راسه..تذكر ان العمر لم يبقي به الكثير..هل يقضي ما بقي من عمره في خدمة من حوله واسعادهم..هل يعيش قصة حبه من جديد..هل يبتعد عن محبوبته التي ساقتها له الاقدار ومنحته بعضا من السعادة..اسئلة بلا اجوبة..صراعات داخلية..قلوب تتألم بلا ذنب اقترفته..عايش لا يستطيع العيش بدون محبوبته المسماه علي اسم اجمل وارق زهرة في الوجود وبدونها يصبح عايش بلا روح .