المحتوى الرئيسى

ابناء الاغتصاب في البوسنة يستخدمون الفن لرفع صوتهم

10/16 06:35

أمام جمهور غفير في مسرح بسراييفو تصف آينا جوسيتش، أول طفلة تم تسجيلها مولودة من اغتصاب خلال حرب البوسنة في تسعينيات القرن الماضي، التمييز والتنمر اللذين تعرضت لهما بصفتها طفلة غير معروفة الأب وتوصف أمها بأنها ”عاهرة“ في مجتمع ذكوري بشدة. 

وبعد قرابة ربع قرن من الحرب المدمرة التي قتل فيها نحو مئة ألف بوسني ما زالت قصص الأطفال ثمرة الاغتصاب خلال الحرب لم يرو معظمها بسبب وصمة العار التي تلاحق ضحايا الاغتصاب، وكذلك لأنه تم إخفاء أصول الأطفال عنهم.

وطبقا لأبحاث بعض المنظمات غير الحكومية هناك اعتقاد بأن ما بين 25 ألفا و50 ألف امرأة وفتاة اغتصبهن جنود العدو خلال حرب البوسنة. ولا أحد يعرف عن يقين عدد الأطفال الذين ولدوا نتيجة الاغتصاب.

ويجيء صوت آينا قائلا خلال عرض مسرحية ”باسم الأب“ وهي إنتاج نمساوي بوسني مشترك ”أعتقد أن أمي كرهتني لأني كنت أكبر تجربة مروعة في حياتها“.

وبعض من اغتصبن كن ضحايا جنود أجانب ضمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. ووصفت محكمة جرائم الحرب التابعة للأمم المتحدة الخاصة بيوغوسلافيا السابقة الاغتصاب بأنه ”وسيلة حرب“.

أحد جنود الأعداء اغتصب والدة آينا في عام 1993 في بلدة صغيرة في وسط البوسنة. وأرسلها والداها إلى ملجأ لضحايا العنف الجنسي خلال الحرب لتضع مولودتها. وهناك سجلت آينا بصفتها طفلة مولودة من اغتصاب.

ولا تريد آينا البوسنية المسلمة أن تكشف عن الخلفية العرقية لوالدها. وقالت لرويترز ”ليس هناك شعوب سيئة، هناك فحسب أفراد سيئون“.

واليوم ترأس آينا رابطة ”أطفال الحرب المنسيين“ التي أسست خصيصا لمساعدة الأطفال المولودين من الاغتصاب.

وقالت ”نحن نحاول إظهار أن الاغتصاب صدمة للجميع ولا يمكن النظر إليه بعيون عرقية“.

وصار الأطفال المولودون من الاغتصاب والذين أودع معظمهم دورا للأيتام حيث أخفيت عنهم أسماء آبائهم يعرفون في البوسنة ”بالأطفال غير المرئيين“.

في المسرحية تسمع أصوات الأطفال غير المرئيين من مكبرات صوت بينما يعبر راقصون عن مشاعر الخوف والصمت المفرض عليهم والعار والذنب والألم. وتحكي قصة عن طفل والده جندي من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

ويقول داريل طولون مخرج المسرحية ”إنهم بحاجة إلى أن يكسروا جدار الصمت وأن يتخذوا مكانا إلى الطاولة في المجتمع“. ويضيف ”نحن نستخدم الجمال لتجاوز قبح الوضع“.

اكتشفت آينا (26 عاما) حقيقة أصولها في سن 15 عاما. واحتفظت بالسر لنفسها لمدة تسعة أشهر قبل أن تكشفه لأسرتها وأصدقائها. وأعقبت ذلك سنوات من العلاج النفسي.

وتغيرت حياتها في عام 2015 عندما انضمت إلى رابطة ”أطفال الحرب المنسيين“ التي ساعدتها على مواجهة صدمتها والبحث عن آخرين ولدوا من الاغتصاب وأن تجد الطريقة التي تخاطب بها المجتمع عبر أشكال فنية متنوعة.

وقالت لرويترز في مقابلة ”كانت هناك حاجة لأعرف أنني لست وحدي“. وأضافت ”لكن وضع الوصمة للمغتصبات في مجتمعنا يجعل من الصعب الوصول إلى هؤلاء الأطفال لأن الأمهات غير مستعدات في الأغلب للإعلان عن صدمتهن“.

وروت آينا ووالدتها قصتهما علنا للمرة الأولى العام الماضي. ومنذ ذلك الوقت أوحت قصتهما بفيلم وثائقي، ومعرض صور للأطفال والأمهات، والمسرحية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل