المحتوى الرئيسى

الملاذ الأخير للغوريلا في شمال الكونغو مهدد بالزوال بسبب «الأقزام»!

10/13 11:12

تعيش حيوانات الغوريلا المهددة بالانقراض في جنة عدن خاصتها شمال الكونغو، لكن ذلك الأمان لن يدوم طويلا؛ حيث إن جموع الغزاة من الحطابين والصيادين قدموا في مهمة قد لا تأخذ وقتا طويلا وتصبح الغوريلا طي النسيان ما لم يتدخل أحد لحماية الملاذ الأخير لتلك الحيوانات.

وبحسب "فرانس 24"، تقطن مجموعة ناجية من غوريلات بايني في حديقة "كوهيزي بيجا" الوطنية جنوب الكونغو بأعداد لا تتجاوز الـ250 غوريلا، حيث تعد تلك من آخر السلالات الناجية في إفريقيا.

ولمدة ساعة يوميا، يحظى السائحون بجولة قصيرة في موطن الغوريلا الساحر برفقة حراس الحديقة المدججين بالسلاح.

وتتواجد المحمية في ولاية جنوب كيفو، التي تعج بالميليشيات المسلحة التي تتصارع على مدى الربع قرن الماضي، كما تتعرض لغزو شعب الأقزام الذين يدعون ملكيتهم لأرض الحديقة، والتي أُخرجوا منها منذ السبعينيات لجعل المنطقة محمية طبيعية.

وبحسب تقرير "فرانس 24"، فقد بدأ الأقزام في تمددهم العام الماضي بمناطق محاذية للمحمية، بينما بدأوا في قطع أشجارها بكثافة؛ للحصول على الفحم لأغراض التدفئة والطهو.

ووفقا لإدارة الحديقة، فقد تسببت نشاطات الأقزام في تجريف 350 هكتارا من موطن الغوريلا، والذي اعتبرته اليونيسكو منذ التسعينيات من المواقع المهددة بالزوال.

ويقول هوبرت مولونجوي، متحدث إدارة الحديقة، إن حراك الأقزام بدأ في أغسطس 2018، ولكن نشاطاتهم التدميرية تسارعت بوتيرة عالية في نهاية العام الماضي.

وجدير بالذكر أن عدة اشتباكات مسلحة دارت بين الأقزام وحراس الحديقة في الأشهر الماضية؛ ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص.

وفي المقابل، قال زعيم الأقزام جين ماري، لـ"فرانس 24": "ما فعلناه ببساطة هو أننا قررنا العودة لأرضنا بعدما عانينا عشرات السنين وهذا ملاذنا".

وقطع جين حواره سريعا بعدما أرجع استمرار الصراع بين الأقزام والحراس لمصالح سياسية لأناس مهمين.

وتتقاطع قضية محمية الغوريلات مع عدة عوامل، منها: معاناة الأقزام للعودة لأرضهم، ومصالح لرجال مهمين في دولة الكونغو، وانتخابات عام 2018 التي ساهمت في تغير الأحداث حول مشكلة محمية الغوريلات.

وبحسب إدارة المحمية، يقطن قرابة 6000 قزم حول الحديقة، بينما يدفعهم سياسيون بارزون ورجال دولة لإفساد الغابات لتحقيق مصالح لهم.

وقرر مدير المحمية الجديد، ديو بيومبا بايلنجاوا -منذ تعيينه في أبريل 2018- إغلاق المزارع الخاصة لكبار المسؤولين في المحمية؛ لخطورتها على الحياة البرية.

ويقول بيلنجاوا -الذي تم تعيين حراسة شخصية عليه لحمايته من الانتقام- "في مزارع أولئك المسؤولين، العديد من المسلحين، وهذه عملية حربية بامتياز للقضاء على المحمية"، مضيفا أن ملاك الأراضي يستخدمون عدة وسائل لإخضاعنا وبينها "الأقزام" بالتحديد، متابعا: "يكفيني أني فعلت ما تقاعس السابقون لي عن عمله".

وأشار التقرير إلى أن الأقزام ليسوا مخربين بالكامل، فوفقا لإدارة المحمية، فإن بعضهم يعملون ضمن فريق حراسة الحديقة، بينما تعد المنطقة المجرفة بواسطة الأقزام جزءا يسيرا من المحمية التي تعادل حجم مدينة ديلا وير بمساحة 6000 كيلومتر، والتي تمتد لمناطق يخربها أشخاص آخرون كالصيادين والعصابات وميليشيات مسلحة، وكذلك يبقى الأقزام أصحاب حق في العودة لموطنهم الذي شردوا منه؛ حسب قول مارين جوتيه أحد خبراء الحياة البرية.

ويلعب الفقر وشح الموارد دورا كبيرا في تخريب المحمية، حيث أدى تزايد عدد السكان في عموم الكونغو إلى تحرك الكثير منهم لمناطق نائية كالتي تحاذي المحمية الطبيعية، ومن ثم فتلك المجتمعات العشوائية بحاجة لمصدر طاقة بديل في غياب الكهرباء؛ ما يدفعهم لقطع أشجار المحمية لصنع الفحم اللازم للمعيشة.

وتعد تلك المحمية مصدر ربح للكونغو؛ حيث يزورها نحو 2000 سائح سنويا، ولكن ذلك مهدد بالانتهاء بسبب الصراعات المتكررة ونشاطات الميليشيات المسلحة.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل