المحتوى الرئيسى

العالم وأمن الخليج

09/21 14:10

كل المؤشرات تؤكد أن الهجوم الذي استهدف منشأتين نفطيتين في المملكة العربية السعودية، هو في حجمه ونوعية الأسلحة المستخدمة فيه، أكبر بكثير من قدرات الجماعات الحوثية، رغم تبني هذه الأخيرة له، ولا ينحصر الأمر في الجانب التقني واللوجستي وحده، وإنما يشمل الجهة التي يمكن أن تأخذ قراراً بشن هجوم بهذه الخطورة، وهي تدرك حجم التبعات التي ستترتب عليه.

لن يغير نفي إيران مسؤوليتها عن الهجوم أو ضلوعها فيه من حقيقة أنه ما كان سيتم دون موافقتها ومشاركتها، بل إن إيران ضمناً تخفق في إخفاء ذلك حين تدافع عن إعلان الحوثيين تبنيهم الهجوم، كأنها لسان حالهم، أو كأنها تؤكد أنهم يقولون ما تريد هي قوله.

نحن إزاء تصعيد خطر ونوعي للتوتر الذي تعيشه المنطقة على خلفية الأزمة بين الولايات المتحدة وإيران، وهذا التصعيد لا يمس فقط استقرار دول المنطقة وسلامة شعوبها وإنما يمس منظومة الأمن العالمي كاملة، بالنظر إلى ما تمثله منطقة الخليج العربي من أهمية اقتصادية واستراتيجية، مما يتطلب ضمان الأمن والاستقرار فيها، واحترام سيادة جميع الدول وحماية حدودها من المخاطر.

لقد رأى العالم بوضوح كيف أثّر الهجوم في أسعار النفط في السوق العالمية مباشرة، وفيما يتصل بالمملكة العربية السعودية بالذات فإنها أكبر منتج للنفط في العالم؛ إذ تنتج 10 في المئة من مجمل إنتاج النفط العالمي، وقد رأينا كيف أن استهداف منشأتي النفط فيها أدى إلى انخفاض بلغت نسبته 50% من الإنتاج النفطي السعودي، ووعدت السعودية بالتغلب على هذا التراجع خلال فترة وجيزة، حددها المسؤولون بأسبوعين.

انطلقت دعوات من دول وجهات كثيرة بينها الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا بضرورة ضبط النفس في المنطقة، كما استنكر الأمين العام للأمم المتحدة الهجوم، داعياً لعدم التصعيد وضبط النفس وسط التوترات المتزايدة، والامتثال للقانون الإنساني الدولي.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل