المحتوى الرئيسى

السعودية تكشف عن خسائرها والحوثيون يعرضون مبادرة مشروطة

09/20 21:44

نظمت السعودية جولة لوسائل الإعلام اليوم الجمعة 20 سبتمبر/أيلول لتفقد منشأتي نفط تعرضتا لهجمات ألقت واشنطن والرياض باللوم فيها على إيران، حيث ظهرت أنابيب منصهرة ومعدات محترقة.

وتنفي إيران ضلوعها في الهجوم، فيما أعلنت حركة الحوثي اليمنية المسؤولية. ويقاتل الحوثيون المتحالفون مع إيران قوات حكومة عبد ربو منصور هادي المدعومة من السعودية في الصراع الدائر منذ أربع سنوات في اليمن.

وفي بقيق، وهي أحد أكبر معامل معالجة النفط في العالم، شاهد مراسلون برجاً للتثبيت متفحماً ومتشققاً. وقال خالد البريك نائب الرئيس لأعمال الزيت في منطقة الأعمال الجنوبية لدى أرامكو السعودية إن الهجوم على بقيق ألحق أضراراً بخمسة عشر برجاً ومنشأة، لكن الموقع سيعود لقدرته الإنتاجية الكاملة بنهاية سبتمبر/أيلول.

وفي منشأة خريص إلى الغرب، التي تقول وزارة الدفاع السعودية إنها أصيبت بأربعة صواريخ، شاهد مراسلون أعمال إصلاح جارية ورافعات أقيمت حول عمودي تثبيت محترقين، يشكلان جزءًا من وحدات لفصل الغاز عن النفط، وأنابيب منصهرة.

وقال فهد عبد الكريم المدير العام لمنطقة الأعمال الجنوبية للنفط لدى شركة أرامكو للصحفيين خلال الجولة "نحن على ثقة من أننا سنعود إلى الإنتاج الكامل قبل الهجوم (على خريص) بحلول نهاية سبتمبر".

وتعتبر المملكة هجمات 14 سبتمبر/أيلول على منشأتي خريص وبقيق، اختباراً للإرادة العالمية للحفاظ على النظام الدولي.

السعودية والإمارات.. قتال إيران "حتى آخر جندي أمريكي"

وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير قال في تصريحات يوم الخميس إن الهجمات "امتداد لسياسات إيران التخريبية والعدوانية، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته ويتخذ موقفا صارما تجاه سلوكيات إيران الإجرامية".

لكن إيران حذرت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم من الانجرار إلى حرب شاملة في الشرق الأوسط وقالت إنها ستقابل أي عمل عدائي برد ساحق.

وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن ترامب، الذي أمر بفرض مزيد من العقوبات على إيران، يريد حلا سلميا للأزمة. لكن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف شكك في تصريحات بومبيو، وتابع موضحاً: "يبدو أن السعودية وحليفتها الإمارات ترغبان في "قتال إيران حتى آخر أمريكي".

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية عن يحيي رحيم صفوي مستشار الزعيم الأعلى الإيراني قوله: "إذا فكر الأمريكيون في أي مؤامرات فسترد الأمة الإيرانية من البحر المتوسط إلى البحر الأحمر والمحيط الهندي".

بدوره، حذر الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله السعودية من الرهان على حرب ضد إيران قائلا إن "الجمهورية الإسلامية ستدمر المملكة"، وحث الرياض والإمارات على وقف الحرب في اليمن بدلا من شراء المزيد من وسائل الدفاع الجوي.

من جانبها، عرضت جماعة أنصار الله الحوثية وقف استهداف الأراضي السعودية بالصواريخ والطائرات المسيرة، وقالت إنها تنتظر إعلاناً مماثلاً ممن يستهدفون اليمن، مطالبة بالانتقال مباشرةً إلى مفاوضات جادة تفضي إلى الحل السياسي الشامل في ظل وقف تام لإطلاق النار.

وقال مهدي المشاط، رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى لجماعة أنصار الله الحوثية، مساء اليوم الجمعة في خطاب مسجل، بثته قناة المسيرة الفضائية الناطقة باسم الحوثيين:"نأمل من الرياض أن ترد على هذه المبادرة بأحسن منها، وإن لم تستجب السعودية للمبادرة واستأنفت القصف، فسيكون من حقنا الرد عليها، وننتظر إعلاناً مماثلاً بوقف كل أشكال الاستهداف الجوي لأراضينا".

وتسبب الهجوم على السعودية - وهي أسوأ هجمات تستهدف البنية التحتية للنفط في الخليج منذ أضرم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين النار في حقول نفطية كويتية عام 1991- في انخفاض إنتاج أكبر مُصدر للنفط في العالم بواقع النصف حيث توقف 5.7 مليون برميل يوميا من الإنتاج، من بينها 4.5 مليون برميل يوميا في بقيق والباقي من خريص.

الحوثيون، هم جماعة سياسية - دينية (شيعية) مسلحة يطلق على تنظيمهم السياسي والعسكري "حركة أنصار الله". يرتبط اسمهم بمؤسس الحركة حسين الحوثي الذي قتلته القوات اليمنية في عام 2004. تأسست الحركة عام 1992 واتخذت من منطقة صعدة شمال اليمن مركزا لها. خاضت الحركة مواجهات مسلحة على مدى سنوات ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح راح ضحيتها الآلاف.

ينتمي الحوثيون إلى المذهب الزيدي الشيعي القريب من المذاهب السنية. يعيش أغلب الزيديين في شمال اليمن، أي في معقلهم؛ محافظة صعدة قرب السعودية. لكن الحوثيين زحفوا اليوم إلى مناطق جنوب اليمن. وقد مثل سقوط حكم صالح عام 2012 فرصة ثمينة للحوثيين لتعزيز موقعهم ونفوذهم في اليمن، حتى أنهم بسطوا سيطرتهم عام 2014 على العاصمة صنعاء.

حين اندلعت الثورة في اليمن عام 2011، شارك الحوثيون بقوة في الانتفاضة الشعبية وتبنوا مطالب الشعب اليمني، مما جعلهم يظهرون كحركة ديمقراطية مناهضة للديكتاتورية. بيَن الحوثيون منذ البداية أن غرضهم هو الدفاع عن حقوق أبناء منطقة صعدة، ليشمل تقديم خدمات اجتماعية وتعليمية، وتحول إلى مطالبة بإشراك المكون الحوثي في أجهزة الدولة.

يعتبر حسين بدر الدين الحوثي الزعيم الأول للحركة. وقد ارتبط ابن رجل دين زيدي بارز، في بداية مسيرته السياسية بحزب سياسي صغير كان يعرف باسم "الحق". فاز هذا الحزب بمقعدين في برلمان اليمن في انتخابات 1993، وشغل حسين أحدهما خلال الفترة ما بين 1993 و1997. بعد مقتله في عام 2004 تولى شقيقه عبد الملك الحوثي قيادة الحركة.

خاض الحوثيين صراعا مسلحا مع حكومة صالح. كما حضروا في الحروب الست التي دارت بين عامي 2004 و2010 في الشمال اليمني. غير أن الحوثيين تحالفوا فيما يعد مع قوات صالح في الحرب الدائرة ضد التحالف الذي تقوده السعودية دعما للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي اتخذ من الرياض مقرا له بعد هروبه من صنعاء.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل