المحتوى الرئيسى

إيران: أمام السعوديين خيار السلام الشامل بدل الحرب الشاملة

09/20 11:16

اعتبر مستشار الرئيس الإيراني حسام الدين آشنا، أن هناك خيارا متاحا أمام السعوديين ألا وهو "السلام الشامل". وكتب آشنا في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" اليوم الجمعة (20 أيلولمسبتمبر 2019): "أي عمل حربي تقوم به أمريكا ضد إيران يعني؛ وقوع حرب شاملة، ولكن للسعوديين هنالك خيار آخر في متناول أيديهم وهو السلام الشامل"، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا).

من جانبه، شكك وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف الجمعة في خطط الولايات المتحدة الرامية لبناء تحالف من أجل التوصل إلى "حل سلمي" في الشرق الأوسط وعرض قائمة بالمبادرات الدبلوماسية المتكررة التي طرحتها بلاده. وتساءل ظريف في بيان على تويتر قائلا "تحالف من أجل حل سلمي؟"

وسرد ثماني مبادرات دبلوماسية من جانب إيران منذ عام 1985 منها خطة سلام لليمن في عام 2015 وميثاق إقليمي بعدم العدوان لمنطقة الخليج والذي اقترحته في وقت سابق هذا العام. جاء ذلك بعد يوم من إعلان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بأن الولايات المتحدة تسعى لبناء "تحالف" يهدف إلى تحقيق السلام والتوصل إلى حل سلمي.

يذكر أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو اتهم ايران بالوقوف وراء الهجوم الذي وصفه بأنه "عمل ايراني من أعمال الحرب". من جانبها نفت إيران ذلك. وعلى إثر الهجوم انضمت السعودية والإمارات لتحالف لحماية الملاحة البحرية في الخليج.

إرسال Facebook Twitter google+ Whatsapp Tumblr Digg Newsvine stumble linkedin

لكن مايك بومبيو أكّد الليلة الماضية أنّ واشنطن ترغب في "حلّ سلمي" للأزمة المتصاعدة مع إيران على خلفيّة الهجمات على شركة أرامكو السعودية، في وقت حذّرت طهران من "حرب شاملة" في حال تعرّضها لضربات أميركيّة أو سعوديّة.

كانت البداية بعملية عاصفة الصحراء. استهدفت العملية العسكرية إنهاء الاحتلال العراقي للكويت التي غزاها صدام في أغسطس / آب من عام 1990. وبعد رفض العراق للقرارات الدولية بالانسحاب من الكويت بدأت الحرب في منتصف يناير / كانون الثاني من عام 1991 من خلال تحالف غربي شمل نحو 32 دولة كان على رأسها الولايات المتحدة بجانب بريطانيا ومصر والسعودية والإمارات وإيطاليا وغيرها.

كان من أبرز نتائج الحرب سقوط نحو مئة ألف قتيل من الجيش العراقي وتلوث إشعاعي نتيجة قصف العراق بمئات الأطنان من قذائف اليورانيوم المنضّب، وتدمير شبه كامل للبنية التحتية الكويتية وجانب كبير من البنية التحتية العراقية، كما فرض حصار دولى خانق على العراق تسبب في وفاة مئات الآلاف من الأطفال بسبب سوء التغذية وضعف الخدمات الصحية، واستقرت القوات الأمريكية في الخليج وأنشأت به عدة قواعد عسكرية.

على الرغم من تأكيدات الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن العراق لايقوم بتطوير أسلحة نووية أو أسلحة دمار شامل، ورغم المحاولات الأمريكية المتواصلة لإقناع الأمم المتحدة بالعكس من خلال صور ومستندات ثبتت فبركتها فيما بعد، قررت الولايات المتحدة العمل خارج إطار المنظومة الأممية وتنفيذ عملية عسكرية في عام 2003 للإطاحة بصدام حسين. كان التحالف الدولي مكونا من الولايات المتحدة وبريطانيا بشكل رئيسي.

بعد 15 عاما من غزو العراق واسقاط النظام العراقي تبدو النتائج كارثية، حيث سقط نتيجة الغزو مئات الآلاف من العراقيين بينهم نساء وأطفال، ودمرت أغلب آثار واحدة من أقدم الحضارات الإنسانية في العالم ونهب البنك المركزي العراقي بحصيلة قدرت بحوالي 100 مليار دولار وتمزق العراق إلى مناطق نفوذ طائفي لتنشأ فيما بعد كارثة اسمها "داعش".

في عام 2011 انطلقت في ليبيا إنتفاضة شعبية على نظام العقيد الراحل معمر القذافي، ومن خلال مظلة أممية قصف تحالف غربي مكون من الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وفرنسا الأراضي الليبية بهدف تنفيذ منطقة حظر جوي لتقليل خطر القوات التابعة للقذافي على قوات الثوار، فما كان من القذافي إلا أن أمر بفتح مخازن الأسلحة "لتسليح الشعب لمقاومة العدوان" وتحولت ليبيا إلى حالة فوضى.

نتج عن التدخل العسكري الغربي في ليبيا تمزق البلاد إلى أقاليم متصارعة وأصبحت ليبا مسرحاً للصراع بين تحالفات إقليمية ودولية. على أن الأسوأ كان انتشار سلاح وذخيرة الجيش الليبي لتتلقفه أيدي الفئات المتصارعة التي كان بعضها جماعات متطرفة. لم يقف الأمر عند هذا الحد بل خرج السلاح من ليبيا ووصل إلى تنظيمات إرهابية في دول مجاورة.

مع انهيار السلطة في العراق واشتداد الحرب الأهلية في سوريا ظهر تنظيم الدولة الإسلامية، المعروف إعلاميا بـ"داعش"، وأعلن التنظيم الإرهابي ما أسماه بـ "دولة الخلافة"التي سيطرت على مساحات واسعة من الأراضي في العراق وسوريا. في عام 2014 تشكل تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة ومعها فرنسا والبحرين والأردن وقطر والسعودية والإمارات بهدف القضاء على تنظيم داعش.

وبالفعل تم القضاء على ما يسمى بـ"الدولة الإسلامية" بعد فظاعات هائلة ارتكبها ليس فقط في حق أتباع الطوائف والديانات الأخرى وإنما في حق مسلمين أيضاً. على أن هزيمة التنظيم أدت إلى تشتت قواته وتفرقها بين الدول المختلفة لتبدأ في تشكيل جيوب لخلايا إرهابية شكلت تهديداً محدقاً بأمن هذه الدول.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل