المحتوى الرئيسى

العمل المناخي من أجل السلام.. شعار يرفعه اليوم الدولي للسلام 2019

09/16 07:56

تحيي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة " اليونسكو" يوم 21 سبتمبر من كل عام اليوم الدولي للسلام . ويأتي الاحتفال هذا العام 2019 تحت شعار " العمل المناخي من أجل السلام " ، حيث يسلط الضوء على أهمية مكافحة تغير المناخ بوصفه وسيلة لحماية السلام وتعزيزه في جميع أنحاء العالم. ويهدد تغير المناخ للسلم والأمن الدوليين تهديدا بينا. وتؤدي الكوارث الطبيعية إلى نزوح ثلاثة أضعاف النازحين في حالات النزاع، حيث تضطر الملايين إلى ترك منازلهم والبحث عن الأمان في أماكن أخرى.

كما يهدد تملُّح المياه والمحاصيل الأمن الغذائي، مما يزيد من تأثير ذلك على الصحة العامة. وتؤثر التوترات المتزايدة في الموارد والحركات الجماهيرية في كل بلد وفي كل قارة.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت القرار 36/67 في عام 1981 ، باعتبار يوم 21 سبتمبر للاحتفال باليوم العالمي للسلام ، حيث خصصت الجمعية العامة هذا التاريخ لتعزيز المثل العليا للسلام في الأمم والشعوب وفي ما بينها.

وقد احتفل بأول يوم للسلام في سبتمبر 1982. وقد اعتمدت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة 17 هدفا للتنمية المستدامة في عام 2015 لما أدركته من أن بناء عالم ينعم بالسلام يتطلب اتخاذ خطوات لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لجميع شعوب الأرض في كل مكان، ولضمان حماية حقوقها. وتشمل الأهداف الإنمائية طائفة واسعة من القضايا، بما فيها الفقر والجوع والصحة والتعليم وتغير المناخ والمساواة بين الجنسين والمياه والمرافق الصحية والطاقة والبيئة والعدالة الاجتماعية.

ويدعو الهدف 13 من أهداف التنمية المستدامة الذي يتعلق بالعمل المناخي الجميع إلى العمل الفوري لخفض انبعاث غازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري، فضلا عن بناء القدرات على المرونة والتكيف وتحسين التعليم في مجال تغير المناخ. وتوجد حلول منخفضة التكلفة ومناسبة لتطوير مصادر الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة التي تمكن البلدان من بناء اقتصاداتها وجعلها أكثر مرونة.

وأشار أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة في رسالة له بهذه المناسبة ، إلي أن الأمم المتحدة تدعو في 21 سبتمبر من كل عام جميع الأمم والشعوب إلى التخلي عن أسلحتها وإعادة تأكيد التزامها بالعيش في وئام مع بعضها البعض. واليوم، وبمناسبة بدء العد التنازلي لفترة المائة يوم التي تفصلنا عن حلول الموعد المقبل لليوم الدولي للسلام، أدعو إلى التفكير، على الصعيد العالمي في موضوع هذا العام، وهو موضوع مناسب من حيث توقيته.

وأضاف غوتيريش ، أن موضوع "العمل المناخي من أجل السلام" يحمل في طياته رسالة واضحة مفادها أن حالة الطوارئ التي يشهدها المناخ العالمي تشكل تهديدا للأمن والاستقرار.

فالمناطق الساحلية والمناطق الداخلية المتدهورة في طورها لأن تصبح غير صالحة للسكن، مما يضطر ملايين الناس إلى التماس الأمان والبحث عن حياة أفضل في أماكن أخرى. وفي ظل تزايد تواتر وحدّة الظواهر الجوية القصوى والكوارث المرتبطة بها، تهدد المنازعات التي تنشب حول الموارد المتناقصة بتأجيج النزاعات المتصلة بالمناخ.

وذكر الأمين العام ، أنه في الشهر الماضي، زار منطقة جنوب المحيط الهادئ وتسنى لي الوقوف على التحديات التي يواجهها أولئك الذين يعيشون على الخطوط الأمامية في مواجهة هذا الخطر الوجودي. بيد أن هذا الخطر لا يهدد مستقبل الجزر النائية فحسب. فما يحدث هناك إنما هو إرهاص بما سيحيق بسائر البشرية في المستقبل. وبالتالي، فقد بات العمل المناخي العاجل ضرورة عالمية. وقال غوتيريش : سعيا لتعبئة ما نحتاجه من جهود طموحة، سأعقد مؤتمر قمة للعمل المناخي في ٢٣ سبتمبر، بمقر الأمم المتحدة في نيويورك. وقد طلبت إلى قادة العالم الإسهام في هذا المؤتمر بخطط ملموسة وواقعية لتعجيل وتيرة الإجراءات الرامية إلى تنفيذ اتفاق باريس، وإحداث تحول جوهري نحو مستقبل أنظف وأكثر أمانا ومراعاة للبيئة. وستدعمهم في هذا المسعى أصوات المتحمسين في صفوف الشباب، ذكورا وإناثا في جميع أنحاء العالم، الذين يدركون أن مستقبلهم أصبح على المحك. فهذه هي معركتنا الكبرى ونحن الآن في سباق مع الزمن. وبإمكاننا بل لا بد لنا أن ننتصر.

ذلك أن الحلول متوافرة بين أيدينا: لنفرض الضرائب على التلوث، لا على الناس؛ ولنكف عن دعم الوقود الأحفوري؛ ولنتوقف عن تشييد معامل جديدة للفحم بحلول عام ٢٠٢٠؛ ولنركز على تعزيز الاقتصاد الأخضر، بدلا من الاقتصاد غير النظامي. ودعا غوتيريش ، إلي إنني أعول على دعمكم المستمر ونحن نسعى جاهدين لبناء عالم يكون بوسعنا أن نعيش فيه كل يوم في وئام مع البيئة ومع بعضنا البعض.

ويشير أحدث تقرير للفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ ، إلي أن جميع البلدان والمجتمعات المحلية في شتى أنحاء العالم تعاني بالفعل من زيادة وطأة التغيرات المناخية، والتي تشمل موجات الجفاف والفيضانات وتسارع وتيرة الكوارث الطبيعية وشدتها، واستمرار ارتفاع مستويات سطح البحر، والفئات الأشد فقرًا وضعفًا هي الأكثر تضررًا في كل مرة. ومع كل عام يمر، تتصاعد مخاطر تغير المناخ دون هوادة.

وأشار التقرير الدولي المعني بتغير المناخ ، إلي أن التبعات المناخية للاحترار العالمي بمقدار درجتين مئويتين أكبر كثيرًا من حد 1.5 درجة مئوية وعلى الرغم من ذلك فنحن أبعد ما يكون من بلوغ أي منهما. فمن شأن الحد من الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية أن يقلل عدد الأشخاص المعرضين للمخاطر المتعلقة بتغير المناخ والسقوط في براثن الفقر بعدة مئات من الملايين بحلول عام 2050 بالمقارنة مع حد درجتين مئويتين.

وأنه إذا لم تتخذ إجراءات عاجلة، فمن الممكن أن تسقط آثار تغير المناخ 100 مليون شخص آخرين في براثن الفقر بحلول عام 2030. وأنه بحلول عام 2050، ربما وصل عدد المهاجرين بسبب المناخ إلى 143 مليون شخص على مستوى ثلاث مناطق نامية، وسيجبر أفراد وأسر، بل ومجتمعات محلية بأسرها على النزوح بحثًا عن أماكن أكثر قابلية للعيش فيها وأبعد عن التأثر بمخاطر المناخ.

كما أن تأثير الكوارث الطبيعية المتطرفة يعادل خسارة 520 مليار دولار في الاستهلاك السنوي، ويؤدي إلى إفقار نحو 26 مليون شخص كل عام عالميًا. وأصبح لتغير المناخ فعليًا آثار ملموسة يمكن قياسها على صحة الإنسان، ومن المتوقع أن تتزايد هذه الآثار . ويعد تلوث الهواء مسؤولًا عن أكثر من 7 ملايين حالة وفاة قبل العمر المتوقع سنويًا. وقد تصل التكاليف الصحية المباشرة إلى 4 مليارات دولار سنويًا بحلول عام 2030. كما لن يجعل تغير المناخ إطعام سكان الأرض المتوقع أن يبلغ عددهم 10 مليارات شخص بحلول عام 2050أمرًا أصعب وحسب، بل صارت آثاره محسوسة بالفعل، متمثلة في انخفاض غلة المحاصيل، وكثرة الظواهر الجوية المتطرفة التي تؤثر على المحاصيل والثروة الحيوانية.

وكشف التقرير الدولي ، عن أنه يجب حساب التمويل اللازم للانتقال المنظم إلى اقتصاد عالمي منخفض الانبعاثات الكربونية، وقادر على المواجهة، بتريليونات وليس فقط بمليارات الدولارات.

حيث يلزم ضخ استثمارات كبيرة في البنية التحتية على مدى السنوات الـ 15المقبلة - حوالي 90 تريليون دولار حتى عام 2030 – ولكن لا يلزم بالضرورة أن تتكلف أكثر من هذا بكثير كي تضمن توافق هذه البنية التحتية الجديدة مع الأهداف المناخية.

ويقدم العمل المناخي فرصة كبيرة لضمان تحقيق أهداف التنمية المستدامة ودفع النمو الاقتصادي. فها هو يحقق بالفعل نتائج ملموسة تتمثل في خلق فرص عمل جديدة، ووفورات اقتصادية، وزيادة في القدرة التنافسية والفرص السوقية، وتحسن رفاهة شعوب العالم، بل ويزيد من الإمكانات المستقبلية للاستثمار والابتكار والنمو.

وتُقدر مؤسسة التمويل الدولية أن تمثل المساهمات الوطنية لمكافحة تغير المناخ في 21 اقتصادا من الأسواق الناشئة وحدها 23 تريليون دولار في فرص الاستثمار. وأنه إجمالًا، من الممكن أن يؤدي التحول إلى الاقتصادات منخفضة الانبعاثات الكربونية والقادرة على المواجهة إلى تحقيق منافع اقتصادية عالمية بقيمة 26 تريليون دولار حتى عام 2030.

وبموجب اتفاقية باريس، التزم العالم بالسعي للحد من الارتفاع في درجات الحرارة العالمية إلى أقل بكثير من درجتين مئويتين فوق مستويات حقبة ما قبل الثورة الصناعية بحلول نهاية القرن. ويتطلب تحقيق أهداف الاتفاقية اتخاذ إجراءات حاسمة وجريئة.

فمن الممكن أن تساعد سياسات، مثل تسعير الكربون، على خلق محفزات للتغيير التحولي.

وتمثل سياسة تسعير الكربون خيارًا بسيطًا وعادلًا وفعالًا للتصدي لتغير المناخ. كما يمكنها أيضًا توفير فوائد إضافية، كالحد من تلوث الهواء والازدحام مع تجنب زيادة تكاليف التدابير العلاجية المرتبطة بمسارات نمو العالية الكربون.

أما بالنسبة للشركات، فإن تسعير الكربون يمكنها من إدارة المخاطر وتخطيط استثماراتها منخفضة الكربون ويدفعها للابتكار.

وأنه حتي الأول من فبراير 2019، كان هناك 46 بلدًا و 28 إقليمًا فرعيًا إما في طور تنفيذ مبادرات لتسعير الكربون أو قد حددت جدولًا زمنيًا لتنفيذها.

وعلى الرغم من ذلك، فإنه يجب أن تتسع تغطية تسعير الكربون من أجل تحويل الاستثمار على نطاق واسع، ويجب أن تكون الأسعار أكثر دقة . وقد شهدت أكثر المبادرات زيادات في أسعار الكربون في عام 2018 مقارنة بمستوى الأسعار في عام 2017.

ولكن على الرغم من هذا، لا تزال أكثر المبادرات دون سعر 40 إلى 80 دولارًا لكل طن مكافئ من ثاني أكسيد الكربون، اللازم بلوغه في عام 2020 للتوافق مع درجة الحرارة المستهدفة في اتفاق باريس، على النحو الذي حددته اللجنة الرفيعة المستوى المعنية بأسعار الكربون برئاسة جوزيف ستيغليتز ونيكولاس ستيرن.

وفي الوقت نفسه ، أشار تقرير «حالة المناخ العالمي في 2018»، الذي صدر مؤخرًا عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إلى تضرر نحو 62 مليون شخص خلال السنة الماضية بفعل استمرار ظواهر الطقس المتطرفة. ومن بين 281 ظاهرة مرتبطة بالطقس قام مكتب الأمم المتحدة للكوارث بتحليلها، كان الإعصار «فلورنس»، الذي ضرب الولايات المتحدة في سبتمبر 2018، هو الأكثر أضرارا من الناحية الاقتصادية، حيث تسبب مع الإعصار"ميتشل" في خسائر بلغت قيمتها 49 مليار دولار، وأدى إلى وفاة أكثر من 100 شخص. كما ألحق الإعصار «مانغوت» ضررًا بأكثر من 2.4 مليون شخص، وتسبب في موت ما لا يقل عن 134 شخصًا، معظمهم في الفلبين.

وكان إعصار "إيداي" الذي ضرب موزمبيق نهاية شهر مارس الماضي 2019، قد تسبب في مقتل نحو 700 شخص وانتشار مرض الكوليرا بين الآلاف ، إلى جانب أضرار أصابت ملايين السكان. واعتبرته المنظمات الدولية الإعصار الأكبر الناجم عن تغير المناخ الذي يضرب أفريقيا. لكن الاستجابة الدولية البطيئة لمساعدة المتضررين من إعصار موزمبيق أظهرت انعدام العدالة في مواجهة كوارث التغير المناخي: فالدول الأكثر تأثرًا هي الأقلّ قدرة على التعامل مع النتائج.

وتتشكل الأعاصير فوق مياه المحيطات الدافئة بالقرب من خط الاستواء، ولذلك يمكن اعتبارها محركات ضخمة تعتمد على الحرارة التي تؤدي إلى تبخر مياه البحر بسرعة. ويرتفع بخار الماء عبر الجو ويتكاثف على شكل سحب وقطرات ماء، مما يؤدي بدوره إلى مزيد من الارتفاع في الحرارة. ويتابع الهواء الحار المشبع بالرطوبة ارتفاعه إلى الأعلى، مشكلًا عناقيد من عواصف رعدية متضخمة، تُعرف بالاضطرابات الاستوائية. وحالما يبدأ هذا المحرك الحراري بالدوران، يستمر التكاثف السريع داخل العاصفة في دفع الهواء للأعلى، ويحل مكانه هواء أقل سخونة قادم من الأسفل. ويؤدي شفط الهواء الساخن من سطح المحيط إلى انخفاض متتابع في ضغط الهواء . وعندما يندفع الهواء من الضغط العالي إلى الضغط المنخفض، يتسبب في نشوء رياح عاتية. وما إن تصل سرعة الرياح إلى 60 كيلومترًا في الساعة تدعى العاصفة المتشكلة بالمنخفض الاستوائي.

ويظهر الإعصار في صور الأقمار الاصطناعية على شكل دوامة من السحب.

وتنتج الحركة الدورانية في الإعصار بسبب قوتين رئيسيتين، الأولى هي قوة كوريوليس الناتجة عن كروية الأرض ودورانها حول محورها، والثانية ناشئة عن تدرج الضغط بين الكتل الهوائية. ففي نصف الكرة الشمالي يسحب دوران الأرض الرياح إلى اليمين ، لكن الضغط المنخفض في مركز (عين) العاصفة يعيدها إلى اليسار، مما يخلق دورانًا سريعًا عكس عقارب الساعة.

وتنقلب الآية جنوب خط الاستواء، حيث يكون الدوران مع عقارب الساعة. ومع توقف المحرك الحراري، نتيجة انخفاض حرارة سطح المياه بفعل اقتراب العاصفة من اليابسة يزداد تكاثف المياه وترتفع حرارة الهواء أكثر، ويؤدي ذلك إلى تناقص الضغط بشكل أكبر وازدياد الدوران وارتفاع سرعة الرياح لتبلغ نحو 60 إلى 120 كيلومترًا في الساعة، مشكلة عاصفة استوائية.

7 من كل 10 عواصف استوائية تدور رياحها بسرعة تزيد على 120 كيلومترًا، وهي عند هذه الحد تدعى رسميًا بالإعصار.

وتوجد 7 مناطق (أحواض) لتشكل الأعاصير في المياه الدافئة.

ويطلق على الإعصار تسميات مختلفة حسب المناطق التي يتشكل فيها، فهو " هاريكاين " فوق المحيط الأطلسي وشمال شرق المحيط الهادئ ؛ و"تايفون" في شمال غرب المحيط الهادئ ؛ و"سايكلون" في شمال المحيط الهندي ، كما في الأحواض جنوب خط الاستواء التي تشمل جنوب غرب المحيط الهندي وجنوبه الشرقي وجنوب غرب المحيط الهادئ. وتتأثر الدول العربية في مناطق القرن الأفريقي وجنوب شبه الجزيرة العربية بالعواصف الاستوائية التي تتشكل في حوض شمال المحيط الهندي، حيث يمتد موسم العواصف بين بداية شهر أبريل ونهاية ديسمبر من كل عام .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل