المحتوى الرئيسى

"حسن الختام والموت فى هدوء".. هل تحققت أمنية نجيب محفوظ؟ - فالصو

08/30 14:05

"حسن الختام والموت فى هدوء".. هكذا كان يتمنى أديب نوبل نجيب محفوظ، عميد الرواية العربية، شأنه مثل كثيرين يتمنون حسن الختام وأن يكون موته هادئا، فهل تحققت هذه الأمنية لهرم مصر الرابع؟.

هذه الأمنية، خصص لها الكاتب الصحفى محمد شعير، فصلا فى كتاب "أولاد حارتنا.. سيرة الرواية المحرمة"، والصادر عن دار العين للنشر، فى القاهرة.

اقرأ أيضًا.. فى ذكرى إعدامه.. هل دعا سيد قطب مفكر الإخوان إلى التعرى على الشواطئ؟

"حسن الختام والموت الهادئ".. كانت إجابة نجيب محفوظ على سؤال الكاتب الكبير محمد سلماوى، خلال الحوارات التى أجراها، والتى استند عليها محمد شعير، ليبين فيما بعد أن "سلماوى" لم يكتف بهذه الإجابة، بل سأل أديب نوبل: "ما الذى تقصده بحسن الختام؟"، فأوضح عميد الرواية العربية: "كان لى أخوان، مات أكبرهما بالسرطان، وكان يتعذب فى أيامه الأخيرة، بينما أخى الثانى شرب شايا وأسند رأسه إلى كتفى ومات فى أقل من ثانية. أتمنى أن يكون موتى هكذا هادئا".

ينطلق محمد شعير فى كتابه من هذه الإجابة، إلى ما تعرض له نجيب محفوظ من تعذيب فى أيامه الأخير بسبب المرض، فبعد أن تعثرت قدمه وسقط فى صالة منظزله، دخل فى غيبوبة، وعندما أفاق منها قال: "نفسى أروح"، لم يتمكن الأطباء من السيطرة على الحالة التى أخذت فى التدهور على ما مدى ما يقارب الشهر والنصف.

اقرأ أيضًا.. أبرزهن السيدة خديجة.. نساء أثرن فى تكوين شخصية جيهان السادات

ثم ينتقل محمد شعير، بعد ذلك، إلى تفاصيل رحيل نجيب محفوظ، والتى بدأت تحديدا فى 29 أغسطس 2006، إلا أنه تم تأجيل إعلان خبر الوفاة لحين إبلاغ رئاسة الجمهورية، وبسبب الإجراءات الأمنية التى تعرض لها صاحب نوبل من أجل الجنازة الرسمية.

وبالنظر إلى أمنية نجيب محفوظ، فقد كان يتمنى كما أخبرت زوجته الأصدقاء، أن تخرج جنازته من مسجد سيدنا الحسين، الحى الذى ولد وترى فيه وارتبط به، ولكن هذا الحلم أيضا لم يتحقق، إذ كان النعش الذى حمل إلى مسجد الحسين فارغا، بلا جثمان، بينما نقل جثمان نجيب محفوظ إلى مسجد آل رشدان من أجل الجنازة الرسمية.

جانب آخر تطرق إليه محمد شعير يتعلق بجنازة نجيب محفوظ، ويوضح كيف أنها لم تكن هادئة أو كما كان يتمنى صاحب نوبل، يتمثل فى حضور رواية "أولاد حارتنا" وما أحدثته من جدل فى حياته ومماته، مشيرا إلى أن أحد الصحفيين طرح خلال الجنازة سؤال على شيخ الأزهر سيد طنطاوى ومفتى الجمهورية على جمعة، ووزير الأوقاف حمدى زقزوق، بعد الانتهاء من صلاة الجنازة، والسؤال هو: هل كانت جنازة نجيب محفوظ مناسبة لإعلان المصالحة بين المؤسسة الدينية ومحفوظ؟.

اقرأ أيضًا.. ذكرى الاغتيال.. ناجى العلى يكشف لـ"رضوى عاشور" كواليس ولادة حنظلة وسر تعلقه به

يوضح محمد شعير، أن السؤال أغضب "حرافيش محفوظ"، وقالوا: إنه ليس من اللائق طرحه فى مثل هذا التوقيت"، وآثر شيخ الأزهر الصمت، وأجاب المفتى باقتضاب: "هذا محض اختلاق"، معتبرا أن "هذا يوم حزين لأننا نودع قمة من قممنا الأدبية، أحب مصر، والإنسانية"، أما وزير الأوقاف فألقى كلمة قصيرة وصف فيها محفوظ بأنه "هرم رابع، وضع الأدب العربى فى مصاف الآداب العالمية".

فى نفس السياق، يستشهد محمد شعير بما رواه الكاتب جمال الغيطانى، الذى أشار إلى اندفاع شاب اعترض على صلاة الجنازة على نجيب محفوظ لأنه كافر، وفقا لما ذكره "الغيطانى" فى جريدة الأخبار بتاريخ 30 أغسطس 2015.

وهنا يصف محمد شعير جنازة نجيب محفوظ بأنه كانت أكبر من لقاء كل الأطراف المتخاصمة معا لوداع رجل تسامح مع الجميع واعتبر نفسه فى الوقت ذاته خصما للجميع، لافتا إلى أن الجماعة الإسلامية سارعت إلى اتخاذ موقف إيجابى وأصدرت بيانا نعت فيه صاحب "أولاد حارتنا"، وأقرت بأن محاولة اغتياله لم تكن خطا عاما فى الجماعة، ورغم أن الجماعة عددت مناقب نجيب محفوظ – على ذكر شعير – إلا أنها حمدت له "أنه رفض نشر رواية أولاد حارتنا وطبعها إلا إذا وافق عليها الأزهر، وهذه والله نعتبرها رجوعا منه عنه القصة ونفضا ليده منها وتوبة إلى الله من وزرها".

اقرأ أيضًا.. تزامنًا مع ذكراه.. ممثل سخر من اتهام مايكل جاكسون بالاغتصاب فتعرض للهجوم.. اعرف القصة

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل