المحتوى الرئيسى

ما مصير نقاط المراقبة التركية في سوريا بعد التطورات الأخيرة؟

08/25 08:00

هذه روابط خارجية وستفتح في نافذة جديدة

حاصرت القوات الحكومية السورية أبعد نقطة مراقبة تركية داخل الأراضي السورية يوم 23 أغسطس/ آب 2019 إثر السيطرة على مدينة خان شيخون والقرى والبلدات المحيطة بها.

وباتت القوات التركية المتمركزة في مورك معزولة تماماً عن مناطق سيطرة المعارضة.

وتقع نقطة مراقبة مورك التركية على بعد 12 كيلو مترا عن مدينة خان شيخون وعلى أطراف الطريق الدولي الذي يربط بين محافظة حلب ومحافظة حماه. وبعد السيطرة على مدينة خان شيخون توجهت القوات الحكومية شمالاً وباتت على بعد عدة كليومترات شمالي المدينة باتجاه مدينة حلب.

وجاء ذلك بعد يوم من إعلان أنقرة عن تعرض نقطة مراقبة تركية أخرى لقصف القوات الحكومية السورية دون أن ترد عليها.

وتحدثت الأنباء عن عقد لقاءات بين العسكريين الأتراك والروس حول مصير نقطة مورك.

وكانت قافلة عسكرية تركية تضم دباباب ومدرعات وذخيرة في طريقها إلى نقطة مورك يوم 19 أغسطس/ آب قد تعرضت لغارة جوية لطائرة سورية على الطريق السريع خارج مدينة معرة النعمان فقتل فيها ثلاثة من المسلحين السوريين الذين كانوا في سيارة تسير في مقدمة القافلة.

وقالت وسائل إعلام تركية إن الطائرة التي نفذت الغارة قد تكون روسية. ولم تقم تركيا بارسال طائراتها المقاتلة لحمايةالقافلة.

واضطرت القافلة إلى التوقف وتراجعت واتجهت إلى نقطة مراقبة تركية أخرى في سوريا. وسارع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الاتصال بنظيره الروسي فلاديمير بوتين بهدف إيجاد مخرج لتركيا يحفظ ماء وجهها. وإثر ذلك أصدرت تركيا وروسيا بيانين مختلفين عن فحوى الاتصال بين الزعمين.

لكن ما لبث أن تم الاعلان عن توجه أردوغان إلى موسكو للقاء بوتين يوم 27 أغسطس/ آب للتوصل إلى محرج للمأزق التي تواجهه تركيا التي يتكدس اللاجئون على حدودها بسبب العمليات العسكرية التي تنفذها القوات الحكومية بغطاء جوي روسي بل بمشاركة روسية على الأرض حسبما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الغاني، شيرلي أيروكور بوتشويه، في موسكو : "لقد أكدت بشكل واضح أنه إذا واصل (الإرهابيون) هجماتهم انطلاقا من تلك المنطقة على الجيش السوري والمدنيين وقاعدة حميميم الجوية الروسية، فإنهم سيواجهون ردا حازما وقاسيا".

وقال لافروف: "إن الجيش التركي أنشأ عددا من نقاط المراقبة في إدلب وكانت هناك آمال معقودة على أن وجود العسكريين الأتراك هناك سيحول دون شن الإرهابيين هجمات، لكن ذلك لم يحدث".

وهذا الموقف يبلغ حد تحميل تركيا المسؤولية عن ما يجري على الأرض بسبب استمرار سيطرة "هيئة تحرير الشام" على 90 بالمائة من محافظةإدلب رغم أن الاتفاق بين روسيا وتركيا كان ينص على نزع سلاح الجماعة وإقامة منطقة منزوعةالسلاح تفصل القوات الحكومية وقوات المعارضة.

وكان بوتين قد أعلن في مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي أن الجماعات "الإرهابية" كانت تسيطر على 50 في المئة من محافظة إدلب العام الفائت واصبحت تسيطر على 90 في المئة في الوقت الراهن بسبب إخفاق تركيا في طرد تلك الجماعات.

بعد التغييرات الكبيرة على الصعيد الميداني بات الانتشار العسكري التركي في سوريا يخضع لشروط وقيود جديدة في ظل تأكيد روسيا استمرار دعمها لما وصفته بجهود الجيش السوري في مكافحة "الإرهاب" في سوريا.

ورغم التنديد التركي بعمليات الجيش السوري في المنطقة ووصفها بأنها تشكل خطراً على الأمن القومي التركي وتسبب كوارث انسانية كما تسببت في تهجير عشرات الآلاف من المدنيين وإبلاغ الجانب الروسي بذلك على أكبر من مستوى، لكن يبدو أن روسيا ستطلب تغيير خارطة انتشار القوات التركية في سوريا لأنه لم يعد هناك حاجة لبعضها بعد تغيير خطوط المواجهة العسكرية بين الحكومة والمعارضة.

القواعد العسكرية التركية في الخارج ومهامها

وكانت تركيا قد أقامت 12 نقطة مراقبة داخل محافظات إدلب وحماة وحلب بالاتفاق مع الجانب الروسي والإيراني بهدف تطبيق ما يعرف باتفاق خفض التصعيد في المناطق التي كانت تفصل بين القوات الحكومية السورية والمعارضة.

وقامت تركيا لاحقا بتعزيز هذه النقاط التي تحولت إلى ما يشبه قواعد عسكرية حقيقية داخل الأراضي السورية مثل تلك الواقعة قرب بلدة مورك وسط سوريا والتي تضم مئات الجنود وتقع على بعد 88 كيلومترا عن الحدود التركية.

كما تحتفظ تركيا بعدد من القواعد العسكرية في مناطق الباب وجرابلس واعزاز وعفرين، وهي مناطق خاضعة كليا للسيطرة التركية.

ولا توجد أعداد دقيقة لعدد القوات التركية في سوريا، خاصة وأن الحدود السورية مفتوحة للجيش التركي في مناطق كثيرة والقوافل العسكرية التركية تدخل وتخرج بكل الحرية.

ويسيطر الجيش التركي بشكل مباشر على منطقة عفرين، وأنشأ فيها ممراً عسكريا مفتوحا على حدودها.

وقال بشار الجعفري، ممثل الحكومة السورية في الأمم المتحدة ورئيس وفدها لمفاوضات الأستانة التي تم فيها التوصل اتفاقية خفض التصعيد في ادلب وحلب وحماه، إن هناك 10655 عسكريا تركيا بين ضابط وصف ضابط وجندي في إدلب وأن تركيا أدخلت 166 دبابة و278 عربة مدرعة و18 راجمة صواريخ و173 مدفع هاون و73 سيارة مزودة برشاش ثقيل و41 قاعدة صواريخ مضادة للدبابات.

ووصف الجعفري ذلك بأنه انتهاك لتفاهمات أستانا التي تنص على السماح بإنشاء 12 نقطة مراقبة تركية للشرطة لا يتجاوز عدد عناصرها الـ 280 شرطياً حسب قوله.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل