المحتوى الرئيسى

تحذير تحذير.. الشخير ضار جدا بالصحة: زوجة حسام تنقذه من الموت - المصري لايت

08/24 20:14

حتى منتصف الليل لم تستطع الزوجة النوم بسبب الأصوات الصادرة من زوجها، صوت شخيره، الذي لا يسمعه، ولا يعرف عواقبه مستمر بلا توقف لساعات، حتى فوجئت السيدة باختناق زوجها على نحو غير متوقع، وعليه اتصلت بالإسعاف لإنقاذه.

ما سبق ملخص لما مر به شاب مصري مقيم في إنجلترا يدعى حسام أبوشوشة، والذي لم يجد ما يستدعي القلق جراء الشخير الذي يصدر عنه أثناء نومه كحال أي رجل، لكن الموضوع زاد عن حده لأكثر من عام، وتطور إلى إصابته بإغماء أثناء النوم.

حينها، هرعت سيارة الإسعاف إليه واشتبه الأطباء في إصابته بجلطةٍ أو نزيفٍ في المخ، وبعد إجرائه للفحوصات الطبية استمر «حسام»، حسب روايته لـ«المصري لايت»، في المتابعة مع المختصين لـ6 أشهر ولم يجدوا شيئًا، إلى أن تطورت حالة الشخير أثناء نومه إلى حد عدم قدرة زوجته على النوم، دون أن يعيرها اهتمامًا، مكتفيًا بمداعبتها: «أشخّر براحتي في بيتي وهاتي محامي واخلعيني».

تدرس ابنة «حسام» في كلية الطب، وحينما لاحظت عليه نفس الأمر، الشخير أثناء النوم خلال إحدى رحلاتهم، أبلغته بأنه مصاب بما يُسمى بـ«سليب أبنيا»، وشرحت له الأعراض التي تتمثل في شعور دائم بالنعاس طول اليوم، والنوم خلال مشاهدة التليفزيون، وهو ما يؤدي في بعض الأحيان إلى أمراض في عضلة القلب وكذلك المخ، وربما يعجّل بألزهايمر.

على الفور، حدد «حسام» موعدًا مع طبيب أسرته، وشرح له معاناته اليومية متوقعًا رد فعل سلبي، لكن على نحو مفاجئ وجد استجابة جادة منه وبدأ في توجيه عدد من الأسئلة إليه، وهم «هل تشعر بالتعب أثناء الاستيقاظ من النوم؟ هل تستيقظ خلال نومك لأكثر من 3 مرات؟ هل تنام أثناء مشاهدة التليفزيون أو خلال القراءة أو في السينما؟ هل تنام أثناء قيادة السيارة أو بجوار من يقودها؟».

طلب الطبيب من الرجل الخمسيني أن يجيب على الأسئلة السابقة من خلال الأرقام، فالصفر للنفي، و1 يشير للحدوث النادر، و2 بمعنى يكثر وقوعه، و3 تنويه لدوام الأمر، ليحصل على مجموع 9 نقاط، بعد أن ذكر له مروره بحالة إغماء أثناء النوم منذ عام.

بموجب الخطوات السابقة، اشتبه الطبيب في إصابة «حسام» بـ«سليب أبنيا»، وطلب منه انتظار جواب من المستشفى لفحصه بشكل أدق، وهو ما حدث بالفعل ووجه الأطباء له نفس الأسئلة سالفة الذكر، ليحذروه من خطورة حالته التي قد تتسبب في ضعف عضلة القلب وقلة الأكسجين في الدم الواصل إلى المخ.

خضع «حسام» للنوم أمام كاميرا مراقبة داخل المستشفى بعد تركيب بعض الأجهزة به، وبعد أسبوع بعث الأطباء له جوابًا يفيد بإصابته بـ«سليب أبنيا»، بعد أن اكتشفوا تعرضه لـ20 احتباس في النفس وضربات قلب تصادمية في ساعة واحدة.

توجه «حسام» على الفور إلى المستشفى وهناك تعرفوا على وزنه وطوله، وسألوه عما إذا كان يدخن أو يشرب الكحول، وهو ما لم يعتد عليه يومًا، لينتهي الأمر بمنحه جهازًا للتنفس به كارت للذاكرة، ونصحوه بأن يرتديه يوميًا أثناء النوم، على ألا يتخلى عنه مدى حياته، مع انتظار ٣ أسابيع حتى يتابع مع الأطباء مجددًا.

نشر «حسام» ما مر به عبر حسابه بـ«فيس بوك»، ومنها بدا الاهتمام الكبير من قبل متابعيه، ما بين أشخاص يمرون بنفس التجربة، أو الخوف من فكرة الشخير في حد ذاته أثناء النوم، وهو ما دفعنا إلى التواصل مع أحد المختصين لإيضاح الأمر بشكل أفضل.

من جانبه، يقول الدكتور محمود عاطف يوسف، استشاري ومدرس جراحة الأنف والأذن والحنجرة بكلية طب قصر العيني، إن الشخير هو نتيجة اهتزاز سقف الحلق أثناء دخول الهواء من الفم، وفي كثير من الأحيان لا تكون حالة مَرَضية، لكن قد تتطور إلى حالة «سليب أبنيا»، أو ما يُعرف بمتلازمة انسداد مجرى الهواء أثناء النوم.

ويعرف «عاطف» المتلازمة، لـ«المصري لايت»، بأنها عبارة عن نوبات متكررة من الانسداد الكلّي أو الجزئي لمجرى الهواء العلوي أثناء النوم، وهذا يؤدي إلى نقص في الأكسجين، ما يترتب عليه عواقب خطيرة على صحة الإنسان.

وتحدث المتلازمة نتيجة ضعف العضلات الموسعة لمجرى الهواء، وبعض التغيرات في وظائف التنفس وضيق مجرى الهواء ذاته لأسباب عدة منها زيادة الوزن حسب إيضاح «عاطف»، والذي كشف عن أعراضها: «أثناء الصباح يشعر المريض بالأرق وجفاف في الريق، وليلًا يحدث شخير وتكثر الحركة أثناء النوم، والذي يكون متقطعًا».

ويردف «عاطف» سرد مسببات المتلازمة، منها وجود مشكلات ف الأنف كاعوجاج الحاجز الأنفي، أو تضخم في غضاريف الأنف أو اللوزتين أو اللحمية أو اللسان، بجانب ثقوب في سقف الحلق.

ومن مضاعفات المتلازمة حسب رواية «عاطف» وجود مشكلات في الجهاز العصبي كالاكتئاب والتوتر، وارتفاع نسبة السكر نتيجة عدم استجابة الجسم للإنسولين، مع زيادة ضغطيّ الدم والعين، بجانب الوزن، وربما ينتج عنها تصلب الشرايين وعدم انتظام ضربات القلب، مع احتمالية الإصابة بالجلطات، وعمليًا يفقد القدرة على الإنتاج، والنوم خلال القيادة وفقدان القدرة على الانتصاب أثناء ممارسة الجنس.

يشخّص الأطباء هذه المتلازمة عن طريق الكشف الإكلينيكي، ومعرفة التاريخ المرضي من الزوجة (أي سؤالها عن نوم الزوج وبعض ملاحظاتها عليه)، لكن لا يُعتمد على ما سبق وفق «عاطف»، لأن الأدق هو إخضاع المصاب لـ«معمل نوم»، وبموجبه يكشف الجهاز عدد مرات انسداد الهواء أثناء النوم، ويدوّن كل ما يحدث للمخ والعضلات، وضربات القلب، وحركة عضلات التنفس، ونسبة الأكسجين في الدم.

ينوه «عاطف» إلى أن المريض يُعالج على مستويات عدة، أولها تغيير العادات السيئة في النوم مثل عدم شرب الكفايين (كالشاي والقهوة على سبيل المثال) قبله، والامتناع عن الأدوية المسببة لمشكلات في التنفس كالمهدئات، على أن تكون بيئة النوم ملائمة، والابتعاد عن تناول أطعمة تحتوي على سعرات حرارية عالية.

يشدد «عاطف» على ضرورة إنقاص المريض لوزنه، لأن 50% من مصابي المتلازمة من ضمن أسبابها زيادة وزنهم، وحال الانخفاض تتحسن حالتهم لكن دون شفاء نهائي.

وتُعد الوسيلة العلاجية الأهم هو جهاز CPAP، فيستعمله المصاب بمعدل يتراوح ما بين 4 لـ6 ساعات يوميًا على مدار 6 أيام في الأسبوع، وهو يعمل كجبيرة حسب وصف «عاطف»، ويتواجد في مصر بأسعار تبدأ من 10 حتى 30 ألف جنيه.

وللجهاز مشكلات عدة وفق «عاطف»، على رأسها عدم التزام المرضى به، ووفق الإحصائيات وصل عدد المهملين منهم 50% عالميًا، رغم فعاليته التي تصل نسبته إلى 100%، على الجانب الآخر ربما يتسبب في تقرح الوجه وجفاف بالأنف والفم، واستدرك الطبيب: «في النهاية هو جهاز لطول العُمر».

في حال عدم تحمل المريض لـCPAP  يأتي دور التدخل الجراحي، فهي تطورت عن السابق حسب «عاطف»، بعد أن كان المصاب يدخل بعدها إلى العناية المركزة، أما الآن أصبحت بسيطة بوقت قصير، ولا تستدعي الحالة الولوج إلى الرعاية، على أن تغادر المشفى بعد المبيت لليلة واحدة.

عقب الجراحة يتنفس المريض مباشرةً من أنفه دون وضع أي حشو به، فيما يستطيع ذوو الوزن المرتفع الإنقاص منه، لكفاءة العملية فيما يخص تنظيم التنفس، ومن ثم يستطيع المصاب الجري بأريحية وفق «عاطف».

ويعتمد نجاح الجراحة على تحديد المكان المسبب لانسداد مجرى الهواء، خاصةً وأن فشلها في السابق، الذي وصل نسبته إلى 50% حينها كان نتيجة لإجرائها في الحلق مباشرة، أمّا الآن يخضع المريض لمنظار تشخيصي قبل البدء لتعيين مصدر الانسداد تحت تأثير المخدر.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل