المحتوى الرئيسى

"الدوحة" ترضى "ترامب": توسع أمريكى جديد فى "العديد".. وقطر تتحمل تكاليفه بـ1.8 مليار دولار

08/22 20:20

تكشف تطورات الأحداث فى الأشهر الأخيرة حالة جديدة من التمدد العسكرى التركى والأمريكى داخل قطر، خصوصاً منذ القطيعة العربية مع «الدوحة»، فى مؤشر على التحولات الاستراتيجية الأمنية فى المنطقة، وسط المخاوف المشتركة بين نظامَى تميم بن حمد ورجب طيب أردوغان.

وقالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إن «قطر لا تسمح فقط بالتوسع الأمريكى فى قاعدة العديد الجوية، بل تموله أيضاً وتدير أعمال البناء بها بتكاليف تصل إلى 1.8 مليار دولار»، وأضافت: «فى الوقت الذى يلتزم فيه مسئولون أمريكيون الحذر فى اللغة التى يستخدمونها لوصف العمل فى الموقع ويشيرون إليه بأنه تطوير، يصرح المسئولون القطريون بأنه توسع، ورغم أنه لم يتم الإعلان عن خطط لإرسال المزيد من القوات إلى القاعدة، فإنها قد تستوعب أكثر من 10 آلاف جندى».

وتقع قاعدة العديد الجوية على بعد نصف ساعة بالسيارة من كورنيش وسط مدينة الدوحة الذى يتميز بالنخيل والمياه الزرقاء الصافية، فى بيئة قاسية فى الصحراء القطرية، حيث تصل درجات الحرارة إلى 54 درجة فى فصل الصيف.

ويقول دبلوماسيون من دول الخليج إن الجهود الحثيثة التى تبذلها قطر لتوسيع قاعدة العديد الجوية، إلى جانب مشتريات الدولة من المعدات العسكرية الأمريكية التى تقدر قيمتها بعشرات المليارات من الدولارات، ما هى إلا محاولات لاستغلال ثروات البلاد الهائلة من الغاز الطبيعى لكسب تأييد إدارة الرئيس دونالد ترامب فى وقت تم فيه عزل قطر من قبَل حلفاء الولايات المتحدة الآخرين بالمنطقة، بحسب الصحيفة الأمريكية.

وقال العميد دانييل إيتش توللى، قائد الجناح الاستطلاعى الجوى 379، فى مقابلة أجريت معه، إن العمليات العسكرية الأمريكية فى قاعدة العُديد الجوية «معقدة للغاية» بنفس قدر التعقيد الذى كانت عليه فى أحلك فترات الحروب فى العراق وأفغانستان، مع وجود معدات عسكرية عالية الجودة وغالية الثمن، مثل مقاتلات إف-22، وقاذفات بى-52 التى أُرسلت إلى قطر هذا العام.

ونقلت القيادة المركزية قاعدة عملياتها الأمامية إلى قطر فى عام 2003، من قاعدة الأمير سلطان الجوية السعودية، وقال توللى: «تحول الوضع من استطلاعى مؤقت فى السعودية إلى دائم فى قطر».

وتزامناً مع هذه المساعى الأمريكية والقطرية، ذكرت وسائل إعلام تركية خلال الأيام الماضية أن تركيا تستعد لافتتاح قاعدة عسكرية ثانية لها فى قطر بحلول الخريف، فى خطوة اعتبرها الدكتور بشير عبدالفتاح، الباحث فى الشأن التركى، تعكس حالة من التناغم والانسجام الأمريكى التركى القطرى لأسباب عدة.

وأوضح «عبدالفتاح»، فى اتصال هاتفى لـ«الوطن»، أن «التوسع العسكرى التركى فى قطر يأتى فى سياق مخاوف مشتركة بين نظامَى قطر وأردوغان، الأخير يخاف من محاولات انقلابية ضده، ويعلم أن دوائر محلية تتربص به، والنظام القطرى لديه مخاوفه لذلك جاء التقارب العسكرى بينهما على قاعدة هذه المخاوف».

ولفت الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إلى أن «الربط بين توسيع القاعدة العسكرية الأمريكية وفى نفس الوقت القاعدة التركية التى سيتم افتتاحها فى الخريف المقبل يعنى حالة من التفاهم القطرى التركى الأمريكى، فبطبيعة الحال لن تُفتح قاعدة عسكرية فى قطر إلا بموافقة أمريكية»، مضيفاً: «ما يعنى وجود تناغم استراتيجى فيما يخص التموضع العسكرى التركى فى قطر الذى يأخذ صفة غير استراتيجية، وهذه الصفة غير الاستراتيجية تتضح من خلال نوعية الجنود والأسلحة الموجودة، وهو نفس أمر الوجود التركى فى الصومال».

وقال «عبدالفتاح» عن الهدف من الوجود التركى فى قطر: «هو وجود رمزى يضمن لتركيا دوراً فى أمن الخليج، وتركيا تريد القول إن لديها قوات وقواعد وستكون مرشحة لحماية أمن الخليج حال كان الناتو يرغب فى ذلك»، وتابع أن «التوسيع العسكرى بات البديل لأردوغان للنموذج الناعم الذى كان يعتمده فى السابق، أردوغان كان يعتمد فى السابق على نموذج الإسلام السياسى أو التعايش بين الدين والديمقراطية، لكن الأمر تغير، فقد اعتمد الرئيس التركى على التدخل العسكرى بدلاً من ذلك فى ظل الاتجاه لعسكرة المنطقة، فتدخل مثلاً فى شمال العراق بداعى محاربة داعش والأكراد ويقيم معسكر بعشيقة فى شمال العراق، وكذلك تدخل فى شمال سوريا ونفذ عمليات عسكرية، وتدخل أيضاً فى ليبيا، وكل هذه تدخلات غير قانونية وغير مقبولة، لكن هذه الدول التى يتم التدخل فيها سيادتها مخترقة، وأردوغان لديه يقين أنه إذا حدث تقاسم فى أى شىء لاحقاً سيكون له نصيب حال تقاسم الغنائم، وهو ما حاول فيه كذلك فى السودان من خلال اتفاقية سواكن، التى ألغاها المجلس العسكرى بعد الثورة ضد نظام البشير».

10 آلاف جندى أمريكى يمكن أن تستوعبهم قاعدة العُديد

5 آلاف جندى تركى من المتوقع أن يكونوا فى قطر

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل