المحتوى الرئيسى

عاش هنا يوثق دور الصدفة فى بطولة محمد عوض لـ فرقة الريحانى.. كواليس خلافاته مع عبد الحليم حافظ ودوره الوطنى فى حرب الاستنزاف وسر حبس نجله

08/21 10:03

فى محافظة القاهرة وتحديدًا في 3 شارع طلعت حرب - القاهرة ، عاش الفنان الكويدى الراحل محمد عوض، الذى وثق جهاز التنسيق الحضارى منزله، من خلال وضع لافتة على باب العقار، توضح تاريخ الميلاد: 12/06/1932 مكان الميلاد: القاهرة، وتاريخ الوفاة 27/02/1997.

يأتى ذلك فى إطار مواصلة مشروع "عاش هنا"، أحد أهم المشروعات التي يشرف عليها جهاز التنسيق الحضاري التابع لوزارة الثقافة، جهوده في توثيق المباني والأماكن التي عاش فيها الفنانين والسينمائيين وأشهر الكتاب والموسيقيين والشعراء وأهم الفنانين التشكيليين والشخصيات التاريخية، التي ساهمت في إثراء الحركة الثقافية والفنية في مصر عبر تاريخ مصر الحديث.

ولد محمد عوض، في 12 يونيو 1932، في حي العباسية بالقاهرة، كان والده موظفًا، وكان الأخ الأكبر والوحيد بين 3 بنات.

كان حلم حياة محمد عوض أن يلتحق بالكلية البحرية، ولكن توفيت والدته وعمره 18 سنة، وكان فى الصف الثانى الثانوى، وحينها أكد له والده أنه يجب أن يتخلى عن حلمه، لأنه سيكون العائل الوحيد لشقيقاته البنات بعد وفاته، والضابط البحرى حياته غير مستقرة، ولا تتناسب مع ظروفه ومسؤولياته تجاه أخواته، وبعد عام من وفاة والدته توفى والده ليترك له مسؤولية أخواته البنات، وهو فى الصف الثالث الثانوى.

وحصل على ليسانس آداب جامعة عين شمس عام 1957، بجانب دبلوم المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1962.

بدأت حياته الفنية، في مسرح الجامعه، فبعد التحاقه في جامعة عين شمس بكلية الآداب قسم الفلسفه، أنشأ فرقة تمثيل، وكان مدرسه بالكلية أنيس منصور الذي تبنى الفرقة المسرحية التي كونها عوض مع الفنان سعيد عبدالغني، وحققت نجاحات كبيرة، حيث استضاف فيها عوض بطلات مسرح الريحاني ومنهن مارى منيب، وزوزو وميمي شكيب، وعقيلة راتب، ونجوى سالم لتقديم عروض على مسرح الجامعة، فتفوقت فرقته على فرقة الحقوق التي كونها كرم مطاوع وجلال الشرقاوي، ووصل عدد جمهور الطلبة الذين يحضرون العروض المسرحية إلى 12 ألف متفرج .

بعد تخرج محمد عوض من الجامعة تم تعيينه فى فرقة الريحانى بمبلغ 7 جنيهات فى الشهر، وتبنته الفنانة مارى منيب، ومنحته جزءًا من دولابها لأنه لم تكن له غرفة يغير فيها ملابسه، وتبناه بديع خيرى بعدما شاهد موهبته ووجده يحفظ كل أدوار الريحانى، وفى أحد الأيام غاب عادل خيرى، بطل الفرقة، بسبب مرضه، فقام محمد عوض بدور البطولة، وتألق وتكرر هذا مع تكرار غياب عادل خيرىبسبب مرضه، وبعدها انتقل إلى فرقة «ساعة لقلبك»، ومنها إلى مسرح التليفزيون، حيث تم تعيينه بمبلغ 40 جنيهًا شهريًا.

بدأ لمعان نجم الفنان محمد عوض، في مسرحية "جولفدان هانم" التي عرضها عليه الفنان عبد المنعم مدبولي، وحققت نجاحًا مذهلًا، ولأول مرة في تاريخ مسرح التليفزيون الذي تعرض فيه المسرحية ثلاثة أيام، ويتم تصويرها في اليوم الرابع، وامتدت هذه المسرحية لمدة شهر، فقرر عبد القادر حاتم، وزير الإعلام، أن يكون أجر محمد عوض 400 جنيه، وهو أكبر أجر يحصل عليه ممثل فى تاريخ المسرح العربي في هذا الوقت عام 1962، وفقا لما كشفه نجله عاطف عوض فى حوار صحفى سابق له.

وتسبّبت مسرحية "نمرة 2 يكسب"، في نقلة كبرى لـ"عوض"، التي لعب فيها 4 أدوار، وحققت نجاحًا غير مسبوق، وأصبحت أيقونة المسرح في الستينيات بما حققته من دخل وإيرادات، وبعدها تألق في عدد من المسرحيات، منها مسرحية "العبيط"، وحقّق نجاحات غير مسبوقة في أعداد المتفرجين.

تسببت مسرحية «مطرب العواطف»، في مقاطعة عبد الحليم حافظ للنجم محمد عوض، حتى أنه قابله في الإذاعة ورفض أن يسلم عليه، بسبب ان بعض الحاقدين اخبروا العندليب بأن محمد عوض كان يقصده في هذه المسرحية ويستخف به، فغضب منه العندليب، وفقا لتصريحات لعاطف عوض نجل محمد عوض.

قررت الدولة عام 1968 أن تمنح محمد عوض حق ايجار مسرح الزمالك بأمر مباشر من الرئيس عبد الناصر، وبإيجار شهري ألف جنيه بسبب اغلاق مسارح التليفزيون فى ذلك التوقيت بسبب حرب الاستنزاف فكون محمد عوض فرقته الخاصة التي كانت من أوائل الفرق في تاريخ المسرح العربي، وقدّم مع فرقته أول موسم صيفي في المسرح العائم، بمسرحية (الطرطور)، ومعه نبيلة عبيد لأول مرة على المسرح، وحققت المسرحية نجاحًا مدويًا، وبعدها افتتحوا مسرح الزمالك بمسرحية (طبق سلطة) التي لم تحقق نجاحًا، فعاد بسرعة لمسرحية (الطرطور) حتى يصلح مسرحية (طبق سلطة) التي عرضها في الإسكندرية، فحققت نجاحًا كبيرًا .

كانت أصعب المواقف في حياة محمد عوض عندما أرادت الدولة أن تأخذ منه مسرح الزمالك سنة 1974، بعد النجاح الذي حققه، وبعد أن كان هذا المسرح لا يعرفه أحد، إلا بعدما أصبح مسرح محمد عوض، فاضطر لدفع مبالغ كبيرة نظير الإيجار الذي أخذ يتصاعد حتى وصل إلى مليون جنيه، وكانت الأزمة الثانية في حياته عندما أصيب بـ(فيروس سي) والسرطان في آخر 8 سنوات من حياته.

كان للراحل محمد عوض دور وطنى مهم إبان فترة النكسة 1967 وحرب الاستنزاف التى تلتها حيث كان له دورا بارزا فى نقل الجنود المصابين من وعلى الجبهة بالسويس بسيارته الخاصة، وقد كان أيضا حلقة الوصل بين الجنود والفلاحين فى نقل الخضروات للجنود على الجبهة، وظل محمد عوض طوال فترة حرب الاستنزاف يذهب بفرقته على الجبهة ليقدم عروضًا للجنود، وسافر ليعرض للجنود فى حرب اليمن، وتعرض للموت .

وعن أحب أفلام محمد عوض إليه يقول نجله عادل عوض فى حوار صحفى سابق أن والده كان يعشق أفلامه مع حسن يوسف ويوسف فخر الدين، وبشأن عمله في المسرح أشار عادل عوض إلى أن والده الراحل كان يعشق فرقة الريحاني وعمل بها فترة، وكان يسعد كثيرا عندما كان يصافح الفنان الراحل عادل خيري، موضحا أن الكاتب بديع خيري تبنى محمد عوض فنيا في بداياته.

تزوج محمد عوض من زميلة الدراسة «قوت القلوب مازن» - التى تعرف عليها خلال الدراسة الجامعية أثناء التنافس المسرحى، وجمعتهما علاقة حب، خاصة أن حياتهما فيها نقاط تشابه كثيرة، ولكن كانت هى حفيدة رياض باشا، رئيس الوزراء، وتعيش فى قصر بجاردن سيتى، فأراد محمد عوض أن يكون عش الزوجية بمستوى مناسب فاستأجر شقة بشارع طلعت حرب، وتقدم لها وتزوجها.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل