المحتوى الرئيسى

سيبايوس وأرسنال.. لأن كل طرف كان يحتاج للأخر

08/20 23:04

لم يكن يرغب في أن يستمر لموسم أخر دون أن يحصل على فرص حقيقية للمشاركة لذلك قرر الرحيل وبشروطه وانتقل إلى أرسنال لتكون بداية تألقه أسرع مما توقع الجميع.

داني سيبايوس المنتقل من ريال مدريد إلى المدفعجية سريعا ما قدم نفسه إلى الجماهير بعد أداء رائع ضد بيرنلي توج على أثره بجائزة رجل المباراة بعدما أسهم في فوز كتيبة المدرب أوناي إيمري بهدفين مقابل هدف.

في صيف 2017 ظفر ريال مدريد بموهبة ريال بيتيس بعد صراع مع برشلونة، برغبة من زين الدين زيدان مدرب الفريق قرر ضمه لدرجة إنه فضله على جيميس رودريجيز نجم الفريق وقتها بحسب تقرير لصحيفة "ماركا" الإسبانية.

انضم سيبايوس للفريق الذي يمتلك مجموعة من أبرز لاعبي خط الوسط في العالم: توني كروس ولوكا مودريتش وإيسكو بالإضافة للمواهب الشابة: ماركوس يورينتي وماتيو كوفاسيتش في وجود للارتكاز الدفاعي الصلب: كاسيميرو.

"تخمة" وسط ريال مدريد لم تعط لسيبايوس فرصة للعب منذ بداية الموسم، لكن بمجرد أن شارك أساسيا لأول مرة مع الفريق، سجل هدفين في مرمى ديبورتيفو ألافيس ليفوز ريال مدريد ويحقق انتصاره الثالث خلال أول 6 جولات.

ومع توقع الجميع أن يكون سيبايوس أساسيا مع الفريق إلا أنه عاد لدكة البدلاء في المباراة التالي ضد إسبانيول ليستمر عليها لفترة ثم ليتحول إلى لاعب بديل يشارك لدقائق معدودة ثم إلى لاعب لا يدخل قائمة مباريات الفريق بالأساس.

انتهى موسمه الأول مع ريال مدريد بالمشاركة في 22 مباراة بكل المسابقات خاض فيها 899 دقيقة فقط وسجل فيها هدفين فقط ولم يصنع أي أهداف.

وفي الموسم التالي رحل زيدان وجاء جولين لوبتيجي وهو الرجل الذي اشتهر بتطوير المواهب الإسبانية الشابة، لكن الأمور لم تتحسن كثيرا.

شارك سيبايوس مع لوبتيجي في 11 مباراة فقط، لكن سوء نتائج ريال مدريد مع المدرب الإسباني كانت سببا في إقالته ورحيله عن الفريق بعد الخسارة من برشلونة بخماسية.

بعدها آتى سانتياجو سولاري وشارك معه سيبابوس 20 مباراة وخلالها سجل هدفين وصنع مثلهما خلال 1230 دقيقة.

رحل سولاري عقب الخسارة من برشلونة أيضا لكن في كأس الملك، وآتى زيدان وشارك معه سيبايوس في 3 مباريات في الدوري الإسباني من أصل 10 متبقية في المسابقة.

ما حدث هذا الموسم وضحه سيبايوس بنفسه "بدأت (الموسم) مع لوبتيجي بشكل جيد للغاية لكن بعد ذلك عدت دكة البدلاء".

وهنا قرر سيبايوس أن يقرر مصيره بنفسه.

لن يستمر مع ريال مدريد دون المشاركة أساسيا بعدما قضى موسمين بين دكة البدلاء أو الاستبعاد من قائمة الفريق.

عقد سيبايوس جلسة مع زيدان لمعرفة دوره في الموسم الجديد، وخرج بها بعدما فهم تلميحات زيدان جيدا.

وصرح سيبايوس لإذاعة "أوندا ثيرو" الإسبانية " فهمت توضحيات زيدان، ولدي عقد مع الفريق بشرط جزائي كبير، ويتبقى لدي 4 سنوات مع الفريق وأريد أن أنجح مع ريال مدريد".

لكن ألمح إلى أنه قد لا يستمر مع الفريق موضحا السبب، وربما تعد هذه النقطة هي سبب تألقه –حتى الآن- مع أرسنال، وقال: "أهم شيء بالنسبة للاعب هو الحصول على ثقة مدربه".

وضرب مثالا بدوره في منتخب إسبانيا "مع المنتخب أشعر بأهميتي كلاعب، وأشعر بأنني (مفتاح لعب) للفريق".

كما أوضح متطلباته للعب في أي فريق جديد "إذا رحلت أرغب في أن ألعب في فريق أشعر فيه بأهميتي".

وأضاف "أتطلع لأن أظهر للجميع قدرتي على المنافسة مع أي فريق في أوروبا، لا أرغب في أن أظل لموسم أخر دون الحصول على فرصة للعب أساسيا".

تصريحات سيبايوس لفتت العديد من أنظار فرق أوروبا التي ترغب في تدعيم صفوفها إليه، خصوصا وأنه يمتلك مميزات عديدة، ويبدو أن ريال مدريد يرغب في التخلص منه لأن زيدان لا يفضل وجوده مع الفريق.

أرسنال وتوتنام تقدما سباق الحصول على سيبايوس.

لكن سيبايوس تعلم من درس اختياره لريال مدريد سابقا، وقرر ألا يختار بشكل خاطئ مجددا.

في توتنام –الذي يتحدث مدربه اللغة الإسبانية- كان سيبايوس سيدخل في منافسة مع ديلي ألي وكريستيان إريكسن وموسى سيسوكو وتانجي ندومبيلي للحصول على فرصة للمشاركة أساسيا.

أما في أرسنال فتوجد العديد من المزايا.

أرسنال افتقد لخدمات أرون رامسي الذي فضل الرحيل صوب يوفنتوس، وميسوت أوزيل لا يقدم أداء جيدا لمدة طويلة وبصورة منتظمة وهنريك مخيتاريان أصبح جناحا وليس صانعا للألعاب.

كما أن مدرب أرسنال –الإسباني الجنسية- تحدث معه وأقنعه بدوره مع الفريق وشرح له أهميته بالنسبة لأرسنال.

فقال إيمري لاحقا "تحدثت معه قبل أن يأتي إلى هنا".

إيمري جعل سيبايوس يشعر بأهميته وجعله يثق بنفسه أكثر، لذلك فضل الانتقال إلى المدفعجية معارا بدلا من اللعب لكتيبة المدرب ماوريسيو بوتشيتينو والمنافسة مع العديد من الأسماء في توتنام.

أرسنال وتحديدا إيمري كانا يحتاجا للاعب وسط يطبق أفكار المدرب الإسباني، يجيد الاحتفاظ بالكرة تحت ضغط والتمرير الصحيح والرؤية الثاقبة والاسحواذ على الكرة وصناعة الفرص.

وسيبايوس كان يحتاج لمن يثق به، ويثقل أكثر من موهبته ويعتمد عليه اعتماد شبه كلي، ويجعله يسهم في كل فرصة.

في ريال مدريد لم يكن سيبايوس قادرا على فعل ذلك لوجود لاعبين أكثر خبرة منه مثل كروس ومودريتش لذلك أدواره اختلفت وتحولت من صناعة اللعب المباشر إلى مساعدتهم وتمريرة الكرة إليهم ليصنعوا الفرص بدورهم إلى المهاجمين.

وفي أرسنال لا يوجد من هم مثل مودريتش وكروس لذا أصبح سيبايوس هو المسؤول الأول عن صناعة فرص الفريق ومد المهاجمين بالكرات.

أرسنال كان يحتاج للاعب مثل سيبايوس، وسيبايوس كان يحتاج لمناخ مثل مناخ أرسنال ومدرب مثل إيمري؛ لذا تحققت المعادلة وتألق اللاعب الإسباني.

ضد بيرنلي كان سيبايوس رجلا للمباراة لأن كل الأمور كانت تدور حوله.

في بداية المباراة بدأ سيبايوس في مركزصانع الألعاب أمام ماتيو جيندوزي وجو ويلوك بطريقة 4-2-3-1.

لكن مع ضغط بيرنلي على أرسنال وعدم قدرة الفريق على الخروج بالكرة من مناطقه، عدل إيمري من الموقف.

عاد سيبايوس ليلعب بجوار جيندوزي وويلوك لتتحول الطريقة إلى 4-3-3.

هذا التعديل جعل أرسنال قادرا على التغلب على ضغط بيرنلي الشرس، لأن سيبايوس لا يخطئ في التمرير ويجيد الاحتفاظ بالكرة.

ورغم عودته للخلف إلا إنه كان يتقدم أيضا ويصنع الفرص للتسجيل أو يجعل زملائه في موقف رائع لصناعة هدف.

ذلك التعديل التكتيكي كان سببا في أن يكون سيبايوس أكثر من لمس الكرة خلال المباراة بـ97 لمسة، كما أكمل 63 تمريرة من أصل 70 بدقة 90%، وصنع 3 فرص للتسجيل منها فرصة من ركنية استغلها لاكازيت وسجل الهدف الأول لأرسنال.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل