المحتوى الرئيسى

مايك بومبيو.. خادم ترامب المُخلص

08/19 16:15

منذ وصوله إلى سدة الرئاسة لم يبقَ مسؤول أمريكي في إدارة دونالد ترامب لفترة طويلة، كلما مرّ وقت كلما غادر عضو من إدارته، بسبب خلافات سياسية أو اعتراض على أسلوب رجل الأعمال النيويوركي في تسيير أمور الحكم، إلا أنه في الوقت نفسه هناك عدد من الرجال المخلصين الذين يحيطونه، ويبذلون قصارى جهدهم في مساعدته على تحقيق أحلامه ومن بينهم وزير خارجيته مايك بومبيو.

سلطت مجلة نيويوركر الأمريكية الضوء على أبرز المحطات في حياة بومبيو، في تقرير مطوّل نشرته على موقعها الإلكتروني، واعتبرته "خادم ترامب المُخلص" الذي يدعمه ويسانده بغض النظر عن مدى "حماقة" قراراته وتصرفاته التي تُوصف في بعض الأحيان بالأحادية، والتي أثارت جدلاً كبيرًا في واشنطن.

بعد فوز ترامب في الانتخابات، عمل بومبيو على ملء أحد المقاعد الشاغرة في إدارة الرئيس الجمهوري، ولم يتردد لحظة واحدة في قبول منصب مدير مكتب الاستخبارات المركزية "سي آي إيه". وفي عام 2018 بعد فصل وزير الخارجية السابق ريك تيلرسون، أعلن بومبيو، عبر تغريدة على حسابه بموقع تويتر، إنه مسرورًا لكي يخدم الولايات المتحدة، وأن يكون على رأس قائمة دبلوماسييها.

قال بومبيو، وهو مسيحي إنجيلي يحتفظ بكتاب مُقدس مفتوح على مكتبه، إن الله ربما يكون أرسل ترامب ليكون "الملكة إستير" لهذا العصر، وهي شخصية توراتية أقنعت ملك فارس بإعفاء الشعب اليهودي.

ذكرت نيويوركر أن بومبيو يتعامل مع وظيفته الحالية باعتبارها "خادم للرئيس"، وقال في تصريحات سابقة إنه على وزير الخارجية أن يعرف ماذا يريد الرئيس بالضبط.

ولفتت المجلة إلى أنه منذ توليه حقيبة الخارجية كان بومبيو يفعل كل ما يريد ترامب، ويقف إلى جانبه بغض النظر عن مدى غرابة قراراته. فعلى مدار 31 شهرًا، أصبحت علاقة بومبيو وترامب شديدة القوة، حتى أن الرئيس الأمريكي أخبر أحد المراسلين أنه يجادل الجميع باستثناء وزير خارجيته.

لفتت المجلة الأمريكية إلى أن بومبيو يختلف إلى حد كبير عن وزراء خارجية الولايات المتحدة الآخرين، فكلهم وصلوا إلى المنصب بعد حياة مهنية مليئة بالمناصب المرموقة وخبرة واسعة في العلاقات الدولية، على عكس بومبيو الذي لم يكن شخصية معروفة في واشنطن قبل عقد من الزمن.

حاول ترامب التباهي ببومبيو والتفاخر بكونه كان أحد أفضل الطلاب في ويست بوينت وكلية الحقوق بجامعة هارفارد، ولكن في حقيقة الأمر تُشير نيويروكر إلى أنه لم يحقق في حياته انجازاً يُذكر، حتى كونه عضواً في مجلس النواب لم يكن صعباً أو بعيداً المنال، علاوة على ذلك لم يرأس أبداً لجنة فرعية، وحتى عمله في الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" لم يكن طويلاً ولم يحقق فيه أي انجاز حقيقي.

وقالت المجلة الأمريكية إن الكل يعلم أن بومبيو أنفق أغلب سنوات حياته في إدارة شركة ويتشيتا للطيران، والتي عانت من العديد من الأزمات.

وأوضحت نيويوركر أن بومبيو أفقر عضو في إدارة ترامب، فحسب كشف حسابه فإن أصول عائلته تتراوح ما بين مائتي ألف دولار إلى سبعمائة وخمسين ألف دولار.

وُلد بومبيو عام 1963 لعائلة من الطبقة العاملة وكان أحد ابنائها الثلاثة. والده واين كان يعمل في البحرية وشارك في الحرب الكورية، أما والدته فكانت واحدة من ملاك حمامات السباحة في كنساس.

حسب المقربين من بومبيو فقد كان على اختلاف دائم مع والده الليبرالي، وبدأ الأمر خلال فترة المراهقة إذ أصبح الفتى وقتذاك محافظًا لأقصى درجة. وتخرج بومبيو من جامعة ويست بوينت، وخدم كعضو في الجيش الأمريكي في ألمانيا، وفي حرب الخليج الأولى، وبعد تخرجه من كلية الحقوق بجامعة هارفارد، عمل بومبيو كمحام في شركة "كوتش إندستريز"، وقاد تكتل الأخوان تشارلز وديفيد كوخ، اللذين كانا مؤيدين ماليين لترامب.

في واشنطن، تمكن بومبيو من الوصول إلى لجنة الطاقة والتجارة بمجلس النواب، وهي اللجنة المهتمة بالمصالح التجارية لرعاته وأنصاره في كنساس. وقام بتعيين محامي سابق في شركة كوتش للمحاماة التي كان يعمل بها، كي يكون رئيسا للموظفين، واكتسب سمعة طيبة كأحد المدافعين عن الأخوة كوتش، وهم رجال أعمال يعملون في عدة صناعات في الولايات المتحدة.

وبعد عامين، وصف بومبيو عائلة كوتش بالرجال العظماء. وحسب نيويوركر فإن ولائه الشديدة لهذه العائلة حقق له مكاسب عديدة لاسيما من الناحية السياسية. في أعوام 2010 و2012 و2014 و2016 تلقى بومبيو مبالغ مادية كبيرة من عائلة كوتش، والتي فاقت حجم الأموال التي حصل عليها أي مُرشح آخر على تمثيل المقاطعة الرابعة بولاية كانساس بمجلس النواب الأمريكي.

ورغم نجاحته المحدودة، ذكرت نيويروكر أن السيناتور الأمريكي وقتذاك كانت يضع عينيه على الكونجرس، ويحاول شق طريقه نحو واشنطن العاصمة.

كان بومبيو مُهتمًا، وفق نيويوركر، بترك بصمة في الكونجرس بشأن الأمن القومي، لذا بحث عن وسيلة تساعده على العمل في لجنة الاستخبارات، وتمكن من الوصول إلى هذا جزئياً بمساعدة رئيس اللجنة مايك روجرز، الذي طلب مساعدة بومبيو لإنهاء تمرد بعض أعضاء حزب الشاي بشأن تجديد المراقبة التي يسمح بها قانون باتريوت الأمريكي بعد أحداث 11 سبتمبر.

داخل اللجنة، تمكن بومبيو من جذب الانتباه، حسب نيويوركر، خاصة وأنه كان من أبرز المروجين لنظريات المؤامرة بشأن مقتل السفير الأمريكي والدبلوماسين الثلاثة في هجوم بنغازي في ليبيا عام 2012.

وقالت نيويروكر إن بومبيو لم يتوقف عن انتقاده لهيلاري كلينتون، رئيسة الوزراء وقتذاك، مع الحادث. واجه بومبيو وزيرة الخارجية الديمقراطية عندما أدلت بشهادتها أمام اللجنة في 22 أكتوبر 2015، وأثار غضبها عندما سألها لماذا استخدمت بريدها الإلكتروني الخاص أثناء التواصل مع مستشار السياسة الخارجية الخاص بها سيدي بلومنتال، ولكنها لم تفعل المثل مع سفير واشنطن لدى ليبيا.

رأى بومبيو أنه أخفق بشدة أثناء مواجهته مع هيلاري كلينتون، وقال لزملائه في اللجنة وأصدقائه الجمهوريين في كنساس إنه يشعر بالفشل الشديد عقب ما حدث مع وزيرة الخارجية الأمريكية وقتذاك.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل