المحتوى الرئيسى

مهندس قناة السويس.. قصة مهاب مميش «دليسبس» العصر الحديث

08/17 19:04

على مدار التاريخ المصري كانت القوات المسلحة مصنعا للرجال، في الحرب أبطال وفي السلم بناة للوطن، فلم يعهد عن أبناء المؤسسة العسكرية غير الحزم والجد، والذين من بينهم الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس والذي صدر قرار رئيس الجمهورية بتعيينه مستشارا لرئيس الجمهورية لمشروعات محور قناة السويس والموانئ البحرية، أحد هؤلاء الأبطال.

الفريق مهاب مميش أو كما لقب «مهندس قناة السويس»، أحد الأسماء التي سجلها التاريخ لما قدمته من أعمال في خدمة الوطن، خلال سنوات عمله كقائد للقوات البحرية، أو رئيسا لهيئة قناة السويس، والتي شهدت خلال فترة رئاسته لهيئة القناة وضع خطة وتنفيذ أعمال حفر قناة السويس الجديدة.

في مدينة الإسكندرية وتحديدا في 6 أغسطس عام 1948 ولد الفريق مهاب محمد مميش والتي تلقى فيها تعليمه حتى إلتحق بالكلية البحرية، والتي كان من اوائل طلابها حتى تخرج منها عام 1971 من سلاح الغواصات والذي ترقى في المناصب حتى وصل لمنصب قائد القوات البحرية عام 2007 وكان أول قائد يتولى قيادة القوات البحرية من سلاح الغواصات، والذي استمر قائدا للقوات البحرية حتى تمت إحالته للتقاعد في في 12 أغسطس 2012 خلال فترة حكم جماعة الإخوان الإرهابية.

بعد إحالة الفريق مهاب مميش للتقاعد والذي كان من ضمن قادة كبار قادة القوات المسلحة الذين تم إنهاء خدمتهم في ليلة القدر عام 2012، بجانب المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة والفريق سامي عنان، كان الفريق مهاب مميش على موعد جديد لبطولة جديدة في بناء الوطن بصدور قرار تكليفه رئيسا لهيئة قنوات السويس في اليوم ذاته. 

«مميش» الذي صاحب فترة قيادته للقوات البحرية الكثير من النجاحات والتحديثات، كانت مصر كلها على موعد لنجاح جديد من فكرة وتخطيط الفريق مهاب مميش بعد تكليفه بمهمة رئاسة هيئة قناة السويس، وهو التخطيط لإنشاء قناة جديدة موازية للقناة القائمة لخدمة عملية الملاحة في القناة وتيسير عبور السفن وتقليل مدة عبورها لما له من أهمية في زيادة دخل القناة وزيادة في تميز موقعها الجغرافي، ولما لها من أبعاد سياسية وجغرافية. 

فكرة إنشاء القناة الجديدة، كشف عنها الفريق مهاب مميش في أحد لقاءاته الصحفية، قائلا أنها راودته منذ اليوم الأول لتكليفه رئيسا لهيئة قناة السويس وخلال سفره في أول رحلة له إلى القناة، قائلا: «أثناء وجودى فى السيارة فى طريق رحلتي الأولى إلى قناة السويس، كلمنى على الهاتف مستشار مسؤول في الهيئة قال لى: «القناة وقفت»، سألته: ليه؟، فقال بسبب عطل في مركب شحن فى بورسعيد، قلت: هتعملوا إيه؟، قال: هنعومه، ومسكتش طول الطريق أفكر كيف استطاع أجدادنا أن يحفروها بالفأس والجاروف، ونحن ظللنا بعدهم نشغلها على تراك واحد، مركب تعطل يعطل القناة كلها». 

عطل مركب الشحن في قناة السويس وتسببها في تعطل الحركة في أول يوم له في مهمته الجديدة، كان بمثابة الحافز على ضرورة إيجاد حل بديل لمنع تكرار توقف الحركة مع كل حادث تعطل، حتى انه بدأ يفكر عن سبب عدم وجود «ممر بديل» تنتقل إليه حركة السفن حال تعطل الحركة في الممر الموجود للقناة، وبمجرد وصوله لمكتب قيادة الهيئة بدأ بالبحث من خلال الخرائط على إمكانية إنشاء ممر جديد موازي لقناة السويس لتسهيل مرور السفن. 

حلم الرئيس الجديد لهيئة السويس وقتها والمحمل بالآماني لترك بصمته في تلك المؤسسة العملاقة لم يتوقف حتى سرعان ما شكل فريق عمل لدراسة إنشاء قناة جديدة بكل تقنياتها وجوانبها والتي استمرت تلك الدراسات حتى تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي رئاسة الجمهورية والتي وجدها «مميش» الفرصة المناسبة لعرض مشروعه الجديد، قائلا: «درسنا موضوع انشاء قناة جديدة حتى جاء الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيسا للجمهورية، كلمته فى التليفون وقلت له: أريد أن أعرض عليك مشروعين، مشروع التنمية فى قناة السويس ومشروع تانى». 

وبعد عرض الفكرة على الرئيس تليفونيا، قال مميش: «ذهبت وأخذت خرائطى وحساباتى بالمليمتر، وجلس الرئيس وسمعنى ولم يعلق مطلقا، لميت أوراقى وغادرت وأنا محبط، وفى تمام الساعة 6 ونص صباحا رن هاتفي المشفر، وجاءني صوت الرئيس «إنت نايم؟»، قلت: آه، كنت نايم، قالى: أنا مانمتش بسبب فكرة المشروع، قلت له: قابلة للتنفيذ ومن بكرة الصبح، وتنفذ على 3 سنوات، وبعدها الرئيس أحضر القوات المسلحة كلها وجلسنا وناقشنا المشروع وقضينا شهر كامل في مناقشات مغلقة وبعدها الرئيس قال لي: هنفذ المشروع كانت فرحة كبيرة أوى، لكن كنت حاطط أيدى على قلبى، لأنه شىء مش سهل». 

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل