الوطن سبورت | ماني باكياو.. السياسي بطل الملاكمة الذي حقق نبوءة سالفستر ستالون

قبل أكثر من 40 عاما وتحديدا عام 1976، بدأ الممثل سالفستر ستالون إنتاج فيلم "روكي" من بطولته، والذي تحول بعد ذلك لسلسة طويلة ضمت 8 أجزاء كاملة كان أخرها العام الماضي، دارت حول ملاكم خطا في رحلة صعبة مع ضعف الإمكانيات نحو الفوز ببطولات العالم والتغلب على أساطير اللعبة.

في 2006، طرح الجزء السادس من "روكي" ببطولة كالعادة لـ ستالون، قصته الأساسية حول البطل العجوز الذي شاهد بالصدفة محاكاة أجريت بواسطة شركة مراهنات لمباراة ملاكمة جمعته- بعد إجراء تعديلات وإعادته افتراضيا أصغر سنا- مع البطل الحالي، الأمر الذي أيقظ أحلاما قديمة في نفسه ويعود مجددا ليفرض نفسه وسط أبطال لم يتجاوزوا نصف عمره الذي بلغ الستين وقتها.      

ماني باكياو، أسطورة الملاكمة الفلبيني، عاود سرد سادس أجزاء "روكي" على طريقته الخاصة، وتمكن أمس السبت من هزيمة بطل رابطة الملاكمة العالمية كيث ثورمان، أميريكي الجنسية في لاس فيجاس، ويدخل التاريخ كأكبر بطل للعالم في وزن الـ"ويلتر".

صاحب الـ40 عاما لم يتفوق فقط رياضيا على منافسه الأمريكي، فقد امتلك 10 سنوات إضافية بعمر الـ40، أعلى من خصمه صاحب الـ30 عاما، قبل خوض مواجهة قوية في "أم جي أم غراند غاردن أرينا"، أمام حوالي 14356 متفرجا.

بدأت المنازلة الأسطورية بتفوق ثورمان الذي وجه ضربة قوية أسقطت الفلبيني العجوز في الجولة الأولى، إلا أن الثاني ظل متمسكا بأفضليته ومتسلحا بخبرته، التي لم تمكنه من خطف أي "قاضية" ينهي بها المنافسة لصالحه ضد الأمريكي الذي لم يسبق له أن خسر قبل ذلك اللقاء. 

قوة النزال وعدم تمكن أي من الخصمين إنهائه بالضربة القاضية طوال 12 جولة، أجبرت الحكام للاحتكام إلى النقاط لإعلان البطل، وصوت حكمان لصالح الفليبيني إذ منحه أحدهما 115، والأخر 112 نقطة، فيما صوت الثالث لصالح ثورمان 114-113.

مانى باكياو هو ملاكم فلبيني الجنسية، من مواليد ديسمبر 1978، والوحيد في تاريخ اللعبة الذي أحرز بطولة العالم في 8 فئات مختلفة، واعتبر قبل حوالي 10 سنوات أحسن ملاكم في العالم، كما اختير 3 مرات ملاكم السنة وملاكم العشرية 2000-2009. حسب"فوربس"، كما يعد الأكثر أجرا في العالم بدخل سنوي يلامس 40 مليون دولار، وحقق 62 انتصاراً بينها 39 بالضربة القاضية، فيما هزم 7 مرات وتعادل في مواجهتين فقط.

ويشبه "باكياو" إلى حد كبير بطل سلسلة أفلام ستالون، إذ خرج كلاهما م بيئة فقيرة، قبل جني ملايين الدولارات من الملاكمة، إلا أن الفلبيني تفوق في كونه تخطى الرياضة إلى مجالات عدة، إذ أصبح نائبا في برلما بلاده كما أنه "داعية" للمسيحية، وهو الأمر الذي استفزه  ثورمان بشأنه قبل مواجهتمها، إذ توعده بالـ"يصلب".

بعد تحقيق الفوز التاريخي، رد باكياو على توعد الأمريكي بقوله: "أنا لست من هذا النوع من الملاكمين الذين يتحدثون كثيرا، نحن نروج للمنازلة وحسب، سأصفق له لأنه قوي جداً، وهو  مقاتل".