المحتوى الرئيسى

أمريكا تستعد بـ"عملية الحارس".. ومخاوف الصدام العسكري تخيم على المنطقة

07/20 16:00

أعلنت القيادة الأمريكية الوسطى للجيش الأمريكي، في بيان أصدرته اليوم، أنها تعمل على تطوير مجهود بحري متعدد الجنسيات، في إطار عملية أطلقت عليها اسم "الحارس" لزيادة المراقبة والأمن في المجاري المائية الرئيسية في الشرق الأوسط، لضمان حرية الملاحة في ضوء الأحداث الأخيرة في منطقة الخليج العربي.

وجاء الإعلان الأمريكي بعد ساعات من احتجاز إيران ناقلة نفط بريطانيا في أحدث حلقات التوتر الإيراني الغربي المتفاقم خلال الأسابيع الأخيرة عبر مياه الخليج.

وأوضحت القيادة الوسطى المعروفة بـ"سنتكوم"، المسؤولة عن منطقة الشرق الأوسط، أنَّ الهدف من "عملية الحارس" تعزيز الاستقرار البحري، وضمان المرور الآمن، وخفض التوترات في المياه الدولية في جميع أنحاء الخليج العربي ومضيق هرمز ومضيق باب المندب وخليج عمان. وسيمكن إطار الأمن البحري هذا "الدول من توفير حراسة لسفنها التي ترفع علمها، مع الاستفادة من تعاون الدول المشاركة للتنسيق وتعزيز الوعي بالمجال البحري ومراقبته".

وأكّد البيان العسكري التزام الولايات المتحدة بدعم هذه المبادرة، مشيرًا إلى أنَّ "المساهمات والقيادة من الشركاء الإقليميين والدوليين ستكون مطلوبة للنجاح"، مشددًا على أنَّ المسؤولين الأمريكيين سيواصلون التنسيق مع الحلفاء والشركاء في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط بشأن التفاصيل والقدرات اللازمة لـ"عملية الحارس"، لتمكين حرية الملاحة في المنطقة وحماية ممرات الشحن الحيوية.

وقال الحرس الثوري الإيراني، مساء أمس، إنَّه احتجز الناقلة "ستينا إيمبيرو" التي تملكها السويد في "مضيق هرمز" لأنَّها "خرقت القواعد البحرية الدولية".

 "موضوع التحالف العسكري أو معظم التحالفات العسكرية ذات الطابع المحدد عبارة عن تعاون لإنجاز مهمة واحدة في هذه الحالة حماية الملاحة الدولية بشكل سلمي".. هكذا علق الدكتور حسن أبو طالب مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية على المساعي الأمريكي بشأن "عملية الحارس".

وقال أبو طالب، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، إنَّ "هذا التحالف الأمريكي ستكون المشاركة فيها تطوعية لمن وجد في ذلك مصلحة والقيام بجهد ما في إطار هذا التحالف". وتحدثت "واشنطن" في الفترة الماضية مرارا عن مساع لتشكيل تحالف لحماية الملاحة الدولية تشارك فيها قوات بحرية وقوات مراقبة جوية، حسب ما أشار إليه "أبوطالب"، معتبرًا أنَّه يبدو كنوع من التعاون الدولي لتهدئة التوتر في الخليج لحماية الملاحة كمصلحة دولية عامة وليست مصلحة أمريكية أو خليجية أو بريطانية، ولمنع تطور الأحداث إلى الحرب.

ولفت الخبير السياسي، إلى أنَّ هذه العملية تشكل ضغطًا على إيران، فلن تستطيع أن تسبب تهديدًا لكل هذه الدول وفي نفس الوقت تشكل العملية حماية للخليج، فهي "بديل دولي ذو طابع سلمي"، وفقا له.

وأبدت تقارير دولية في الفترة الأخيرة مخاوفها من التحشيد العسكري الأمريكي في الخليج، إزاء إمكانية تحول الأحداث نحو مواجهات عسكرية، وفي وجهة النظر نفسها، يرى مستشار مركز الأهرام، أنَّ المشكلة ستكون في سوء التقدير الذي قد ينجم عن أحد هذه التصرفات، ويتطلب للتغلب على هذه المسألة الوضوح من حيث قواعد الاشتباك وغيرها، وأن تكون عملية تأتي في إطار الأمم المتحدة وليست عملية أمريكية وألأ تكون القيادة أمريكية وإنما دولية.

وصرح وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، اليوم، بأنَّ احتجاز "طهران" ناقلة نفط ترفع علم المملكة المتحدة يكشف "مؤشرات مقلقة" حول أنَّ "إيران قد تكون اختارت طريقًا خطيرًا لسلوك غير قانوني ويسبب زعزعة في الاستقرار".

وأضاف "هانت"، بحسب ما كتب عبر حسابه الرسمي على "تويتر"، أنَّ "ردنا سيكون مدروسًا لكن حازمًا، كنا نحاول أن نجد طريقاً لحل مسألة (جريس 1) لكننا سنؤمن سلامة سفننا".

وجاء احتجاز إيران السفينة البريطانية بعد ساعات من تمديد محكمة في جبل طارق لثلاثين يوماً احتجاز الناقلة "جريس 1" الإيرانية، التي صادرتها قبل أسبوعين في عملية شاركت بها البحرية البريطانية، لشبهة أنّها كانت متوجّهة إلى سوريا لتسليم نفط في انتهاك لعقوبات أمريكية وأوروبية.

وقال وزير الدولة البريطاني جيمس بروكنشير، إنَّ احتجاز الناقلة في مضيق هرمز أمر "غير مقبول على الإطلاق"، مؤكّدًا أنًّ "لندن" لا تزال تحاول القيام باتصالات دبلوماسية مع "طهران" حول المسألة.

فيما أعلنت بريطانيا أنَّ سفنها ستتجنب مضيق هرمز مؤقتا. وكانت "ستينا إيمبيرو" متوجهة إلى السعودية، مساء أمس، عندما اصطدمت بسفينة صيد، وفق سلطات ميناء مرفأ بندر عباس جنوب إيران، حيث ترسو السفينة حاليا.

بعض التحليلات تذهب إلى أنَّ الأجواء ربما تشبه نسبيا الأجواء التي سبقت الغزو الأمريكي – البريطاني للعراق عام 2003 مع حجم التحشيد العسكري الحالي في المنطقة، إلا أنًّ "أبو طالب" يرى الأمر مختلفًا، ووفقًا له فإن الحشد الذي تقوم به الولايات المتحدة في الوقت الحالي تجمع من أجل مهمة محددة وهي حماية الملاحة الدولية.

ولفت الخبير بمركز الأهرام للدراسات، إلى أنَّه منذ أكثر من 10 سنوات كان هناك تحرك دولي للتعامل مع القراصنة الصوماليين لحماية الملاحة الدولية في منطقة بحر العرب والمنطقة الساحلية القريبة من مضيق باب المندب، وكان ذلك تحالفا وقتها منطلق من الأمم المتحدة، ولم يتحول إلى غزو للصومال وكان يصعب حدوث ذلك.

ويشدد الخبير السياسي، على أنَّ الحشد في الحالة الإيرانية الغرض منه حماية الملاحة الدولية وليس غزو إيران، وإذا أرادت "واشنطن" تحويل وجهة التحالف إلى غزو إيران فكثير من الدول ستنسحب، مشيرًا إلى أنَّ الأمر كان العكس تمامًا في حالة العراق إذ كان الوضع منذ البداية الحشد والتحالف لغزو العراق.

وأعلنت إيران، اليوم، أنَّ ناقلة النفط البريطانية التي احتجزها الحرس الثوري في مضيق هرمز، جرى اقتيادها إلى ميناء بندر عباس المطل على المضيق. وذكرت أنَّ أفراد طاقم الناقلة المحتجزة الآن في ميناء بندر عباس سيبقون على متنها "لحين انتهاء التحقيق"، وفق ما ذكرت وكالة "أنباء فارس" الإيرانية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل