المحتوى الرئيسى

هل تطبيق "فيس آب" خطير حقاً؟

07/18 19:40

لا يتوقف الحديث هذه الأيام عن تطبيق "فيس آب"، الذي انتشر بشكل "جنوني" في أرجاء متفرقة من العالم. فبمجرد إلقاء نظرة خاطفة على مواقع التواصل الاجتماعي، يتبين أن عدة مشاهير في عالم الرياضة والفن، استخدموا هذا التطبيق.

أما عن سبب الانتشار الكبير لتطبيق "فيس آب" في هذه الأيام، فهو أن هذا الأخير يمكن أن يعطي صورة تقريبية جداً عن شكل مستخدمه بعد تقدمه في السن، وذلك على غرار اشتعال رأسه شيباً أو انتشار التجاعيد في وجهه، ما يثير فضول المستخدم لمعرفة شكله في المستقبل.

تتدفق علينا إعلانات البريد الإلكتروني وإعلانات اليوتيوب، وتلفت نظرنا صورة على فيسبوك فنوزعها، ونسجل فيديو بشكل عابر لطائر يتناول حبات الأرز من يد طفل، وننشره فتشتعل مواقع التواصل به. لكن ألا يؤثر ذلك على البيئة والمناخ؟ (13.07.2019)

في مقالها *لـ DW عربية تتناول الكاتبة الصحفية رشا حلوة ما يوفّره تطبيق FaceApp من فرق بين صورة الرجل وصورة المرأة ضمن "فلتر الجيل والتقدّم في السن. وتتساءل كيف يميّز التطبيق بين النساء والرجال في شكل شيخوختهم الخارجي؟ (18.07.2019)

ما هو "فيس آب" وكيف يعمل؟

"فيس آب" هو تطبيق مجاني، يمكن تحميله في الهواتف المحمولة. يعمل بخاصية الذكاء الاصطناعي، إذ يستطيع إعطاء صورة تقريبية عن شكل وجه مستخدمه في المستقبل، وذلك باستخدام عدة مميزات مختلفة يمتلكها التطبيق، وفق ما ذكر موقع مجلة "نيوز ويك" الأمريكية.

وتابع نفس المصدر أن "فيس آب" انتشر سنة 2017، بيد أن التحديثات العديدة التي شهدها هذا التطبيق الآن جعلته أكثر شهرة، وأضاف أن من بين مميزات هذه التطبيق هو تغيير وجه المستخدم، بما في ذلك مثلاً تغيير لون الشعر أو الابتسامة.

وأشار موقع مجلة "vice" الكندية أن تطبيق "فيس آب"، طورته شركة روسية تُدعى "وايرلس لاب" وتتخذ من مدينة سانت بطرسبرغ مقراً لها، ما يثير تخوفات بشأن وصول بيانات المستخدمين إلى الحكومة الروسية، حسب نفس المصدر.

تطبيق "فيس آب" انتشر بشكل كبير في العالم.

أفاد موقع مجلة "فوربس" الأمريكية أن التخوفات بخصوص تطبيق "فيس آب"، ازدادت بشدة في الآونة الأخيرة عقب تغريدة نشرها المُطور والكاتب في مجال التكنولوجيا، جوشوا نوزي على حسابه الخاص في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر". وحذر جوشوا من أن تطبيق "فيس آب"، يمكن أن يأخذ جميع الصور من هاتف مستخدمه، ويحملها إلى خوادم السحابة دون أي إذن واضح من المستخدم.

وفتح هذه التغريدة الباب أمام عدة تساؤلات بشأن إمكانية انتهاك خصوصية المستخدم، لاسيما بعد "فضيحة" اختراق بيانات طالت في وقت سابق ملايين المستخدمين لموقع التواصل الاجتماعي الشهير "فيسبوك".

وفي نفس السياق، أوضح موقع شبكة "بي بي سي" البريطانية أن البعض يتخوف أيضاً من أن تطبيق "فيس آب" قد يستخدم البيانات التي تم جمعها من المستخدمين، من أجل التدرب على خوارزميات التعرف على الوجه، وأردف أنه يمكن القيام بهذه العملية حتى بعد حذف الصور نفسها لأن قياسات الميزات على وجه الشخص يمكن استخراجها واستخدامها لمثل هذا الغرض.

كما دعا السيناتور الأمريكي، تشاك شومر مكتب التحقيقات الفيدرالية "أف بي آي" إلى القيام بتحقيق بشأن تطبيق "فيس آب". وقال تشاك في رسالة وجهها إلى مدير التحقيقات الفدرالي كريستوفر راي، وكذلك رئيس لجنة التجارة جو سيمونز ، إن الوصول إلى صور وبيانات المستخدمين قد يشكل "مخاطر على الأمن القومي والخصوصية لملايين المواطنين الأمريكيين".

في المقابل، أصدرت الشركة المالكة لتطبيق "فيس آب" بياناً ترد فيه على كل الاتهامات الموجهة إليها بخصوص التخوف من إمكانية انتهاك خصوصية المستخدمين. وقالت الشركة في البيان الذي نشره موقع "تيك كرنش" المتخصص في مجال التكنولوجيا، إنها لا تنقل أي صور أخرى من هاتف المستخدم إلى السحابة بل تحمل فقط الصورة المختارة من طرف المستخدم للتحرير.

كما أكدت نفس الشركة أنها تحذف كل الصور من خوادمها في مدة لا تتجاوز 48 ساعة من تاريخ التحميل، وأضافت أنها لا تشارك أو تبيع أي بيانات مستخدم مع أطراف ثالثة.

لم تكن نية مارك زوكربرغ ورفاقه في أول الأمر سوى إطلاق شبكة اجتماعية خاصة بتبادل المعلومات والصور والآراء بين طلاب جامعتهم هارفارد. أطلقوا على تلك الشبكة اسم: فيسبوك. وفي الرابع من فبراير/ شباط 2004 تم تأسيس الشبكة رسمياً، ليتوافد عليها طلبة من جامعات أخرى وتلقى رواجاً ونجاحاً مهمين. هذا النجاح دفع مؤسسي "فيسبوك" إلى فتح باب العضوية للجميع ابتداءً من نهاية عام 2006.

كان لـ"فيسبوك" قدرة خارقة على اختصار المسافات والربط بين أطراف العالم بضغطة زر، حيث زاد المقبلون على استخدامه إلى الملايين منذ إنشائه. وقد تجاوز مستخدموه الآن ربع سكان العالم، كان مارك زوكربرغ قد كتب في تدوينة له السنة الماضية (2017) على "فيسبوك" أن عدد المشتركين وصل إلى ملياري شخص، في حين كان عددهم مليون شخص عام تأسيسه (2004).

اختراق "فيسبوك" للعالم وحيازته لمساحة مهمة من حياة الناس لم يكن بمحض الصدفة. فقد أتاح لمستخدميه فرصة التواصل مع العالم الخارجي والتعارف كما التعرف على أشخاص وأماكن جديدة، بالإضافة إلى الانفتاح وتبادل المعلومات والإدلاء بالآراء والمواقف الشخصية، سواءً عن طريق نشر تدوينات أو صور أو حتى مقاطع فيديو. هذه الميزات والتقدم الذي عرفه الموقع جعل كثيرين يطلقون عليه "الكوكب الموازي".

استطاع "فيسبوك" أن يكتسب شهرة عالمية ويعقد بذلك شراكات مع مؤسسات معروفة. كما مكنته الأموال التي حصل عليها عن طريق الإعلانات من "الاستحواذ" على برامج أخرى. وتعتبر شركة "مايكروسوفت" من بين الذين قدموا عرضاً لشراء "فيسبوك" عام 2007 بشراء حوالي خمسة في المائة من أسهم "فيسبوك". أما بالنسبة للمواقع التي ضمها إليه، فقد كان تطبيق "إنستغرام" أولها عام 2012، تلاها "واتساب" عام 2014.

اعترفت بعض المحاكم بـ"فيسبوك" منذ 2008. كما عوقب كثيرون بسبب نشرهم لمحتوى "لم يرق" لدولهم أو جهات أخرى. وكانت وزارة الداخلية المصرية عام 2014، مثلاً، قد ألقت القبض على سبعة أشخاص يستخدمون موقع "فيسبوك" "للتحريض" ضد قوات الأمن، حسب ما نقلت رويترز آنذاك. كما حُظر الموقع في بعض الدول كسوريا وإيران. لكن سرعان ما رُفع هذا الحظر. المنع لا يخص الدول، بل يشمل بعض الإدارات التي منعت موظفيها من استعماله.

شكل "فيسبوك" مساحة للإدلاء بوجهات النظر دون أي قيد قد يواجه المستخدم على أرض الواقع. الثورة في مصر عرفت طريقها نحو الواقع من "فيسبوك"، الذي لعب دوراً مهماً في تحويل قضية الشاب خالد سعيد إلى شرارة لإطلاق ثورة 25 يناير/ كانون الثاني، وهو ما أشار إليه الناشط المصري وائل غانم في كتابه "ثورة 2.0". لكن الحرية بدأت تتراجع حين اعترفت المحاكم بالموقع وصارت الجرائم الإلكترونية ضمن ما تعاقب عليه هناك.

خلق "فيسبوك" أرضاً خصبة لمجموعة من الأنظمة التي سخرته لخدمة مصالحها السياسية. وكان الجيش السوري الإلكتروني، الذي ظهر إبان الثورة السورية (2011-2012) واحداً من أبرز هؤلاء، حسب ما ذكر بعض المراقبين. فقد شن انطلاقاً من الموقع حرباً إلكترونية، وذلك باختراقات أو إغراق الصفحات بتعليقات مؤيدة لنظام الأسد أو اتهامات بالخيانة للمعارضين. بالإضافة إلى إرسال بلاغات لـ"فيسبوك" بإغلاق حسابات لمعارضين.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل